شنط مدرسية موزعة على أبناء «الفئات الهشة» تثير الغضب في المغرب
صورة أرشيفية
تسبب توزيع شنط مدرسية على الفئات الهشة من التلاميذ، في إطار برنامج مليون شنطة، غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، لما حملته هذه المحفظات من رمز "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المبادرة الملكية مليون شنطة"، على واجهاتها، ما اعتبره مراقبون "إهانة" للتلميذ الذي سيؤثر شكل الشنطة على نفسيته خاصة وانه سيحملها طيلة السنة على ظهره، مخبرا الجميع أن أسرته لم تستطع توفير ثمن الشنطة فحصل عليها من المبادرة".
وفي أول تعليق لها على الموضوع، أكدت وزارة التعليم المغربية، من خلال المديرية الإقليمية في مدينة الخميسات (ضواحي الرباط)، أن "المحفظات لن تتسبب في تمييز في صفوف التلاميذ، لأنها لم توزع على الفئة الهشة فقط، كون مبادرة مليون شنطة شاملة لكل التلاميذ بدون ميز أو تصنيف، مهما كانت وضعياتهم الاجتماعية، وتسلم لجميع التلاميذ بالإقليم المدرسين بالسنة الأولى من السلك الابتدائي، بالوسطين الحضري والقروي".
وأضاف المصدر نفسه أن "المحفظات التي وزعت على جميع تلاميذ الإقليم من نفس النوع وتتوفر على نفس المحتويات"، بالإضافة إلى ذلك “استفاد تلاميذ السنة الثالثة الابتدائي، والأولى من السلك الإعدادي بالوسط القروي من شنط من نفس النوع والمحتوى".
من جهته، كشف مصدر من داخل عمالة الخميسات، أن العمالة اضطرت إلى ختم واجهات محفظات بشعار المبادرة، لحمايتها من السرقة، مثل السنوات الماضية، والتي سرقت فيها محفظات المبادرة وتم بيعها في الأسواق.
وفي تعليقه على المحفظات الموزعة على تلاميذ العائلات المستفيدة من المبادرة، اعتبر النائب البرلماني السابق، عادل بنحمزة، أن هذه المحفظات لا تستحق سوى كلمة واحدة وهي "العار"، مشيرا الى أنها تمثل عقلية تحتقر المواطنين، وتنظر إلى الفقر نظرة تحقيرية.
وأضاف بنحمزة، في تصريح لـ"الوطن"، أن الفقر أصبح مسألة بنيوية يتم تأطيره بمبادرات، ليس لإنهائه والقضاء عليه، بل لهيكلته وضمان استمراريته وتوارثه بين الأجيال، في الوقت الذي يتطلب الأمر سياسات عمومية حقيقية، لا يمكن أن تكون ناجعة، دون الحسم في مسألة الديمقراطية والقضاء على الفساد.
وأشار ذات المتحدث إلى أن التعليم في المغرب يعرف كوارث متلاحقة، لا يبدو في الأفق أن هناك إرادة للحد منها ومن تداعياتها الخطيرة على مستقبل البلاد ككل، معتبرا أن التعليم الذي يمثل فرصة لدى الدول المتقدمة لتجاوز الفوارق الطبقية، ولإعطاء فرص متساوية لأطفال الفئات الاجتماعية المختلفة، أصبح في المغرب؛ خاصة بعد تغول القطاع الخاص؛ آلية لتوريث الفقر ولتخفيض سقف الطموح لدى كثير من الأسر، وفق تعبير بنحمزة.
وأوضح ذات البرلماني السابق أنه رغم أن الأسر تتحمل مصاريف قطاع يجب أن تتكفل به الدولة، فإن وزارة المالية رفضت دائما مقترحات إعادة طريقة إحتساب الضريبة على الدخل عبر إسقاط التحملات الشهرية للأسر، وذلك للتخفيف جزئيا من ضغط تلك الحملات على ميزانية الأسر.
يذكر أنه في إطار الجهود الرامية الى اصلاح وتأهيل التعليم في المغرب، اعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس الانطلاقة لمبادرة "مليون شنطة"، منذ سنة 2008 وأضحت، منذ ذلك التاريخ، تنظم كل سنة.
وتدخل هذه المبادرة في سياق الاستراتيجية الوطنية للدعم الاجتماعي للأطفال المتمدرسين وعائلاتهم، وتروم إلى إعطاء دفعة قوية لتعميم التعليم الأساسي وتكريس طابعه الإلزامي، وضمان تساوي الفرص في مجال التعليم، علاوة على محاربة ظاهرة الهدر المدرسي.