حمى التنقيب تجتاح أسيوط والأهالى: الفقر والبطالة السبب
مساحات كبيرة يبحث فيها المنقبون عن الآثار
أحلام الثراء السريع ومحاولة اللحاق بركب قطار الأغنياء فى أقصر وقت كانت الدافع الأبرز وراء انتشار عمليات التنقيب عن الآثار التى باتت ظاهرة فى محافظة أسيوط خاصة بمنطقة القيسارية والمجاهدين بحى غرب مدينة أسيوط ومراكز القوصية وأبوتيج والغنايم، حتى تحول تنقيب الأفراد عن الآثار بشكل غير مشروع إلى ظاهرة ووصل الأمر إلى أن دفع مواطنون حياتهم ثمناً فى مغامرة غير مضمونة العواقب، حيث تعددت حالات الوفاة أثناء عمليات الحفر التى تجرى بطرق بدائية، معرّضة أرواح القائمين عليها للخطر، ومسببة العديد من الأضرار والتصدعات بالمنازل المحيطة.
وسجلت محاضر النيابة عشرات القضايا من هذا النوع، منها ما وقع فى 22 يوليو الماضى عندما لقى شخصان مصرعهما إثر انهيار منزل أثناء التنقيب عن الآثار بمنطقة غرب البلد بمدينة أسيوط وتم استخراج الجثث والتحفظ عليها بمشرحة المستشفى العام. وفى أبريل 2017 لقى شابان مصرعهما إثر انهيار عقار بسبب قيامهم بالحفر 15 متراً تحت سطح الأرض للتنقيب عن الآثار بقرية بنى عليج التابعة لمركز الفتح بأسيوط.
وأكد عماد فوزى -من أهالى منطقة غرب أسيوط- لـ«الوطن» أن التنقيب عن الآثار منتشر جداً بين الأهالى بالقيسارية والمجاهدين ودرب الغنامة وغيرها، خاصة أنها من المناطق المعروفة باحتوائها على آثار والكثير من الأهالى تغير حاله بعد عثورة على آثار بمنزله. وأضاف أن حوادث التنقيب عن الآثار كثيرة لا تعد ولا تحصى فلا يمر يوم إلا وتلقى القوات القبض على منقبين عن الآثار بمنازلهم التى غالباً ما تنتهى بكوارث.
وأضاف أن أغرب هذه الحوادث ما وقع فى 26 ديسمبر 2009 عندما ورد بلاغ من أهالى منطقة درب العطارين بمدينة أسيوط بانهيار حفرة على 5 أشخاص بمنزل وسيطرت حالة من الرعب والفزع على الأهالى عندما فشلت قوات الإنقاذ السريع آنذاك فى انتشال الضحايا. الغريب فى الأمر أن ما قاله الدجال لـ«محمد» كان صحيحاً بوجود إحدى المقابر الفرعونية التى تحوى بداخلها كنوزاً باهظة الثمن، فانطلق محمد مالك العقار وبعض أصدقائه وأحد العمال للتنقيب أسفل العقار وعند الاقتراب من الكنز بعد ظهور بعض القطع الأثرية توغل مالك العقار ومرافقوه ومعه الكشاف لفتح المقبرة ولكن قبل أن يستخرجوا الكنز انهالت عليهم الأتربة لتبتلعهم الأرض التى أبت أن تبوح بأسرارها لهم ليظلوا عالقين داخل تلك الأنفاق حتى هذه اللحظات. وأكد مصدر أمنى، لـ«الوطن»، أن أكثر البلاغات الخاصة بالتنقيب عن الآثار تكون بدائرة قسم أول خاصة بمنطقة القيسارية. وأضاف أن كثيراً من حوادث انهيار المنازل التى تقع فى نطاق المحافظة يكون السبب وراءها التنقيب عن الآثار وكثيراً ما تخلف ضحايا أغلبهم من العمال الأبرياء.