ركاب أولى رحلات قطار النوم المطور: خدمة رائعة بس يا ريت تستمر
مواطنون يستعدون لاستقلال قطار النوم المطور «82»
يصطف مئات الركاب حاملين متاعهم ما بين حقائب صغيرة وكبيرة و«أسبتة» عريضة على رصيف قطار محطة الجيزة «وجه قبلى»، يشوب الجو حالة من التوتر والارتباك، لا تزال حركة القطارات متأخرة عن مواعيدها منذ حادث تصادم قطارَى الإسكندرية قبل أكثر من أسبوعين، تدخل القطارات متأخرة عن مواعيدها بنحو ساعتين تقريباً، بينما يتأفف كثير من الركاب الذين لجأوا إلى افتراش المحطة والجلوس على أرضيتها وعلى حقائبهم، وسط صراخ الأطفال الذى لا يتوقف.
وسط هذا الجو المشوب بالقلق يطلق ناظر المحطة بشرى سارة لعدد صغير من الركاب المحظوظين، وصول قطار «82» المطور الذى ينطلق فى ثوبه الجديد للمرة الأولى بعد تطويره فى صفقة قامت بها الشركة الوطنية لخدمات قطارات النوم مع مصنع «قادر» التابع للهيئة العربية للتصنيع. هدية الهيئة لركابها بمناسبة عيد الأضحى، حيث أعلن المهندس رضا أبوهرجة، نائب رئيس هيئة السكك الحديدية، عن تشغيل قطار نوم سياحى فاخر خلال الفترة من 26 إلى 29 أغسطس بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أنه يتم تشغيله لأول مرة بعد تطويره.
«نصرالله»: صفقة التطوير تمت مع مصنع «قادر» بـ20 مليون جنيه لتحديث 39 عربة نوم.. وأول دفعة من التطوير أطلقت خلال موسم عيد الأضحى
انتبهت أعداد من المواطنين المصطفين إلى صوت المذياع فى انتظار قطارهم المقرر له أن ينطلق عند الساعة السادسة والربع مساء من محطة الجيزة، لكن انتظارهم بعد البشرى طال حتى بلغ الساعتين ليدخل القطار المحطة عند الساعة الثامنة والربع، بينما يتزاحم الكثير من الركاب داخل مكتب ناظر المحطة، فيما يستقبلهم وحيد قطب، مدير عام محطة الجيزة، يبدى اعتذاراته المتكررة فى شأن يقول إنه «خارج إرادته»، معلقاً بأن السائقين يتعمدون تأخير القطارات منذ حبس أصدقائهم فى حادث تصادم القطارين بمنطقة خورشيد بالإسكندرية، مشيراً إلى أن أى عطل صغير يمكن للسائق أن يعالجه، يتوقف القطار فيما يمتنع السائق عن إصلاحه كإحدى وسائل الضغط على هيئة السكك الحديدية لمشاركته فى مسئولية الحوادث، موضحاً أن هناك آلية جديدة ستُنهى هذه الأزمة باستخدام تقنية ATC للتحكم الآلى فى القطارات والأعطال. كان اللواء محمد نصرالله، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لعربات النوم والخدمات الفندقية، حاضراً لاستقبال القطار الجديد المطور الذى تأخر عن موعده أكثر من ساعتين، وجدها بعض الركاب فرصة ليوجهوا إليه أسئلتهم عن أسباب تأخر القطارات.
يصل القطار أخيراً، رائحة العطر تفاجئك بمجرد الدخول للقطار الذى يتألف من 5 عربات نوم وعربة top vip ذات مقاعد مريحة وشاشة عرض، مفروشات تبدو جديدة أو تم تنظيفها بشكل جيد، ستائر نظيفة وكبائن مرتبة إلى حد كبير، بينما عربة «النادى» أو الكافيتريا مزينة بأوراق زينة وبالونات، وعدد من الطاولات والمقاعد الملتصقة فى الأرض ذات الحركة الدائرية. لم ينتظر القطار كثيراً، فبعد نحو 15 دقيقة فقط من وصول القطار إلى المحطة يتحرك متخذاً وجهته إلى أسوان.
الركاب افترشوا أرصفة محطة الجيزة لتأخر القطار.. ومدير المحطة: السائقون يتعمدون التأخير بسبب حبس زملائهم منذ حادث تصادم قطارَى الإسكندرية.. والقطار ينال إعجاب عدد كبير من الركاب وآخرون ينددون: «إيه فايدة التطوير وما نروّحش فى مواعيدنا» وأستاذة جامعية تلغى محاضرتها بجامعة أسوان لتأخر القطار
تسكن الحركة فى القطار بعد توزيع الوجبات داخل الكبائن وداخل عربة الـtop vip، لكن ركاب هذه العربة الأخيرة يعانون من طول المسافة على ذلك المقعد، فلا تزال الكبائن بالنسبة إليهم هدفاً يتمنونه، فمهما كان الكرسى مريحاً فالكبائن ذات الأسرّة أفضل، بحسب الدكتورة أمانى كارورة، عميدة كلية آثار جامعة الفيوم والمنتدبة بجامعة أسوان منذ نحو عامين ونصف، اعتادت خلال هذه الفترة الذهاب إلى أسوان والعودة عبر قطار النوم والـvip، ترى أنه حتى بعد تطوير القطار بمقاعد كبيرة مريحة فإن أزمات معروفة بهذا القطار لم تنته بعد، فلا تزال التكييفات لا تعمل بشكل جيد، درجة حرارة باردة فى المساء ودرجة مرتفعة فى الصباح، معلقة: «أزمة التكييف أزمة أبدية فى القطارات، يا إما برد وتلج بالليل ونشتكى من التكييف والصبح يبقى حر والتكييف مقفول والشمس بتسخن القطر، المفروض إن القطر ده جديد يعنى كل حاجة فيه كويسة، خاصة إنه بـ400 جنيه الكرسى، وده مبلغ كبير».
وتشير «كارورة» إلى أن تأخير القطار أدى إلى إلغاء مواعيد كانت تلتزم بها، منها إحدى المحاضرات التى كان يجب أن تلقيها فى جامعة أسوان، موضحة أن تأخير القطار مدة ساعتين فى الانطلاق وربما مثلهما خلال الطريق سيقضى على جدول مواعيدها، مبدية أسفها من عدم وجود دليل عن المحطات الموجودة، فيتساءل الركاب فيما بينهم عن المحطة التى يقف فيها القطار، حيث لا يوجد به أى شاشات تنبه الركاب إلى المحطات التى يمر بها القطار، منددة ببعض سلوكيات هيئة السكك الحديدية فى حجز كبائن بكاملها لأحد الأفراد العاملين بالهيئة من دون أن يسدد ثمنها، فتقول إن على الهيئة أن تضع شروطاً لحجز الكبائن حتى لأعضائها والعاملين فيها لأنه قد يخرج أحد القطارات من دون تسديد قيمة الكابينة التى حجزها أحد العاملين إذا لم يحضر الشخص الذى كان مقرراً أن يستقل الكابينة.
أما حسن صلاح، أحد الركاب كان يستقل أول مقاعد عربة الـtop vip ذات الـ34 مقعداً، فيرى أن الخدمة ممتازة مقارنة ببقية القطارات الأخرى، موضحاً أن «السعر عالى لكن مقارنة بالمسافة والخدمة فهو أفضل من أى وسيلة أخرى»، مستنكراً التأخيرات التى تصيب كل خطوط السكك الحديدية، وأن قطاراً واحداً قد يعطل 5 أو 10 قطارات خلفه. بينما تشيد الدكتورة سحر الوزيرى، بالخدمة المميزة فى القطار الجديد من مقاعد كبيرة، وشاشات لأول مرة تراها فى مصر داخل عربة قطار، وطعام مميز، مشيرة إلى أنها تعمل فى الإمارات وتفتخر بأن يواكب التطور قطارات مصر، خاصة بعد السمعة التى التصقت بهيئة السكك الحديدية بسبب كثرة الحوادث، موضحة أن العربات تحتاج إلى تعديلات بسيطة داخل العربة والمقاعد، مع تشغيل خدمة الإنترنت وزيادة عدد المواد المعروضة على شاشات العرض حتى تواكب بقية الدول المتحضرة، موضحة أن تأخير القطارات يُعد أسوأ ما فى الخدمة لأنه يفسد على الراكب رحلته، خاصة إن كان بالقطار سائحون، مما يضر بسمعة مصر وبمصالح المواطنين.
أما سعيد عبدالقادر، نقيب محامى أسوان، وأحد الركاب، فيستنكر ارتفاع سعر المقعد إلى 400 جنيه، متسائلاً عن الفرق بين الـvip العادى، وبين top vip، من وجهة نظره لا فرق سوى فى شاشات عرض ليس عليها مادة كثيرة، معلقاً: «القطر اتأخر عن معاده ساعتين يعنى أول القصيدة كفر، ده اللى المفروض هدية يعنى، الفروقات بسيطة جداً عن القطر الـvip التانى».
بينما أشاد وحيد محمد عوض، محاسب بإحدى الشركات، بالخدمة المميزة وقال إن التكلفة 400 جنيه مناسبة للمسافة الطويلة، خاصة أن التعامل جيد من جانب العاملين بالشركة.
من جهته، قال اللواء محمد نصرالله، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لعربات النوم والخدمات الفندقية، إن القطار الذى ينطلق فى ثوبه الجديد تم تقديمه لتجربة إقبال المواطنين عليه، مشيراً إلى أن القطار تم حجزه بالكامل فى خلال ساعتين فقط منذ الإعلان عنه، ولكن تم حجزه بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20% فقط خلال عودته من أسوان، موضحاً أنه يفكر فى تخفيض سعر التذكرة على ذات القطار خلال العودة، حتى يستفيد من إشغاله وبدلاً من أن يعود فارغاً، متوقعاً أن يصل سعرها إلى 250 جنيهاً.
وأوضح «نصرالله» أن الصفقة التى وقّعتها الشركة الوطنية لعربات النوم مع مصنع «قادر» بلغت قيمتها 20 مليون جنيه لتطوير 39 عربة نوم و6 عربات «نادى» (كافيتريا)، مشيراً إلى أنه قام باستغلال أول دفعة من التطوير وهى 12 عربة بإطلاق الرحلة خلال عيد الأضحى لسد الحاجة فى رحلات العيد وتقديم الخدمة المميزة، مؤكداً أن العربات الجديدة لا تحصل فيها أى فئة على دعم، سواء شرطة أو جيش أو قضاء أو أى نقابات أخرى، وأن سعر التذكرة 400 جنيه سواء للسرير أو المقعد هو سعر مناسب مقارنة بالمسافة والخدمة المميزة، وأن القطار من المفترض أن يتحرك من محطة الجيزة الساعة السادسة والثلث مساء من محطة مصر، ويصل أسوان عند الساعة السادسة والنصف، إلا أن حركات القطارات غير المنتظمة منذ حادث الإسكندرية تتسبب بالضرر فى الخدمة الجديدة والتطوير الجديد.