«أم المصريين»: تشترط توفير المريض «مفرش سرير وقسطرة وبنج» لدخول غرفة العمليات
أسرّة غير نظيفة داخل مستشفى أم المصريين
«مفيش دكتور هنا يلحقنا يا جماعة»، جملة رددها «متولى محمود» أكثر من مرة منذ دخوله قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى أم المصريين، إلا أنه لم يجد رداً فى كل مرة سوى: «الدكتور زمانه جاى يكشف عليها»، بحسب كلامه، الأمر الذى دفعه إلى البحث بنفسه بين الغرف عن أى طبيب معالج يطمئنه على شقيقته «شادية» بعد تدهور حالتها الصحية: «بقالنا نص ساعة هنا ماحدش سائل فينا، وآخر ما زهقت زعقت، لأنهم بيتعاملوا مع المريض ببرود، يعنى داخل عليهم وأختى مغمى عليها مفيش حد من الأمن أو حتى الممرضات فكر يشيلها معايا، وكل اللى قالوه دخّلها جوا لحد ما ييجى دكتور».
«متولى»: فضلنا أكتر من نص ساعة فى الاستقبال مفيش دكاترة.. ولما أغمى على أختى ماحدش ساعدنا
يشكو الرجل الأربعينى الذى يقول إنه جاء خصيصاً من محافظة الإسكندرية لعلاج شقيقته من سوء معاملة العاملين بالمستشفى، وعدم توافر أبسط الإمكانيات بها، على حد تعبيره: «مفيش حتى ملاية نغطيها وهى نايمة فى الطرقة، مع أن المفروض دا مستشفى كبير والعلاج من حق أى مواطن».
وفى الطرقة المؤدية إلى قسم النساء والولادة وقفت «أم مريم» وفى يدها ورقة بيضاء مكتوب بها بعض المستلزمات الطبية التى طلبها منها أحد الأطباء حتى تتمكن شقيقتها من إجراء عملية إجهاض، تقول بنبرة غاضبة: «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم، أختى هتموت، وهما رافضين أنها تدخل غرفة العمليات قبل ما تجيب خيط وفوط بطن ومفرش سرير وقسطرة وجوانتى وبنج، وجوزها فى الشغل وعشان ييجى قدامه ساعتين، ومش عارفة أعمل إيه؟».
وتتابع السيدة الثلاثينية حديثها، وعلى وجهها آيات الغضب: «الخدمة هنا زى الزفت ومش بيعرفوا يشخصوا الحالة كويس، جينا من شهرين عشان كانت أختى دى حامل، وعملت سونار لكن الدكتورة قالت لها مفيش حمل، وبعد شهر عملت تحليل وظهر أنها حامل، لكنها كانت تعبانة جداً ومارضيناش نكشف هنا وبعد كده عرفنا أن الحمل خارج الرحم ولازم تعمل عملية».
تصمت «أم مريم» قليلاً، بعد أن غلبها البكاء، ثم تعاود حديثها قائلة بنبرة منخفضة: «دوخونى ما بين الاستقبال والعمليات، وكل ما أجيب لهم حاجة يطلبوا منى حاجة تانية، وآخر حاجة ورقة رحت أجيبها من قسم السجلات الطبية، بسأل الموظف بكام بيقول لى هاتى أى حاجة من ذوقك يا أمى، ولما سلمت الورقة حجزوها فى أوضة لأنها أغمى عليها، وقالوا لى لما جوزها يجيب الحاجة هنبقى ندخلها تعمل العملية».
وأمام غرفة عمليات الجراحة، وقفت «حسناء على» 28 سنة، يرافقها شقيقها ووالدها وبعض من أقاربها الذين افترشوا الأرض لعدم وجود مقاعد أمام الحجرة، فى انتظار خروج شقيقها الأكبر من غرفة العمليات، الذى ظل بها أكثر من ساعة، تقول بصوت مرتعش: «شفنا الويل لحد ما دخّلوه يعمل العملية، بقاله 4 أيام عامل حادثة كبيرة وبطنه مفتوحة من الجنب خالص لكن بسبب الإهمال فى المستشفيات الحكومية سابوه لحد ما جرحه اتلوث».