كعادة مواقع «السوشيال ميديا»، يمكنها أن تتدخّل فى الأوقات الحرجة، لتُنقذ ما يصعب على بعض المؤسسات والهيئات إنقاذه، حيث أصبح «الفيس بوك» قوة لا يُستهان بها فى البحث عن المفقودين، وإغاثة اللاجئين وخلال فترة الحج يكون له دور قوى فى إيصال الحجاج المفقودين إلى ذويهم، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من نشر صورهم.
«صوّر الحاجة يا ابنى وارفع على الفيس بوك، خلينا نشوف مين أهلها».. هكذا يستقبل محمد كامل، مشرف أوتوبيسات للطرق مع بعثات الحجاج المصريين، الحالات المفقودة خلال مناسك الحج، طوال عمله فى السعودية لمدة 5 أعوام، أبرز الحلول المثالية التى يلجأ إليها دائماً هو «الفيس بوك»، الذى يساعده كثيراً فى الوصول إلى أهالى الحجاج: «لا شركة بتنفع، ولا ناس، ولا أى مؤسسة بتقدر تفيد أى حاج مفقود بيروح لها.. الفيس بوك لوحده بيساعدنا وبسرعة رهيبة»، فخلال الأعوام السابقة كان يلجأ إلى الحيل التقليدية بالبحث الميدانى بنفسه مع مجموعة من العاملين بالسعودية، لكن دون جدوى فى أغلب الأوقات. آخر الحالات التى ساعدها «محمد» فى الوصول إلى أهلها بعد يومين من فقدانها، كانت «الحاجة عايدة محمد»: «ماكانش معاها أى إثبات شخصية، وكانت كل ما تروح لحد مايقدرش يساعدها، ولا حتى معاها تليفون ابنها فى السعودية.. فصوّرتها ورفعت الصورة على الفيس، وعيالها من أسوان كلمونى، وادونى رقم المشرف اللى جت معه».
وفاء عبدالحميد، 63 عاماً، انقطع الاتصال بينها وبين زوجها، منذ يومين، حتى لاح على ذهن زوجها «حمدى إسماعيل» أن يتواصل مع أولاده وأحفاده لنشر صور زوجته على «الفيس بوك» ومساعدته فى البحث عنها، واستطاع حينها أن يتواصل معها: «ماشفتهاش، بس عرفت إنها قاعدة فى المخيّم، يعنى تبعد عنى 6 كيلو والدنيا زحمة قوى ومش هاعرف أوصل لها.. بس الحمد لله اطمنت عليها والمفروض هنتقابل فى مكة»، ويرجح أن السبب فى فقدان الحجاج عن بعضهم البعض، هو حج الفرادى.
اعتاد محمد جمال، أحد المقيمين بالسعودية، على مساعدة الحجاج المفقودين فى الاتصال بذويهم: «الحاجة هدية.. قعدت يومين مش عارفة توصل لعيالها اللى جايين معاها، ولقيت فى حى العزيزية وهى ماتعرفش هى فين»، لكنها استطاعت أن تستكمل مناسك الحج، كعابرة سبيل مع الأفواج الأخرى: «رفعت صورها على الفيس بوك، لقيت اتصالات الدنيا والآخرة.. لحد ما عيالها كلمونى وجُم أخدوها، مفيش، فى 48 ساعة بالظبط».
تعليقات الفيسبوك