«مصطفى كامل» بشنوان.. المقاول رفض استكمال السور وقال للأهالى «على قد فلوسكم»
المسئولون بنوا سور المدرسة من ثلاثة جوانب فقط
«أكوام قمامة تلاصق الحيز الوهمى لسور المدرسة، وتمتد بجوار طوابير الأهالى الواقفين على أحد المخابز الملاصقة لها، بعض الأهالى استغل الفراغ الموجود كجراج خاص لسيارته، والبعض الآخر اعتبرها ممراً سريعاً يمكنه من اختصار الوقت فى عبور الطريق».. هذا هو الحال فى مدرستى محمد فريد ومصطفى كامل الابتدائيتين فى قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، اللتين يجمعهما مبنى واحد بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، وتضمان نحو 2500 طالب من أبناء القرية، كانوا يعانون من وجود سور قديم متهالك حول المدرسة.
«عادل»: «المدرسين والمشرفين كانوا بيعملوا كردون أمنى على الطلاب لمنع خروجهم أثناء الطابور والفسحة» وحارس المقاول: «مش هنشتغل غير لما ناخد باقى فلوسنا ومواد البناء كلها جاهزة ومتشونة جوه المدرسة»
بعد مناشدات من الأهالى للمسئولين بسرعة التحرك لهدمه وبناء سور جديد حول المدرسة، يحمى الطلاب والمدرسين ويحفظ كيان العملية التعليمية من تدخلات الأهالى، جاءت الاستجابة من الأجهزة المعنية منقوصة، حيث تم بناء السور حول المدرسة من ثلاث جوانب ونصف جانب، وترك نصف الجانب الملاصق للبوابة الرئيسية دون بناء، وعندما ذهب الأهالى للشكوى مرة أخرى، جاءهم الرد: «المقاول مش راضى يكمل غير لما ياخد باقى مستحقاته، وإحنا معندناش فلوس نديهاله، عشان مفيش اعتمادات مالية، حاولنا مع المقاول عشان يكمل الشغل، قال لأ هشتغل على قد فلوسكم».
فى البداية يقول أحمد سمير، أحد أبناء القرية، إنه يضطر -ومعه العديد من الأهالى- للانتظار خارج محيط المدرسة لحين انتهاء طابور الصباح والاطمئنان على صعود ابنتيه التوأم إلى فصلهما الدراسى، نظراً لعدم وجود سور يمنع العربات أو الكلاب الضالة أو ما شابهها من أمور خطيرة: «لو عربية طايشة جاية من ناحية السكة الحديد دخلت على الأولاد فى الطابور ممكن تموتهم كلهم وتبقى كارثة ومصيبة».
وأضاف الرجل الأربعينى أن شكاوى الأهالى استمرت على مدار الأعوام الماضية، حيث توجهوا فى البداية إلى الأجهزة المعنية للتدخل السريع من أجل هدم السور الآيل للسقوط، الذى كان يمثل خطراً حقيقياً على جميع العاملين فى المدرسة، بفعل تقادمه من ناحية، ومجاورته لكوم القمامة الرئيسى فى القرية من ناحية أخرى، فكانت اللوادر تأتى إليه بشكل يومى لرفع القمامة، ومن ثم الاحتكاك به، وهو ما أسهم فى تصدعه، وبالفعل تم التحرك من قبل هيئة الأبنية التعليمية وعمل إحلال وتجديد للسور، الذى تم العمل به منذ عدة شهور، وأخبرنا المقاول أنه سوف يتم تسليمه فى حالته النهائية مع العام الدراسى الجديد، ولكننا فوجئنا بأن العمل فى السور توقف فجأة على الرغم من قيام العمال بتركيب البوابة الرئيسية ودهان السور، وعندما سألنا المقاول أخبرنا أنه لم يصرف مستحقاته وأنه لن يقوم بتكملته إلا إذا حصل على كامل أمواله، وأنه ترك هذه المساحة التى تبلغ ثمانية أمتار دون بناء لحين الحصول على مستحقاته.
«سمير»: «لو عربية طايشة جاية من ناحية السكة الحديد دخلت على الطلبة فى الطابور ممكن تموتهم كلهم وتبقى كارثة والمقاول بيعند مع الحكومة»
وأشار «سمير» إلى أن مواد البناء اللازمة لاستكمال السور موجودة بالفعل داخل المدرسة، وتسبب العناد بين المقاول وبين الأجهزة الحكومية فى وقف العمل دون الأخذ فى الاعتبار مصلحة الطلاب داخل المدرسة الذين سوف يضطرون إلى قضاء عام دراسى آخر دون سور، الأمر الذى دفع بعض أبناء القرية للتقدم لبناء الجزء المتبقى على نفقتهم الخاصة، وهو ما تم رفضه لحين انتهاء الأزمة. وقال عادل محمد، مدرس، إن السور القديم للمدرسة كان آيلاً للسقوط ويهدد حياة التلاميذ، وبالفعل قامت هيئة الأبنية التعليمية بإزالته مع بداية العام الدراسى الماضى، بناءً على توصيات المجلس المحلى القروى بسرعة الإزالة وإعادة البناء حرصاً على سلامة الجميع، مضيفاً أن المدرسين والمشرفين كانوا يقومون بفرض كردون أمنى على الطلاب لمنع خروجهم أثناء طابور الصباح والفسحة، وكذلك منع دخول أى أشخاص من خارج المدرسة سواء أولياء أمور أو باعة جائلين؛ لإحكام القبضة على العملية التعليمية والنظام داخل حرم المدرسة، خوفاً من حدوث أى مشكلات سواء للطلاب أو المعلمين. من جانبه، قال الحارس التابع للمقاول -طلب عدم ذكر اسمه- ويقيم داخل المدرسة لحماية المعدات وباقى مواد البناء، إن العمل فى السور لن يعود قبل بدء العام الدراسى، طبقاً لما أخبره به المقاول: «عشان فيه مشاكل كبيرة بينه وبين الوزارة، وهو قال لهم مش هكمل شغل غير لما تدفعوا اللى عليكم»، لذا قام بـ««تشوين» باقى مواد البناء التى كانت منتشرة فى محيط سور المدرسة، وتجميعها فى غرفة خشبية كبيرة بداخلها، فى انتظار إشارة المقاول بإعادة بدء العمل أو بقاء الوضع كما هو عليه.
حمامات المدرسة تعانى الإهمال