«شبين القناطر».. العيادات مغلقة قبل المواعيد الرسمية
مستشفى شبين القناطر يغلق العيادات قبل مواعيدها الرسمية
للوهلة الأولى، يبدو مبنى مستشفى شبين القناطر «الشاملة» نظيفاً ومرتباً من الخارج، ولكن بمجرد عبور الباب الرئيسى والتوجه إلى العيادات الخارجية، يفاجئك المشهد، المبنى خالٍ من أى حركة، سوى أعمال النظافة التى انهمكت فيها بعض العاملات، وزعن أنفسهن على غرف وممرات المبنى، وأثناء زيارة محررة «الوطن» للمستشفى، استوقفتها إحدى العاملات سألتها عن وجهتها، فأخبرتها بأنها تريد الكشف فى عيادة الباطنة، وتبحث عن شباك التذاكر، لتفاجئها العاملة بإجابتها «الصادمة» بأن العيادات الخارجية أغلقت أبوابها، وأن موظف شباك التذاكر غادر، ولا يوجد أحد فى العيادات الخارجية، أخبرتها بأن الساعة ما زالت الواحدة ظهراً، وأن موعد عمل العيادات الخارجية المجانية يمتد إلى الثانية ظهراً، وبعدها تبدأ فترة الكشف فى عيادات العلاج الاقتصادى، وهنا أخبرتها العاملة بكل حزم، بأن العيادات الخارجية تغلق أبوابها فى الثانية عشرة ظهراً، وإذا أرادت الكشف عليها التوجه إلى قسم الاستقبال فى المستشفى.
تحويل المرضى للكشف فى الاستقبال.. ونقص حاد فى «السرنجات» والمستلزمات الطبية الأساسية
توجهنا إلى شباك التذاكر، للتأكد من رواية عاملة النظافة، وبالفعل وجدنا الشباك مغلقاً ولا يوجد به أحد، وخلال وجودنا توافد أكثر من حالة، أغلبها لأطفال مرضى، الجميع يسأل عن العيادات الخارجية، لتكون «الصدمة» فى انتظاره، وهى أن العيادات مغلقة، ولا يوجد سوى قسم الاستقبال، توجهنا إلى قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى، والذى يوجد فى مبنى منفصل عن مبنى العيادات الخارجية، لنجد المبنى مكتظاً بالمرضى الذين فشلوا فى الكشف بالعيادات الخارجية، بعدما أغلقت أبوابها قبل ساعة على الأقل من مواعيد عملها الرسمية.
داخل قسم الاستقبال، يوجد غرفة صغيرة بجوار موظف الاستقبال، يوجد بها طبيبة واحدة، يتوافد عليها المرضى لتوقيع الكشف الطبى عليهم، دخل محرر الصحيفة وأخبر الطبيبة بأنه يشعر بدوار، وأنه يعانى من مرض «السكرى»، ويريد قياس نسبة السكر فى دمه، وبالفعل أجرت الطبيبة كشوفات طبية سريعة، ثم طلبت منه التوجه إلى إحدى الممرضات، وبالفعل توجه المحرر إلى قسم الملاحظة، وأخبر الممرضة بأنه يريد قياس نسبة السكر فى الدم، طلبت منه الانتظار حتى تحضر «سرنجة» لأخذ عينة من دمه، وهنا ظهرت ممرضة أخرى ومازحت زميلتها قائلة: «أنا شايلة لك هدية معايا، ثم أخرجت من جيبها سرنجة»، وسط حالة من الدهشة خيمت على ملامح العديد من المرضى، وبسؤالها عن وصفها السرنجة بـ«الهدية»، أخبرتنا بأن المستشفى يعانى نقصاً فى المستلزمات الطبية، وهذه آخر سرنجة موجودة فى المستشفى، وأن المرضى الذين سيفدون للمستشفى بعد ذلك، سوف يتوجب عليهم شراء السرنجات من الخارج. ولم يكن النقص فى السرنجات فقط، حيث أكدت الممرضة أن «الكانيولا»، وبعض المستلزمات الطبية الأخرى التى تستخدم فى العمليات الجراحية، غير متوافرة فى المستشفى، وحاولت تبرير نقص هذه المستلزمات الضرورية بقولها إن المستشفى يحاول توفير المستلزمات وفقاً لإمكانياته، وأن موضوع نقص المستلزمات مسئولية مديرية الصحة، وليس مسئولية المستشفى.