"الوطن" في باحة "الأزهر".. ترميم الجامع والجامعة بعد صمود 1000 عام
"الوطن" في باحة "الأزهر".. ترميم الجامع والجامعة بعد صمود 1000 عام
باحه كُبرى زُينت برخام المسجد الحرام كالذي بالمملكة العربية السعودية، ومدخل رئيسي لأكبر الباحات تأخذك لأقدم أثر فاطمي قائم حتى الآن.
واعتبر في ذات كيانه جامع وجامعة، بصحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رِوَاق القبلة والتي كانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الموجود عليها الآن، وذلك بعدما أضيفت له مجموعة من الأروقة والمدارس والمحاريب والمآذن غيرت من معالمه ونال منه عامل الزمن، ومنح خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز 30 مليون جنيه لترميم الجامع الأزهر وتطوير قناة الأزهر ومطبعة المصحف ومدينة الطلبة الوافدين، وإنشاء كليات للطب والصيدلة.
ويُعتبر جامع الأزهر الشريف، أول مسجد جامع أنشئ في مصر وأشهرهم بين العالم الإسلامي، تجاوز عمره الألف عام واحتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه على مدى العصور، حتى أصبح قِبلة العالم لكل المسلمين، ومنهل للمنهج الوسطي، ومنارة الإسلام الشامخة، منذ أنشئ على يد جوهر الصِقلي عندما فُتحت القاهرة في عام 970، وتم الانتهاء من إنشائه في عام 972 ميلاديًا.
ومر على المسجد سنواتٍ عجافٍ عدة بين احتلال وزلازل واغتصاب الأهالي لبعض مساحاته، حتى جدد الأمير عز الدين أيدمر الأجزاء المُتصدعة منه، وضم ما اغتصبه الأهالي إلى مساحته واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في 19 نوفمبر 1266 ميلاديًا.
ومُؤخرًا، تقوم مجموعة شركات بن لادن السعودية بترميم الجامع الأزهر، وذلك من أجل تجديده وجعله في ثوبه الذي افتتح فيه منذ ما يقرب من 1000 عام.
ويقول أحد العاملين بالجامع، إن أعمال الترميمات تسير على قدم وساق لإعادته كسابق عهده من أرضيات وحوائط والحجارة التي بني بها من قبل، موضحًا أن شركة بن لادن تقوم بدور المشرف، إذ يعمل في الجامع عِمالة مِصرية تحت إشراف الشركة والتي بدأت الترميم في شهر يونيو 2014.
ويقول سعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن ترميم الجامع الأزهر والمشيخة، جاء كمنحة من المملكة العربية السعودية، وذلك لكون الجامع الأزهر منارة للعلم والعلماء على مر العصور، مُوضحًا أن الجامع يُعد جامع وجامعة في الوقت نفسه، والذي كان به بعض المشكلات الإنشائية والفنية الخطيرة لاسيما أعمال الترميم التي تمت به في عام 1998.
"أعمال الترميم اللي حصلت سنة 1998 كان عليها إشكاليات كبرى كانت هتخرجه من منظمة اليونسكو" كلمات أوضح بها حلمي في تصريح لـ"الوطن"، ما كان سيؤول إليه الأمر مالم يتم البدء في أعمال التجديد التي تدور الآن بالمسجد، موضحًا "قمنا بدراسة وثائقية عن الجامع وإنشائاته والمراحل التي مر بها في أعمال الترميم ودراسة كل الوثائق الخاصة بأعمال الترميم سواء الإيجابية أو السلبية وإعداد مشروع على أعلى مستوى مُوثق بالمستندات والصور".
ويؤكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن وزارة الآثار قد خصصت وأنشأت لجنة عليا للإشراف على أعمال الترميم والمُنعقده بشكل دائم من أجل متابعة سير مشروع ترميم المسجد، موضحًا أن اللجنة العليا للإشراف على المشروعات الهندسية للجامع الأزهر تقوم بمتابعة سير العمل به كل أسبوعين كحد أقصى للاطمئنان على سير ومتابعة المشروع.
"محدش حس بأعمال الترميم لأننا في الفترات السابقة لما كنا بنرمم أي مكان آثري بنقفله والمرة دي متقفلش" كلمات أكد بها حلمي فتح أبواب المسجد أمام المصلين، وطالبي العِلم بجانب العمل على تطوير المسجد، موضحًا أن أعمال الترميم التي تتم حاليًا تعتبر خطوة هامة، بخلاف مُراقبة الزائرين لأعمال الترميم، حيث نجحت الوزارة في إنهاء ما يقرب من 70% من أعمال الترميم الخاصة به "خلصنا عمل في الصحن وباب عبدالرحمن كتخدا والملحقات الخدمية للجامع زي دورات المياه والساحة بتاعته، وشغالين دلوقتي في المآذن وحاجات صغيرة تانية".
ويُوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية، أن مؤسسة بن لادن تعتبر مؤسسة وطنية سعودية تقوم على تنفيذ المشروع عبر شركات مصرية، إلا أن الشركة السعودية لها حق الإشراف على أعمال التطوير ومراقبة المصاريف والخامات والمواد الخاصة به، فيما يرجع الإشراف الفني للجانب المصري دون تدخل الجانب السعودي، على أن يتم افتتاح المسجد في مُستهل العام القادم.