«السيسى» يستعرض رؤية مصر 2030.. ويطرح 4 رسائل فى «بريكس».. وقمة «مصرية - فيتنامية» اليوم
الرئيس السيسى خلال كلمته فى قمة البريكس
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن المصريين برغم التحديات الجسيمة، يستكملون بدأب وجدية بناء المستقبل، وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادى المستدام، من خلال إصلاح جذرى للسياسات المالية والنقدية، وسلسلة من المشروعات القومية العملاقة فى مختلف القطاعات، الأمر الذى أمكن معه تغيير مسار الاقتصاد إلى نمو وصل فى يوليو الماضى إلى 4٫3%، مع ارتفاع حجم الاحتياطى الأجنبى إلى 36 مليار دولار، للمرة الأولى منذ عام 2011.. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس السيسى أمس فى جلسة «الحوار مع الأسواق البازغة والدول النامية». وأضاف: «كان لدينا منذ البداية رؤية مبنية على ذات الأولويات التى اعتمدتها أجندة التنمية 2030، مسترشدين كذلك بأجندة أفريقيا 2063، ولكن وفق الأهداف والأولويات الوطنية الخالصة، لتوفير فرص العمل وتحقيق النمو وتنويع الاقتصاد، مع جعل الشباب ركيزة لهذا الإصلاح وقاطرة له».وأشار «السيسى» إلى أن محور هذا المنتدى هو كيفية تنفيذ أجندة 2030، قائلاً إنه يمكن تلخيص رؤية مصر فى عدد من النقاط، منها «أنه دون نظام اقتصادى عالمى عادل وشفاف، وتعزيز مشاركة الدول النامية فى أطر الحوكمة الاقتصادية العالمية، ودون نظام تجارى متعدد الأطراف يقوم على احترام القواعد وتمكين الدول النامية، فإنه لن يمكن لدولنا الوصول لمعدلات ومؤشرات الأداء الاقتصادى للدول المتقدمة». وأضاف: «إننا نتفق مع رؤية البريكس بأهمية توفير التمويل الكافى -سواء المحلى أو عبر البنوك متعددة الأطراف- لمشروعات البنية الأساسية، التى تعد أفضل سبيل لتحقيق طفرة حقيقية فى مستوى النمو الاقتصادى الحقيقى».
الرئيس: لدينا ما نقدمه للتجمع من إمكانيات.. وندعم مبادرة الحزام والطريق.. ومستعدون لتعاون ثلاثى مع دول البريكس فى أفريقيا
وأكد أنه لا يتعين أن تظل مسألة تمويل التنمية مشكلة تخص الدول النامية وحدها دون سائر المجتمع الدولى.. وفى هذا الإطار نلحظ بقلق بعض الدعوات لإعادة تفسير مبدأ «المسئولية المشتركة والمتباينة»، من خلال تقسيم جديد للدول من صناعية متقدمة إلى حديثة التصنيع ومتوسطة النمو، بحيث يصبح عبء التنمية لبعض الدول النامية مسئولية نظرائهم من الدول النامية أيضاً.
وأضاف أنه من الضرورى أن تؤكد الدول النامية على حقها فى العمل وفق رؤيتها وأولوياتها الوطنية وظروفها الخاصة، دون أن يكون ذلك مصدر انتقاد لها خلال المراجعات الدولية لمدى تنفيذها لأجندة 2030.
وتابع الرئيس: «نقترح النظر فى تكوين مجموعة اتصال مصغرة تضم الدول التى تشارك فى هذا المنتدى، لتتولى وضع بدائل لتنفيذ كلٍ من الأهداف السبعة عشر لأجندة التنمية المستدامة، من ناحيتى السياسات، ثم وسائل التطبيق، سواء كان ذلك على المستوى الحالى أو المستقبلى». وأكد الرئيس السيسى أن مصر تثمّن غالياً دعوتها لجلسة الحوار هذه، والتى لا شك ستثرى رؤيتنا حول التنمية بكل أبعادها، بما فى ذلك مفهوم «السلم المستدام»، الذى تشير إليه وثائق تجمع البريكس، لا سيما فى عصر يشهد تحديات جساماً من فقر، وتدهور مناخى، وتآكل فى موارد الأرض، وإرهاب سياسى وفكرى وعرقى، حيث بات تحدى التنمية والحياة الكريمة لشعوبنا دافعاً ومحركاً للعمل الجماعى المشترك، على غرار تجمعكم هذا، الذى نهنئكم على نجاحه الباهر بعد عقد كامل من الجهد المنتظم والعمل المشترك.
وطرح «السيسى» عدداً من الرسائل التى يدعو التجمع للنظر فيها، الرسالة الأولى تتمثل فى أنه «بينما تؤيد مصر تجمع البريكس وأهدافه ومواقفه، فإننا على يقين أيضاً بأن لدينا ما نقدمه لتجمعكم هذا من الإمكانيات الحالية والمستقبلية، ويكفى أن أشير هنا إلى محور قناة السويس الذى يتم تحويله، ليضم عدداً من المناطق الصناعية والتكنولوجية واللوجيستية العملاقة، لتخدم حركة التجارة والصناعة والنقل والابتكار إقليمياً وأفريقياً ودولياً، بما يمكن أن يفتح منافذ جديدة وهائلة للتفاعل الاقتصادى بين دولنا». الرسالة الثانية، «دعم مصر لمبادرة الحزام والطريق، التى أطلقها رئيس الصين، لإعادة الروابط التجارية والثقافية بين الشرق والغرب عبر شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط التى تقع قناة السويس فى القلب منها، التى حملت تجارة الشرق الأقصى إلى أوروبا وأفريقيا على مر العصور».
نقترح النظر فى تكوين مجموعة اتصال مصغرة تضم الدول المشاركة فى منتدى الحوار لتتولى تنفيذ الأهداف الـ17 لأجندة التنمية المستدامة
والرسالة الثالثة، أن مصر ترى فى تجربة البريكس الفريدة، ونجاحها فى تحقيق درجة غير مسبوقة من تنسيق السياسات وتطبيق التعاون الفعلى بين أطرافها، تجربةً جديرة بالمحاكاة ويتعين دراسة سبل نقلها إلى دوائر أوسع من الدول النامية، كما نعرب عن استعدادنا للدخول فى علاقات تعاون ثلاثى مع دول البريكس فى أفريقيا، فى تجسيد حقيقى للتعاون «جنوب - جنوب».
والرسالة الرابعة: «إننا نقدر أن التفاعل على نمط مباشر أو غير مباشر بين دول البريكس وغيرها من الدول البازغة، من الممكن أيضاً أن يستفيد من الأدوات المالية التى يقدمها بنك التنمية الجديد، وفق ترتيبات أكثر مرونة للدول النامية غير الأعضاء بتجمع البريكس».
وتعد الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فيتنام أول زيارة لرئيس مصرى فى تاريخ البلدين، كما أن قمة الرئيس السيسى بالرئيس الفيتنامى «ترونج تان سانج»، ستكون القمة الثانية بينهما بعد لقائهما فى 9 مايو 2015 على هامش مشاركتهما فى احتفالات روسيا بذكرى مرور 70 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أعرب الرئيس السيسى خلال اللقاء عن تقديره للرئيس الفيتنامى.