«الشهيد عمارة» بـ«كمشيش».. الأهالى طلبوا ترميم المبنى فهدمته المديرية
تهالك مبانى المدرسة يهدد الطلاب فى مركز «تلا»
قبل أيام قليلة على بداية العام الدراسى الجديد، أطلق عدد من أهالى وأولياء أمور طلاب مدرسة «الشهيد أحمد عمارة» الإعدادية، بقرية «كمشيش»، التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، العديد من نداءات الاستغاثة من أجل إنقاذ أبنائهم، بعد هدم المدرسة، وتوزيع طلابها، البالغ عددهم 1320 طالباً وطالبة، على 3 مدارس بالقرية نفسها، إحداها مبناها متهالك وآيل للسقوط، وتعمل بنظام الفترتين، صباحية ومسائية، منذ عدة سنوات، لعدم إمكانية تحمل المبنى كامل أعداد الطلاب فى فترة دراسية واحدة، الأمر الذى يُنذر بكارثة تهدد حياة أبنائهم، بعدما تخطت كثافة الفصول حاجز الـ65 طالبة فى مدرسة البنات، ووصلت إلى 80 طالباً فى بعض الأحيان. وقال «عصام الشريف»، مدير مدرسة «كمشيش» التجريبية، إن الأهالى قدموا شكاوى عديدة على مدار السنوات الماضية، بسبب تهالك مبنى مدرسة «الشهيد أحمد عمارة»، الآيل للسقوط، وبالفعل تمت إزالة المبنى قبل عام، وتقرر استضافة طلاب المدرسة المهدمة خلال الفترة المسائية، اعتباراً من العام الماضى، على أمل البدء فى إعادة بناء المدرسة لاستيعاب طلاب القرية، ولكن دون أن يحدث ذلك، ومن ثم تحملت المدرسة التجريبية ضغطاً كبيراً على منشآتها، حيث بلغ عدد الطلاب الملتحقين بها نحو 2500 طالب، طوال عام دراسى كامل.
أولياء الأمور: وزعوا ولادنا على 3 مدارس واحدة منها آيلة للسقوط.. و«ياريتنا فضلنا ساكتين كان أحسن لنا»
وأضاف مدير المدرسة التجريبية قائلاً: «فوجئنا العام الدراسى الحالى بتوزيع كامل طلاب المدرسة الإعدادية على المعهد الدينى، ومدرسة كمشيش الابتدائية للبنات، ومبنى المعامل والمجالات والأنشطة الملحق بالمدرسة الإعدادية»، معتبراً أن «كل هذه اللخبطة» جاءت نتيجة سعى المديرية لحصول المدرسة التجريبية، التى تم استبعادها من توزيع الطلاب وتحمل أعباء إضافية، على شهادة الاعتماد والجودة، والتى تشترط أن تعمل المدرسة بدوام كامل فترة واحدة وليس بفترتين، فى «واقعة غريبة وغير مفهومة»، بحسب وصفه. أما «محمد فوزى خليفة»، أحد أولياء الأمور، فقال إنه «من المفترض عند صدور قرار بإزالة مدرسة قائمة بالفعل، وبها عدد كبير من الطلاب، لا بد أن تكون هناك خطة عاجلة لإعادة إنشائها، لا أن يتم الهدم وتوزيع الطلاب، وبعد ذلك نذهب للسؤال عن سبب عدم البدء فى البناء، فيتم إخبارنا بعدم وجود اعتمادات مالية لبناء المدرسة، وأنه لم يتم إدراجها فى خطة الأبنية التعليمية المستقبلية»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من أن المبنى تم هدمه منذ ما يزيد على عام ونصف، لم يتم وضع طوبة واحدة فيه، أو حتى الإعلان عن موعد بنائه، ما يعنى أن الأجيال الحالية سوف تنهى دراستها وهم موزعون على باقى المدارس، ويعانون من الكثافة الطلابية المرتفعة بنظام الفترة المسائية». وأضاف «خليفة» أن إحدى المدارس، التى تم توزيع الطلاب عليها، متهالكة هى الأخرى، وآيلة للسقوط، الأمر الذى ينذر بوقوع «كارثة»، وتابع بقوله: «بنتى بتقول لى السقف بيتهز لما بنجرى عليه وإحنا نازلين الحوش فى حصص الألعاب، وعندما تقدمنا بشكاوى لهيئة الأبنية التعليمية، قامت بالفعل بترميمها، ولكن على طريقتها الخاصة»، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن عمال الهيئة قاموا بعمل «ترميم شكلى» للمدرسة، من خلال طلاء جدرانها ببعض الدهانات، وتزيين المدخل ببعض الأشجار، وطلاء البوابة الرئيسية، وكتابة بعض العبارات على السور الخارجى، دون إعادة ترميم أجزاء السقف المتساقطة، أو درجات السلم المكسورة، أو تنظيف دورات المياه، التى تصيب الطلاب بالأمراض الموسمية بشكل مستمر. وكذلك قال «عباس إبراهيم»، أحد أبناء القرية، إن «كمشيش» هى مسقط رأس وكيل وزارة التربية والتعليم الحالى بالمنوفية، الدكتور عبدالله عمارة، وهو ما يعنى أنه على علم تام بالمشاكل التعليمية الناتجة عن هدم المدرسة الأكبر فى القرية، دون الشروع فى بنائها، واستمرار توزيع طلابها على باقى المدارس «غير المؤهلة» هى الأخرى للدراسة، باستثناء المدرسة التجريبية، وأضاف: «عندما ذهبنا نشكو إليه الوضع، أخبرنا بأن المسئولية كاملة تقع على عاتق هيئة الأبنية التعليمية، التى توجد لديها قائمة انتظار طويلة للمدارس والمؤسسات التعليمية المُستحقة هى الأخرى للبناء». وأضاف «إبراهيم» أن عدد طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية فى قرية «كمشيش» كبير جداً، والأجهزة المعنية بالتربية والتعليم فى المحافظة تعلم ذلك جيداً، واستطرد أنه «على الرغم من ذلك، لم يتحرك أحد، وتركوا طلابنا فوق بعضهم، فى مدارس غير صالحة، وبعد مرات عديدة، ذهبنا فيها إلى المسئولين، جاء رد أحدهم إلينا: مش انتو فضلتوا تجروا وتشتكوا عشان تهدوا المدرسة، أهى اتهدت، ابقوا شوفوا هتبنوها تانى إزاى بقى، استنوا لما تيجى لكم اعتمادات مالية، وربنا يسهلها».
.. وأهالى كمشيش يستغيثون بالمسئولين دون جدوى