"فريال" أسطى صنايعي بدرجة رسام: "بصلح الجيتارات وبعلم الفن للأطفال"
"فريال" أسطى صنايعي بدرجة رسام: "بصلح الجيتارات وبعلم الفن للأطفال"
فريال حسن مع جيتار أصلحته بالرسم
وسط بقايا الألوان وأدوات الرسم، تجلس فريال حسن منهمكة في الرسم، ممسكة بـ"جيتار"، شرعت في إصلاحه بعدما نال منه الزمن، ولكن على طريقتها الخاصة.
"بصلح الآلات الموسيقية بالرسم والألوان".. كلمات بدأت بها فريال حديثها لـ"الوطن"، مُشيرة إلى أنها هواية تحب ممارستها، وتسعى دائمًا لرسم كل ما هو جديد في عالم الفن، وتجتهد لاختيار كل ما هو مختلف.
تروي صاحبة الـ23 عامًا سبب ارتباطها بالفن، "هواية عندي من صغري"، بالإضافة إلى أنها أثقلت تلك الموهبة بالدراسة في كلية التربية الفنية في جامعة حلوان، موضحه أنها لا تسعى للرسم العادي وإنما تهدف برسوماتها للاختلاف.
ما يميز ابنة منطقة "الكيت كات" عن غيرها من الرسامين هو صعوبة الأسطح التي ترسم عليها، إذ اختارت الجيتار رغم دقة تفاصيله، لما به من تعرجات والتواءات، "كنت خايفة أبوظ الأوتار وأنا برسم بس ربنا ستر".
الصدفة هي السبب الذي أوحى لفريال بالرسم على الجيتار، عندما طلبت منها إحدى صديقاتها أن ترسم لها على جيتارها القديم الذي تشوه شكله من الخبط، لتبادر فريال بالموافقة وخوض التجربة كهدية لصديقتها، قبل أن تتمكن من تغيير شكله نهائيًا وتحويله لجيتار عصري "حطيت فيه التاتش بتاعي والموضوع طلع روعة".
بلمسة من أصابعها يبدأ السحر، ويتحول الجيتار من حالٍ إلى حالٍ.
وتشرح فريال طريقة رسمها على الجيتارات، من بداية إزالتها للطبقة القديمة الموجودة على الجيتار أو ما تُعرف بطبقته الأصلية، ثم قيامها بعملية "صنفرة" للخشب، ثم وضع لمساتها الخاصة بالألوان التي تختارها، والتي حرصت على أن تكون مُبهجة، مستخدمة أدوات الدهان أحيانًا "صاحب الجيتار لو شافه وأنا بعمله هيقطع علاقته بيا".
لم تقتصر رسومات فريال على الجيتار فحسب، بل تنوعت لتشمل كل ماهو مختلف، من "جرابات وأبواب وشبابيك"، الأمر الذي تحول بعد ذلك لوسيلة لكسب المال، بعد انتشار صور رسوماتها على الجيتارات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الجانب آخر من حياتها، تعمل فريال كمدرسة تربية فنية في إحدى المدارس بمنطقة الدقي، "بحاول أغير فكرة الأطفال اللي طالعين عن حصة التربية الفنية وأعلمهم حاجة حقيقية"، فبدلًا من تحويلها لحصة "أكل سندوتشات"، تسعى فريال لثقل مواهب طلابها الفنية، الأمر الذي دفع الطلاب للسعى وراء معلمتهم للنيل من خبراتها الفنية، "مبسوطة إنهم بقوا هم اللي بيدوروا عليا وبيجولي في الحصص الفاضية عشان أعلمهم"، وبالفعل أنتج عدد من طلابها أعمالًا فنية بجودة عالية، نسبًة إلى صغر سنهم.