قيادات «الإنقاذ» تصريحات «ماكين» تدخلاً فى شئون البلاد
أدانت قيادات وقوى سياسية بجبهة الإنقاذ الوطنى تصريحات جون ماكين، عضو الكونجرس الأمريكى، التى أدلى بها فى مؤتمر صحفى عقده خلال زيارته للقاهرة، أمس الأول، وزعم فيها أن ما حدث فى 30 يونيو كان انقلابا عسكريا، وطالب بالإفراج عن قيادات الإخوان المحبوسين على ذمة قضايا جنائية، باعتبارهم معتقلين سياسيين.
وحذر حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، من التدخل الأمريكى فى الشأن المصرى والتطاول على كرامة الشعب المصرى، قائلا على حسابه الخاص على موقع «تويتر»: «أحذر الأصوات الأمريكية التى ﻻ تفهم أن كرم المصريين ليس رخصة للتطاول على كرامة مصر. شعبنا يرفض التدخل الأجنبى والمساس باﻻستقلال الوطنى». وأضاف «صباحى»: «استمرار التدخلات الأمريكية فى الشئون المصرية ومحاولات فرض تسويات سياسية على حساب العدالة والقانون إهانة لن يقبلها شعب مصر».
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق بجامعة الدول العربية القيادى البارز بـ«الإنقاذ الوطنى»: تابعت باهتمام التصريحات التى أطلقها عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان ماكين وجراهام من القاهرة فى المؤتمر الصحفى الذى عُقد مساء أمس، وأعتبر نفسى كمواطن مصرى جزءاً من ردود الفعل الشعبية والرسمية والإعلامية الغاضبة إزاء هذه التصريحات.
ووجه «موسى» حديثه للسيناتور «ماكين»، قائلا: «طالما اختلفت معك كثيرا لمدة خمس وعشرين سنة بخصوص قضايا الشرق الأوسط المختلفة، إن أهل مكة أدرى بشعابها، والمصريين هم وحدهم القادرون على تعريف ما حدث فى بلادهم من تطورات، وإنه ليس منوطاً بأحد أن يفتح القاموس نيابة عنهم ليوصِّف ثورتهم الشعبية على نظام رفضوه».
وقال القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى للسيناتور جراهام: «إننا لم ننكر أن رموز الحكم السابق قد أتوا عبر صناديق الاقتراع، لكن هذا لا يعفيهم من الإجراءات المترتبة على الاتهامات الجنائية الموجهة إليهم من قِبل القضاء الطبيعى، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة نفسها كانت أول دولة تعزل رئيسها المنتخب بعد أن وجهت إليه اتهامات أقل بكثير مما نحن بصدده فى مصر».
وطالب «موسى» الإعلام المصرى الحر والسياسيين المصريين الرسميين والشعبيين، بالوقوف بحسم فى وجه أى تدخل فى الشئون الداخلية المصرية، وفى نفس الوقت التعامل برصانة مع العلاقات المصرية - الأمريكية، التى تعد من أكثر العلاقات الدبلوماسية حيوية وأهمية بالنسبة للطرفين وعلى قدم المساواة.
فى السياق نفسه، انتقد حزب التجمع زيارات ممثلى الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى الأخيرة لمصر، خاصة التى اقترنت بمقابلات مع بعض قادة تنظيم الإخوان داخل السجون وخارجها، معتبرا أن الهدف منها هو محاولة إجهاض الموجة الثورية للمصريين فى 30 يونيو.
وقال الحزب فى بيان له بعنوان «للثورة شعب يحميها»: «هذه الوفود التى ترددت على القاهرة وتعلن أنها أتت للتوسط وتسهيل عملية التفاوض لا نجد من يستمع إليها من أبناء شعب مصر إلا هؤلاء الذين يبحثون عن تسوية مع الإخوان تتفق وتوجهات الرؤية الأمريكية التى تقاتل من أجل الحفاظ على حلفائهم الإخوان فى داخل المشهد السياسى المصرى وربما فى صدارته فيما بعد».
وحذر «التجمع» مما وصفه بـ«خطورة النتائج المترتبة على أى محاولة لتجاهل المطالب الشعبية تحت أى مسمى ولأى سبب، وهذه المطالب أكدتها جماهير شعبنا أكثر من مرة فى الإسقاط النهائى لسلطة الإخوان وقيادتها الإرهابية وأنه لا مكان لكل من اتُّهم بالتآمر على أمننا القومى أو هدد بالحرب الأهلية سوى قاعات المحاكمة العادلة، وإن أى حديث عن خروج آمن أو تقاعس فى تصفية الاحتشاد الإرهابى فى (رابعة أو النهضة) لا يمكن فهمه إلا فى إطار المساعى المحمومة لإجهاض الموجة الثورية لشعبنا الذى أكد مطالبها فى جمعة 26/7».