الأمين العام لاتحاد «الروهينجا»: «الأرض المحروقة» سياسة الجيش البورمى منذ 70 عاماً من أجل التطهير العرقى
عبدالله معروف الأركانى
قال الأمين العام للاتحاد العالمى للروهينجا، عبدالله معروف الأركانى، إن ما يحدث ضد أقلية «الروهينجا» من قبل حكومة ميانمار يعد إبادة عرقية، مشيراً إلى أنها مشكلة إنسانية فى المقام الأول قبل أن تكون دبلوماسية. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أنه ينتظر تحرك الحكومة المصرية نظراً لوجود سفارة لميانمار فى القاهرة، مشيراً إلى أنه ينتظر دوراً من المجتمع الدولى، والدول الإسلامية وكل من فى قلبه كرامة إنسانية لحل الأزمة، وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن آخر أوضاع أقلية الروهينجا؟
- بخصوص الأوضاع فنحن نتحدث عن أكثر من 80 منطقة، وكل منطقة فيها قرابة 5 قرى تم حرقها تماماً، هذه المنهجية ليست جديدة فهذه منهجية «الأرض المحروقة» من قبل الجيش البورمى منذ 70 عاماً للتطهير العرقى لأقلية الروهينجا فى هذه المنطقة، ولذلك ما يحدث حالياً حلقة من سلسلة طويلة جداً لمعاناة الأقلية المسلمة من الروهينجا، نحن نتحدث عن قرى بأكملها تم حرقها ونزوح أهلها إلى القرى المجاورة التى كانت ضربتها موجعة أيضاً بتوجه الناس إليها فى ظل عدم وجود منظمات إنسانية أو إغاثية فى هذه المناطق المنكوبة. وعدد النازحين من الروهينجا قرابة 87 ألفاً، وفقاً للأمم المتحدة، وقالت الأمم المتحدة إنها لا تستطيع أن تستقبل لاجئين أكثر لأن المخيمات وصل إليها 123 ألف نازح فى مخيمات بنجلاديش، فهناك أكثر من 16 ألف طفل دون سن الخامسة فى حاجة إلى المساعدة لإنقاذ حياتهم، وبالأمس القريب كان هناك مشهد لأم تحتضن طفلها وتبكى والطفل يبكى، وعندما سألوها قالت إن صدرها جف وأن طفلها يبكى من شدة الجوع، فالمأساة التى رأيناها فى الأيام الأخيرة كبيرة جداً، ونتمنى من المنظمات العالمية الضغط والسماح لبنجلاديش للوصول إلى المناطق المتضررة وإغاثة ما يمكن إغاثته، فى ظل أن هناك أمطاراً موسمية وأنهم حفاة عراة ليس لديهم بيوت يسكنون فيها ويختبئون تحت أوراق الشجر من المطر، فالوضع المأسوى «كارثة إنسانية كبرى»، والآن نحن نستغرب موقف المجتمع الدولى وتقهقرهم فى هذه القضية.
عبدالله معروف الأركانى لـ«الوطن»: 3 حلول للأزمة.. والأزهر دوره إيجابى وننتظر «الحكومة المصرية»
وعلى من تُلقى مسئولية الأحداث الحالية؟
- نحن لا نلقى الملامة والمسئولية على المجتمع الدولى أو على المنظمات فقط، بل على كل من يحمل فى قلبه أدنى كرامة إنسانية، فالمشكلة مشكلة «إنسانية» من الأساس أكثر منها سياسية، فمن حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا كما يعيش أطفالى وأطفالك وأطفال الجميع، أما عن الدول المنوط بها القيام بدور، فكل الدول التى لها علاقة يمكن استخدامها، وفيما يخص المنظمات الإنسانية فى الأمم المتحدة التى تجمع أموالاً طائلة من الدول، فأين دورها الآن؟ وهناك فريق مكون من 11 دولة على مستوى وزراء الخارجية من الدول المسلمة ومن ضمن هذا الفريق السعودية والإمارات ومصر، وهذه الدول عليها مسئولية كبيرة جداً ينبغى أن تقوم بالدور المطلوب منها، فهناك سفارة للحكومة الميانمارية موجودة فى مصر، ونتمنى من الحكومة المصرية أن تؤدى دورها فى هذه القضية الإنسانية.
وماذا عن موقف الأزهر الشريف؟
- الأزهر الشريف فى مصر كان له موقف إيجابى فى استنكار هذا الوضع، أتمنى حقيقة أن تكون هناك جهود إيجابية للضغط عليهم، جهود ملموسة تجاه الحكومة الميانمارية التى تحكم بالحديد والنار، ولا تحترم القوانين ولا القرارات والأعراف الدولية، فكل الوسائل والسبل المطلوبة منا سياسياً ونظامياً وقانونياً قمنا بها، والقرارات صدرت، فالقضية قضية عاجلة والآن لم يكن هناك أى تغيير فى أرض الميدان، وسكوت المجتمع الدولى وسكوت المنظمات هذا سيولد العنف ضد هذه الأقلية.
فى رأيك.. كيف يتم حل أزمة «الروهينجا» نهائياً؟
- هناك ثلاثة حلول رئيسية، الحل الأول هو الحل السياسى الدبلوماسى بالضغط على حكومة ميانمار للاعتراف بهذه القومية والأقلية، وهناك أقليات أخرى مضطهدة بوذية ومسيحية، ولكن هذه الأقليات المضطهدة وراءها دول، البوذية وراءها الصين، كما نحتاج إلى حلول دبلوماسية عاجلة لإعادة حقوق المواطن. أما الحل الثانى، فهو السماح بكسر الحصار على منطقة أراكان، وهى منطقة محاصرة طبيعياً ومحصورة بين منطقة جبال بورما والبحر. الحل الثالث فى هذا الأمر، أنه فى حال استمرار ميانمار فى انتهاك حقوق الإنسان لا بد من صدور مشروع قرار ملزم يدين ميانمار للتطهير العرقى والإبادة الجماعية التى تقوم بها، وأن يكون هناك خطوات عملية لهذا القرار فى المستقبل، مثل قوات حفظ السلام، وتقرير حق المصير لهذه الأقلية التى تسكن شمال أراكان، وهذا كله يجب أن يتم تطبيقه على أرض الواقع.
«الروهينجا» حفاة عراة يستظلون بورق الأشجار من الأمطار الموسمية.. والكارثة «إنسانية» أكثر من «سياسية»
وما سبب تلك الأفعال تجاه «مسلمى الروهينجا»؟
- هى عملية إبادة وتطهير عرقى، وقضية التطهير العرقى هى من أعظم الجرائم التاريخية والقانونية، وما يجرى الآن محو عرقى لما يسمى بـ«الروهينجا» هم يرفضون تماماً هذا الاسم، وذلك لأن «الروهينجا» هم أصحاب أرض وتاريخ فى هذه المنطقة (أراكان)، وبنجلاديش دولة حديثة وعمرها نحو 45 عاماً تقريباً. السبب الثانى محو الهوية الدينية الإسلامية نظراً لأعداد المسلمين هناك، وهم يريدون فقط بوذية بحتة، والسبب الثالث أن منطقة أراكان منطقة غنية بالثروات الطبيعية وخاصة البترول، وهناك أيضاً الشلالات التى من شأنها توليد كهرباء من الممكن أن تغطى كل منطقة أراكان بالكامل وجزء من بنجلاديش، وثروات طبيعية مثل «خشب التاج» وهو من أغلى الأخشاب على مستوى العالم.