«المعارك الفكرية» سمة اعتادها الوسط الثقافي بين الحين والآخر بين المبدعين، لكن «فيس بوك» حول الجماهير إلى جزء من «المعركة»، ليس بالمشاهدة من بعيد، لكن بالتفاعل «لايك» و«كومنت»، فقبل يومين، كتب الروائي محمد الجيزاوي عبر حسابه على «فيس بوك»، منشورا قال فيه إن الروائي أشرف الخمايسي «عمله بلوك»، بمجرد علمه بأنه سيكتب «ريفيو» لرواية الخمايسي الصادرة حديثا «ضارب الطبل».
«إغماض عينك لن يمنع العاصفة من ضرب الجدار المتداعي، يا خمايسي، لو كنت مبدعا حقيقيا لما أرهبك النقد حتى قبل وصوله»، قال الجيزاوي عن الخمايسي في منشوره، وزاد: «على أي حال أولاد الحلال كثيرون، وقطعا سيحملونه إليك بمجرد كتابتي له».
أزمة «البلوك» و«الريفيو» بين الخمايسي والجيزاوي ليست الأولى، فالخمايسي المرشح لجائزة «بوكر» عن روايته «منافي الرب»، والجيزاوي المعروف بنقده الساخر، لا ينتميان للجيل ذاته، لكن الصدام بينهما تجاوز النقد، حتى وصل إلى مقالات كتبها الجيزاوي بعنوان «إله السرت» أي «إله الشمام» في سخرية على لقب الخمايسي "إله السرد".
كان الجيزاوي أشاد بموقف الخمايسي، حين تراجع عن رواية "صوفيا هارون" في عام 2015 لأنه رأى أنها ضعيفة، والجدير بالملاحظة أن الخمايسي قال في تصريح لـ"الوطن"، إنه أخذ برأي أصدقاء له بشأن الرواية وقالوا أن صوفيا وهارون بطلي الرواية كانوا عالة على الفكرة، ما جعله يعيد كتابة الفكرة تحت عنوان "ضارب الطبل"، مؤكدا لـ"الوطن" أنه سيكتب رواية أخرى بعنوان "صوفيا هارون" في وقت مقبل.
في عام 2014 أي قبل نحو ثلاث سنوات من الآن كتب الخمايسي عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي أن جيل الكتاب الجدد به 5 أسماء مبدعة وكان الجيزاوي على رأس القائمة، وفي نفس العام رفض الجيزاوي وضع التصدير الذي كتبه الخمايسي عن «سر العابر» على ظهر غلاف الرواية.
وحسب الجيزاوي، فأول صدام بين الكاتبين كان عبر "فيس بوك" في مشادة على منشور، وظل الأمر بين شد وجذب حتى كتب الجيزواي مقالا تحت عنوان «الخمايسي يتبول في زمزم»، وبعدها انتقد الخمايسي رواية «الخمر ما عادت تسكر أحدًا»، فرد الجيزاوي بسلسلة مقالات تحت عنوان «إله السرت» أي إله الشمام، ردا على تسمية الخمايسي إله السرد، ووصل المعركة إلى حد توسيط أطراف محايدة لحذف «منشورات العركة»، لكن دائما ما تنشب الخلافات في الوسط الثقافي كما تشب النار في الهشيم، فبعد صدور رواية «ضارب الطبل» بدأت عركة جديدة بين الطرفين، فنجد الجيزاوي منهمكا في التدوين على صفحته، وصفحة الخمايسي هادئة إلا من الإشادة بروايته.
وتواصلت «الوطن» مع الخمايسي، الذي رفض التعليق على ما يثار من جدل بشأن روايته، أما عن ما ذكره الجيزواي بشأن «البلوك» قال إنه كان بالفعل يضع الجيزاوي في قائمة الحظر منذ نحو عام ونصف، ولم يرفع الحظر إلا قبل شهرين، وبعدها حدثه «الجيزاوي» عبر رسائل الموقع الاجتماعي مؤكدا أن ما جعله يضع الجيزاوي في قائمة الحظر مرة أخرى هو أنه يرفض الصدام معه لأنه يتعامل مع الأمور بـ«شخصنة»، مؤكدا أن نقد الجيزاوي لن يفيده وبالتالي قرر الابتعاد عن احتمالية الصدام.
تعليقات الفيسبوك