مشروع «عادل».. من صناعات مغذية للسفن إلى ورشة خدمات
عادل عطية
مصنع صغير داخل المدينة الصناعية بدمياط الجديدة، للصناعات المُغذية لسفن الصيد، أنشأه «عادل عطية»، 51 عاماً، ليكون فرعاً آخر للمقر الرئيسى فى منطقة «عزبة البرج»، ليتمكن من تصدير منتجاته إلى الخارج وتحديداً إلى الدول العربية خاصة ليبيا واليمن وسوريا والسعودية، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى سفن الصيد لينقلب المصنع رأساً على عقب.
«جت الثورات العربية أثرت عليا جامد ووقفنا شغل، لأنى كنت معتمد على الدول دى فى التصدير»، قالها «عادل» مبرراً أسباب كساد السوق، ومؤكداً أنه فى عام 2011 اضطر إلى تغيير إنتاج المصنع بالكامل ليحوله إلى تصنيع ماكينات مخابز «العيش الآلى» بدلاً من استيرادها من الخارج.
«اشتغلت فى تصنيع ماكينات مخابز العيش الآلى وكان فيه تجار بتاخد منى وكنت باشتغل على قد احتياجات السوق، لكن بقالنا 3 سنين الدنيا واقفة خالص والمخابز فى المصنع مابتتبعش» قالها «عادل» بنبرة حزينة، موضحاً أنه قام ببيع 4 مخابز فقط فى عام 2016، ومنذ سبتمبر من العام الماضى لم يتقدم أى من صناع المخابز بطلبيات من مصنعه، متابعاً: «أفران المخابز وماكيناتها موجودة عندى فى المصنع كل يوم أبص عليها لحد ما كرهت أدخل المصنع، وبقيت مديون للتجار بعد ما اشتريت خامات وصنّعت، وفى الآخر مبعتش حاجة، ولما الدنيا زنقت معايا والتاجر عايز فلوسه ومش عارف أجيبله منين بعت مكنتين من عندى عشان أسدد الفلوس اللى عليا».
«عادل» قرر تحويل مصنعه الصغير للمرة الثالثة إلى ورشة خدمية فى مجال الصناعات الميكانيكية والهندسية «خراطة وتشكيل معادن»: «بدل ما أقفل وأروح وأقعد على القهوة قررت أشتغل خدمى، لفيت على المصانع عرضت عليهم لو حد محتاج صيانة أو عايز يخرط حاجة، وأهو أسَوق لنفسى ما أنا مش هقعد عاطل، مفيهاش عيب دى»، مشيراً إلى أنه وصل به الحال إلى أن من يعمل فى الورشة صنايعى وعامل واثنان من أبنائه حاصلين على شهادات عليا أحدهما خريج «تجارة إنجليزى» والآخر «شريعة وقانون»، إضافة إلى ابن اخيه، ولم يستطع حالياً دفع أجورهم ولا للعامل والصنايعى، نظراً لحالة الكساد التى ضربت السوق.
«عادل» عبر عن استيائه من الأجور المرتفعة داخل المدينة الصناعية بدمياط الجديدة: «بسبب الأراضى المتسقعة ارتفعت أسعار الإيجارات، ومنها مصانع كتيرة مفيهاش أصلاً معدات ومجرد سور بس، ومطلعين رخص وشالوا المعدات وبيتاجروا بيها».