ضربات «الداخلية» تتعقب عصابات «التهريب والتنقيب».. والمضبوطات «لا تُقدر بثمن»
قطع أثرية تم ضبطها قبل تهريبها إلى الخارج
لا يوجد مبدأ يجمع بين عصابات تهريب الآثار ولصوص التنقيب سوى الرغبة فى الثراء السريع، لا شىء يشغل بال تلك العصابات غير جمع ملايين الدولارات، وغالباً ما يكون الدولار هو العملة السائدة ويطلقون عليه أثناء عملية البيع والشراء «الورقة الخضرا»، ومع زيادة نشاط العصابات الإجرامية التى تسعى إلى نهب ثروات الوطن فإن وزارة الداخلية وأجهزتها المتمثلة فى شرطة السياحة والآثار دائماً ما تكون لها بالمرصاد.
ضربات الداخلية لم تقتصر على عصابات التهريب الكبرى، بل امتدت لتطال لصوص التنقيب عن الآثار، خاصة فى محافظات الصعيد التى تكثر فيها عمليات التنقيب داخل المساكن وفى المناطق الصحراوية القريبة من المناطق الأثرية، فمنذ أسابيع نجحت الشرطة فى القبض على عصابة يقودها موظف فى ضرائب الشرقية، وعُثر بحوزتهم على 5513 قطعة أثرية، وسقط زعيم العصابة «شعبان. أ» فى أيدى الشرطة بعد أن نجح ضابط تنكّر فى شخصية تاجر آثار فى الإيقاع بالعصابة أثناء استقلالهم السيارة رقم 76880 «سوزوكى» ميكروباص، وبحوزتهم عدد كبير من القطع الأثرية يرجع تاريخها للعصر الرومانى، ما بين تماثيل «أوشابتى» وجعارين، ولوحات جدارية، وعملات أثرية، وتبين أن 5511 قطعة منها عبارة عن قطع عملات معدنية من العصر الرومانى و303 تماثيل أوشتى من العصر الفرعونى القديم، و3 تماثيل كبيرة الحجم، الأول للإله أنوبيس والثانى تمثال لملك من العصر القديم والثالث تمثال مجمع للإلهة حتحور، ولوحة جدارية للملك والإلهة أنوبيب.
ضبط مفتش بـ«زراعة المنيا» بـ225 عملة برونزية و4 أوعية فخار وتمثال بازلت.. والقبض على 3 تجار أثناء التنقيب عن الآثار فى الأقصر والشرقية
«صفقة العمر».. بهاتين الكلمتين نعت أفراد العصابة المضبوطات أمام فريق من مباحث الآثار، واعترفوا بتكوين تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالآثار، وحيازتهم للمضبوطات بقصد الاتجار فيها، وأنهم تعرفوا على بعضهم منذ سنتين، وكوّنوا تشكيلاً عصابياً لتجميع الآثار والاتجار فيها، حيث جمعوا جزءاً من المضبوطات من صعيد مصر، والجزء الآخر من إحدى المقابر الفرعونية بمحافظة الشرقية، وأنهم عرضوا المضبوطات للبيع بمبلغ 5 ملايين دولار، وبالفعل وجدوا ضالتهم فى تجار آثار وافقوا على ثمن الصفقة، وحينما جاء وقت التسليم فوجئوا بأن تجار الآثار عبارة عن ضباط متنكرين من مباحث السياحة والآثار.
أما أكبر عملية تهريب للآثار منذ عقود، فعُثر عليها فى منزل جواهرجى بمنطقة عين شمس، شملت 9 آلاف قطعة أثرية، كما عُثر معه على طبنجتين و5 طلقات نارية، وبحسب تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة فإن المتهم كوّن مع شقيقه تشكيلاً عصابياً تخصص فى الاتجار فى القطع الأثرية والمخطوطات والعملات الأثرية، ويتخذ من مسكنه ومسكن شقيقه مخزناً لإخفاء ما بحوزته من آثار، ويُعد من ذائعى الصيت فى الاتجار بالآثار.
أكبر عملية تهريب جاءت تفاصيلها عبارة عن عملتين من العصر اليونانى- الرومانى، وعلبة بها 15 قطعة مذهبة مختلفة الأشكال والأحجام، ونيشان ذهبى اللون عليه نجمة سداسية، وورقة بيضاء بها عشرون فصاً صغير الحجم أبيض اللون يُشتبه أن يكون من الألماس، وورقة بيضاء أخرى بها قطعة من الذهب الأبيض وبها فصوص صغيرة من الألماس، وساعة ذهبية اللون ذات جراب جلدى أسود، ومجموعة من المشغولات والحلى الفضية، ومجموعة أدوات من الفضة «شمعدان، وكأسان، و5 أوانٍ مختلفة الأحجام، وأدوات مائدة»، و103 عملات من الفضة والبرونز والنحاس ترجع إلى العصور اليونانى- الرومانى والقبطى والإسلامى، ومجموعة كبيرة من الحلى والعقود من الخرز، و12 قناعاً خشبياً لتوابيت فرعونية وقبطية، ومجموعة من الجعارين الفرعونية من الحجر والفيانس، و15 إناءً كانوبياً فرعونياً، ومجموعة كبيرة من التماثيل الأوشابتى الفرعونية من الحجر والخشب والفيانس.
كشف الآلاف من قضايا التنقيب فى المساكن والمناطق الصحراوية المجاورة للمتاحف وأهرامات الجيزة
وشملت المضبوطات عدداً كبيراً من المخطوطات الفرعونية والقبطية اليدوية بالكتابة الهيروغليفية والديموطيقية، وعدداً كبيراً من البرديات الفرعونية بعضها متهالك، وتمثالين على هيئة أسد من الحجر الجيرى بطول 60 سم وبارتفاع 30 سم تقريباً، وتمثالاً لأبوالهول من الحجر الجيرى بطول 50 سم وارتفاع 25 سم تقريباً، وعدداً كبيراً من الأختام من الخشب والمعدن بأحجام مختلفة ترجع إلى العصرين اليونانى- الرومانى والقبطى، وعدداً كبيراً من الحلى من المعدن والعاج والعقود من الخرز ترجع إلى العصور الفرعونى واليونانى- الرومانى والقبطى، وشخشيخة حتحور فرعونية من المعدن بطول 60 سنتيمتراً، وعدداً كبيراً من الحشوات الخشبية الإسلامية عليها زخارف نباتية، و5 عِصِىّ قبطية من خشب الأبنوس مطعَّمة بالفضة، وعصا من العاج برأس معدنى على هيئة صليب، وتمثالاً على هيئة رأس شخص يرتدى باروكة من الرخام، وجذع شخص من الرخام يرتدى العباءة الرومانية، وعدداً من الأيقونات الخشبية عليها صور لقديسين، وعدداً كبيراً من الأوانى الزجاجية والفخارية مختلفة الأحجام والأشكال والألوان، وأقنعة لوجوه آدمية من الجبس الملون.
وكشفت أجهزة وزارة الداخلية عن الآلاف من قضايا التنقيب فى المساكن والمناطق الصحراوية المجاورة للمتاحف وأهرامات الجيزة، وفى نزلة السمان تنكّر ضابط فى شرطة السياحة والآثار فى شخصية تاجر آثار وتفاوض مع تاجر آثار يُدعى «هشام. ط»، 47 سنة، على شراء كميات من القطع الأثرية منه، وتمكّن من القبض على المتهم وبحوزته 49 قطعة أثرية نادرة، وأثناء استقلاله السيارة تم ضبط 49 قطعة أثرية، وتضمنت المضبوطات 11 تمثال أوشابتى من النحاس، وتمثالاً من الحجر على شكل طفل، وتمثالاً على شكل ثعبان، وتمثالاً لأحد الالهة، وتمثالاً على شكل ضفدع، وحاملاً من الخشب «مخدع للرأس للتحنيط»، و3 تماثيل أوشابتى من الحجر و16 وجهاً من الخشب لغطاء التابوت مختلفة الأشكال والأحجام، و3 جعارين و3 تماثيل من الحجر على شكل قرد، وتمثالين على شكل بجعة وتمثالين على شكل بومة، وبسؤاله اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبيعها بمبلغ مالى باهظ.
وفى المنيا، تمكنت شرطة السياحة والآثار من القبض على مفتش بإدارة فحص واعتماد التقاوى بوزارة الزراعة وعُثر بحوزته على 225 عملة من البرونز مختلفة الأشكال والأحجام و4 مسارج من الفخار عليها رسومات نباتية مختلفة الأشكال والأحجام، وتمثال من البازلت الأسود لآدمى فى وضع القرفصاء، وبمواجهته اعترف بحيازة المضبوطات بغرض الاتجار. كما أُلقى القبض على موظف بالسكة الحديد بحوزته ٢٣ قطعة أثرية داخل منزله بالمنيا، وتبين أنه يُدعى «أحمد. ش»، ٤٥ سنة، وأن المضبوطات عبارة عن «تمثال من البرونز لـ«حربوقرات الثانى» فى وضع الجلوس، و٦ تماثيل من البرونز للإله أوزير يرتدى تاجاً طوله ٧ سم، و٦ تمائم من البرونز مختلفة الأشكال والحجم، و٦ قطع من الحلى تلبس فى اليد من الزجاج الأزرق، وقرط من الفضة يرجع للعصر الفرعونى، وتميمة من العاج ترجع للعصر الفرعونى، وتمثال من العاج يرجع للعصر الفرعونى، ورأس تمثال من العاج على شكل تمثال فرعونى». وبعرض المضبوطات على لجنة أثرية من آثار المنيا، أقرت بأثريتها وأنها لا تقدر بثمن، وتم التحفظ على المضبوطات، وأحيل المتهم إلى النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
وأيضاً فى المنيا سقط 3 تجار أثناء محاولتهم تهريب 52 قطعة أثرية نادرة فى المنيا، بينها تماثيل لآلهة فرعونية بعد ورود معلومات إلى مباحث السياحة والآثار تفيد بقيام «زيادة. ب»، 55 سنة، فلاح ومقيم بدير البرشا ملوى بحيازته بعض القطع الأثرية بقصد الاتجار، و«محمد. ص»، 33 سنة، كيميائى بشركة المنيا لمياه الشرب ومقيم بملوى، و«سامح. ع»، 25 سنة، طالب بكلية الحقوق ومقيم بملوى، بعرض بعض القطع الأثرية للبيع على راغبى الثراء السريع، وتبين أن المضبوطات عبارة عن 48 قطعة أثرية وهى «40 قطعة عملة معدنية، و4 مسارج من الفخار، وآنية من الفخار، وتمثالان من الفيانس بطول 15 سم، وتراكوتا من الفخار، و4 قطع أثرية عبارة عن تمثال من الجرانيت الأسود على شكل سيدة، وتمثال من البرونز للإلهة سخمت، ولوحة من البرونز عليها زخارف نباتية، وقطعة مائدة من البرونز بارتفاع 10 سم، واعترف المتهمون جمعياً بحيازتهم للمضبوطات بقصد الاتجار فيها، وتم تقنين الإجراءات والعرض على النيابة العامة تحت إشراف اللواء مصطفى أنسى، مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار.
وفى الأقصر أُلقى القبض على «جبريل. أ» أثناء التنقيب عن الآثار بمسكنه، وعُثر على حفر بقطر ٢ متر وعمق عشرين متراً، كما تم ضبط «يعقوب. خ»، موظف بالشباب والرياضة، فى إسنا أثناء قيامه بالحفر بمسكنه بقصد التنقيب عن الآثار.