"العائدون" من القتال في سوريا والعراق.. الخطر الأكبر على أوروبا
حادث برشلونة
تضاعفت مؤخرًا مخاوف دول أوروبا، من عودة المقاتلين الأجانب مرة أخرى، بعد سفرهم للقتال في سوريا والعراق، حيث إنهم سيعودون هذه المرة بأعداد كبيرة وخبرة قتالية اكتسبوها من القتال إلى جانب الإرهابيين الآخرين، علاوة على رغبتهم في القتال مرة أخرى، بعد انهزام داعش في كثير من معاقلها الرئيسية.
ويبلغ عدد المقاتلين الأجانب الأوربيين، في صفوف التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، حوالي 5 آلاف مقاتل؛ أغلبهم من فرنسا وبلجيكا، وعاد ثلثهم إلى بلادهم، وذلك وفقا لما قاله منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، في تقرير لها نشر مطلع الشهر الجاري، أنه يوجد ما يقرب من 2000 إلى 2500 مقاتل أجنبي، ما زالوا يقاتلون في سوريا والعراق.
وعددت تقارير استخباراتية بريطانية، أسباب عودة المقاتلين الأجانب مرة أخرى إلى أوروبا، كاشفة أن تنظيم داعش الإرهابي، يسعى بعد انهزامه في سوريا والعراق إلى استمراريته من خلال تنفيذ عمليات إرهابية خارج معاقله الرئيسة، ليبقى موجودًا على الساحة.
وأكدت هذه التقارير الاستخباراتية، أن تنظيم داعش زود من عمليات تدريب المقاتلين الأجانب في الفترة الأخيرة، وبشكل خاص أصحاب الجنسيات البريطانية والفرنسية والبلجيكية والألمانية، لتنفيذ عمليات إرهابية عند عودتهم إلى أوروبا.
وتعددت العمليات الإرهابية، التي تبناها تنظيم داعش، في الفترة الأخيرة في بريطانيا وبلجيكا وألمانيا، وكان أخرها الهجوم، الذي وقع في برشلونة منتصف الشهر الجاري، وأوقعت 14 قتيلا و100 مصاب، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا من المواطنين في أشهر شوارع برشلونة.
وأصدر معهد "العربية للدراسات"، دراسة حول تصنيف العائدين من سوريا وقسموهم إلى 4 أقسام. القسم الأول، سمته الدراسة بـ"الجهاد العابر للقارات"، وقالت إن هؤلاء لديهم التزام أيديولوجي بالعنف باسم الإسلام في الداخل والخارج، ولا يعودون إلى ديارهم إلا بعد تنفيذ عمليات إرهابية. وهذا القسم، هو الأكثر خطورة والأوسع انتشارا.
القسم الثاني يسمى "السياح المجاهدون"، وهؤلاء يحملون أفكارا مثالية عن القتل، لكن يصدمون بحقيقة الأمر، ويحاولون ترويج أفكار عن عظمة الجهاد عند عودتهم، وهذا النمط يشكل خطورة، بينما القسم الثالث لا يكتفي بالندم والاعتزال فقط، لكن يسعون إلى منع ذويهم من المسلمين من خوض تلك التجربة، وعن القسم الرابع، يتمثل في عدم التكرار مرة أخرى. ولهذا القسم حماس شديد للقتال دفاعا عن الدين، لكن يكتشفون قبح القتل ولا يشاركوا مرة أخرى وليس لهذا القسم خطورة.
وتشكل عودة المقاتلين الأجانب، تخوفا من تشكيلهم لتنظيمات وخلايا جديدة عند عودتهم لبلدانهم مرة أخرى. وتقول أجهزة الأمن المصرية، إن تنظيم داعش- ليبيا، ساهم في زرع إرهابيين داخل مصر من خلال العائدين وخصوصا في القاهرة والصعيد والصحراء الغربية.
وعن الأساليب التي تتبعها دول أوروبا، للتعامل مع هؤلاء المقاتلين عند عودتهم من سوريا والعراق، قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن هناك أكثر من أسلوب لتوقيفهم والتقليل من خطورتهم، كمنع المتطوعين من الذهاب إلى سوريا والعراق عن طريق فرض عقوبات قانونية مثل إلغاء الجنسية ومصادرة جوازات السفر والتقديم للمحاكمات، أو مساعدة هؤلاء العائدين على الانخراط في المجتمع وتأهيلهم فكريًا.
ونبه تقرير نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن منسق الاتحاد الأوروبي لقضايا الإرهاب، لضرورة التعاون بين الدول التي يمر منها هؤلاء المقاتلين للعودة وهي تركيا ولبنان والأردن لمنع مرور المقاتلين إلى أوروبا وخاصة تركيا.
ويستخدم المتطوعون الذين يريدون الذهاب إلى سوريا جوازات سفر مزورة من خلال المهربين الموجودين بالمنطقة، وتباع بحوالي 500 جنية استرليني، تحمل أي صورة أو اسم للمرور من نقاط التفتيش الحدودية بين تركيا وسوريا.
ويعبر المقاتلون من خلال بلدة أكجا قلعة التركية إلى بلدة تل عبيد السورية الواقعة تحت سيطرة داعش، والتي تبعد حوالي 60 ميلا عن الرقة، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" .