كان إعدام سيد قطب، وهو المُنظِّر الأول والمرجعية الكبرى للجماعات التكفيرية والإرهابية وعلى رأسهم تنظيم الإخوان الإرهابي، ضربة قوية لهذه التنظيمات التي ما لبثت منذ إنشائها في عشرينيات تسعى خرابًا في الوطن عبر العديد من المؤامرات التي كان أخطرها هو تنظيم "65".
وتم إعدام "قطب" في يوم 29 أغسطس من عام 1966، عقب اتهامه في قضايا هي من أكبر القضايا التي تم اتهام الجماعة الإرهابية بها وهو مخطط نسف القناطر الخيرية وإغراق مصر للإطاحة بالرئيس الأسبق جمال عبدالناصر وإسقاط "النظام الكافر"، على حد قوله.
وروى اللواء فؤاد علام في كتابه "أنا والإخوان من المنشية إلى المنصة" أن مؤامرة 65 بدأت منذ عام 61 عند علاج (قطب) في مستشفى السجن وأنه بدأ يكتب في رسائل تكفير للمجتمع ويعلمها لمن حوله في السجن مثل مصطفى كمال حسين ويوسف كامل قنعر، الذين نقلوا أفكاره للمساجين الآخرين، لكنهم أعادوا وجهة نظرهم وفشلت خطة قطب في السجن وقرر هنا تهريب تلك الرسائل إلى خارج السجن، حيث أجازها المرشد العام للجماعة حسن الهضيبي.
ويقول "علام" في كتابه إنه عقب حملة اعتقالات من قوات الأمن ضد مجموعات تنظيم الإخوان، أصدر "قطب" فتواه بجواز نسف القناطر الخيرية، وهي الفتوى التي تمسك بها قطب حتى موعد إعدامه ولم تنفذ بسبب اعتقال المسؤولين عن تنفيذ العملية.
وكشف "علام" عن أن التحقيقات مع أعضاء الخلية أدت لكشف عدة خلايا فرعية في التنظيم مثل خلية في الجيش وخلية أخرى في نادي الطيران كانت تخطط لتدمير مطار القاهرة بالكامل، مشيرًا إلى أن خلية الجيش كانت مكلفة بأن ترسل متفجرات ومفرقعات لخلايا التنظيم الذي كان يتكون من خريجي كلية الهندسة قسم كيميا الذين كانوا يطورون المفرقعات والأسلحة.
واعترف "قطب" خلال التحقيقات معه، عن أنه اتفق بالفعل على شحنة أسلحة ممولة من مجموعة إخوانية تعيش في المملكة العربية السعودية ولكن الشحنة تأخرت 3 سنوات، وذلك حسبما ذكر "علام" في مذكراته.
وأقر قائد التنظيم السري للإخوان في تلك الفترة حسن عشماوي، في مذكراته بأنه بالفعل تلقى أوامر من قطب بالبدء في استيراد الأسلحة والمفرقعات، كما أنه تلقى أوامر منه عقب ورود معلومات إليه من مكتب المشير بأن الحكومة تستعد للإجهاز على الإخوان، بالإسراع في مخططات التدريب للعناصر التابعة للتنظيم التي كانت توجد في معسكرات ببلطيم ومناطق أخرى.
ويسرد "عشماوي" في مذكراته، أنه التقى أخت "قطب" في منزل زينب الغزالي، حيث نقلت له رسالة من أخيها عن اشتداد موجة الاعتقالات من جانب الأمن، وأن العمليات التي يجب أن تنفذ يجب أن تكون كبرى ولا تكون زوبعة فنجان، وأكملت "الغزالي" من جانبها أن "قطب يريد أن يقتل الزعيم عبدالناصر بأي ثمن".
ومن أفكار سيد قطب التي أوردها، في كتابه "معالم على الطريق" قبل تأسيس تنظيم 65، إن "الطاغوت هو الطاغوت وإنه لا حاكمية إلا الله ولا سلطان ألا لله، وإن الناس عبيد الله وحده"، حيث كان قطب يخطط لإغراق الدلتا وتنفيذ عمليات كبرى وقتل الزعيم عبدالناصر عن طريق إسماعيل الفيومي، وهو أحد ضباط الحرس الجمهوري لكي تحدث حالة من الفوضى في البلد وتخرج المظاهرات وتقوم السلطة في البلاد"، وذلك حسبما أوردت العديد من المصادر التاريخية.
تعليقات الفيسبوك