«ديون الفدية» تفسد فرحة تحرير المختطفين في ليبيا.. وأهاليهم: «هنتسجن»
أحد المخطوفين
«لا نعرف هل نفرح بسلامة أبنائنا وتحريرهم من الخطف، أم نحزن للديون التي تراكمت فوق رؤوسنا ونحن لا نمتلك ردها» هكذا عبَّر ماهر، والد عبدالله ماهر عبدالله، والذي تم خطفه في بني وليد بليبيا مع 4 آخرين لمدة 10 أيام حتى حررهم الخاطفون بعد دفع مبلغ 500 ألف جنيه فدية بمعدل 100 ألف جنيه عن كل واحد.
قال ماهر، لـ«الوطن»: «كان ابني يتصل علينا يوميا عدة مرات من تليفون الخاطفين، ويتحدث وهو تحت التعذيب ويقول أبوس إيديك يا بابا أنقذني، بيع الغسالة والثلاجة الموجودين في شقتي، أغيثوني أنا هنا أموت، وكانت كل كلمة منه بتقطع في قلبي، فكان يطلبني وأنا لا يوجد في بيتي جنيه واحد لأني كنت موظف بالتربية والتعليم وحاليا على المعاش، وتأخر عنا صرف المعاش هذا الشهر، ومثل هذا الاتصال كان يتم في بيوت باقي المخطوفين في القرية».
وأضاف: «خلال تلك الفترة قدرنا نجمع مبلغ 20 ألف جنيه، وكلما مر الوقت ازداد حزني على ابني، حتى قرر أحد أهالي القرية أن يدفع لي مبلغ 80 ألف جنيه، كدين ووقعت له 4 شيكات حتى يضمن حقه، ومضيت على الشيكين وأنا لا أعرف كيف أسددهما».
وروى والد المختطف، كيف تمكنوا من توصيل المبالغ للخاطفين، فقال: «طلبوا منا التوجه بالمبلغ إلى محافظة كفر الشيخ، وكانوا معنا على التليفون يتحدثون لنا من ليبيا، وكأنهم يعيشون معنا ويصفون لنا الطرق التي نمشي عليها، ومعالم الطريق، وكأنه يركب معنا في السيارة، حتى وجدنا سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية تقف بجوارنا فطلب منا أن نلقي المبالغ في السيارة ونترك المكان ونعود إلى البيت بسرعة، وهو ما فعلناه».
ماهر: الخاطفون وصفوا لنا طريق تسليم الفدية كأنهم يعيشون معنا
وتابع الأب قائلا «إننا في المرة الأولى سددنا 200 ألف جنيه، وطلب الخاطفون باقي المبلغ لأنه لن يتم تحرير الخمسة إلا بعد دفع المبلغ كاملا، وبعد أن جهزنا مبلغ 300 ألف جنيه، طلبوا منا أن نذهب إلى محافظة كفر الشيخ مرة أخرى، ولكننا مشينا في طريق مختلف عن الطريق الأول وفي اتجاه مغاير، وتكرر نفس ما حدث في المرة الأولى من أن نسير في طرق لا نعرفها ونعود منها ثم ندخل في طرق أخرى حتى جاءت سيارة ربع نقل مختلفة وأخذت المبلغ».
وأكد أنه «أكثر ما يحزنني أنه لم يقف أحد معنا في محنتي، حتى أعضاء مجلس النواب الثلاثة، نواب الدائرة، وعدونا بالتحرك معنا ولم يقفوا بجوارنا وهو ما جعلنا نستجيب للخاطفين ونسدد الفدية، ولو وجدنا أحدا مخلصا معنا ما سددنا للخاطفين جنيها واحدا، لأننا فعلا لا نمتلك تلك المبالغ الضخمة، وابني بدلا من أن يعود إلى بلده بعد ما حدث له، اتجه إلى طرابلس للعمل هناك لأنه في مصر كان يعمل يوما، ويوم لا يعمل، ومطلوب منه الآن أن يعمل حتى يسدد ذلك الدين الكبير».
والد أحد المختطفين: اضطررنا إلى دفع الفدية بسبب تخاذل نواب البرلمان
وأشار ماهر إلى أن «أولاده وطنيون مخلصون وخدموا فترة تجنيدهم في الحرس الجمهوري، ولي ابن انتهى من دراسة كلية الحقوق وبتقدير كبير وللأسف لا يعمل، وكنت ضد سفر ابني لما أعلمه من سوء الأوضاع في ليبيا لكن أصر على السفر».
وقال محمد رمضان، ابن عمة أحد المختطفين: «تأكدنا من وصول الشباب الخمسة إلى طبرق، وهم الآن مع مصريين هناك، وسيتوجهون بعد ذلك إلى طرابلس للعمل، وهم حاليا في مأمن من الخاطفين».
وناشد «رمضان» الرئيس عبدالفتاح السيسي بالوقوف مع أسر الشباب الخمسة، وخاصة أنهم الآن معرضون للسجن بعد سداد مبلغ نصف مليون جنيه، للخاطفين، وهم في الحقيقة لا يمتلكون جنيها واحدا من هذا المبلغ وحتى لو ظل الشباب في ليبيا 10 سنوات فلن يسددوا ديونهم.
ابن عمة أحد المختطفين يناشد السيسي الوقوف بجانب الأهالي بسبب «ديون الفدية»
ويذكر أن المخطوفين هم: عبد الله ماهر عبدالله، 28 عاما، وشريف محمود عبدالحليم إسماعيل، 45 عاما، وفرحات فرحات عبدالمنعم دبيه، 37 عاما، والسعيد عبدالمنعم فرحات دبيه، 24 عاما، وإبراهيم حسانين الباز، 28 عاما، وسافروا بعد أن حصلوا على الأختام الرسمية، وسافروا بسيارة ميكروباص مع سائق مصري حتى وصلوا إلى منطقة طبرق داخل الحدود الليبية عن طريق البر وهناك انتظروا يوم في فندق، وتم تسليمهم إلى سائق ليبي آخر وذلك حتى ينقلهم إلى طرابلس ولكن هذا السائق اختطفهم وسلمهم إلى ميليشيات ليبية تحت تهديد السلاح بمنطقة بني وليد، وهم حاليا فيها أو في منطقة زمزم.