«منشية البكرى»: نقص فى الأدوية.. وإهمال فى الاستقبال.. والمرضى: «الكشف بيبقى سين وجيم»
«عمرو» يجلس مع والدته فى الاستقبال فى انتظار طبيب
على الرصيف المواجه لباب مستشفى منشية البكرى جلست «أمل أحمد» مع ابنتها يتفحصان إيصال «حشو الضرس» الذى كلفهما 55 جنيهاً داخل عيادة الأسنان بالمستشفى، ويتساءلان: ماذا سيفعلان به بعد أن بلغتهما الممرضة أن الطبيبين المتابعين لحالتهما لم يحضرا، وتقول «أمل» طلبت من طبيبة كانت موجودة فى العيادة أن تقوم هى بحشو ضرسى ولكنها قالت لى «ماليش دعوة اللى بدأ معاكى هو اللى لازم يحشيهولك»، وتتابع: «دى مش أول مرة آجى مالاقيش الدكاترة ومش بس هما اللى مش متوفرين لا كمان فيه أدوية كتير هنا مش موجودة وبيطلبوا مننا نجيبها من بره».
«أمل»: «جيت أحشى ضرسى الدكتورة قالت لى ماليش دعوة اللى بدأ معاكى هو اللى يحشيهولك»
مجموعة من الأهالى وقفوا أمام غرفة العمليات بالمستشفى فى انتظار أى خبر يطمئن قلوبهم على مرضاهم المحجوزين داخل المستشفى لإجراء عمليات جراحية، وفجأة خرج الطبيب وأزاح عن فمه «الكمامة» التى كانت تغطى نصف وجهه ثم توجه إلى إحدى الفتيات الواقفات أمام باب غرفة العمليات وطلب منها أن تذهب لشراء «رباط ضاغط»، نظرت إليه الفتاة فى تعجب ولم تتسن لها الفرصة أن تسأل الطبيب عن قريبتها الموجودة بالداخل لإجراء عملية تسليك شرايين فى يديها، عاد الطبيب إلى غرفة العمليات وذهبت الفتاة العشرينية لشراء ما طلبه الطبيب وهى تتساءل: «معقول مستشفى مفيهوش رباط ضاغط وجوة أوضة العمليات؟».
ضيق فى التنفس وبعض المشاكل الصحية فى الكلى بالإضافة إلى تذبذب نسبة السكر فى الجسم صعوداً وهبوطاً كلها أعراض جعلت «عمرو محمد»، يأتى بوالدته الحاجة مديحة عبدالحميد إلى أقرب مستشفى إلى منزله، وهو «منشية البكرى» لإسعافها فى أسرع وقت، ولكن كان الواقع عكس ما توقعه الابن، الذى ظل داخل قسم الاستقبال فى المستشفى بجانب والدته التى أجلسها على كرسى متحرك لحين حضور أحد الأطباء وتوقيع الكشف الطبى عليها.
ويقول «عمرو»: «فيه ممرضة جت خدت منها عينة دم وسابتنا ومشيت من غير ما تقول إيه اللى هيحصل بعد كده، المفروض إن دكتور ييجى يشوفها على طول لأننا مش جايين نكشف كشف عادى فنقدر نستنى لا دى حالة حرجة ومتستناش».
لم يكن هذا حال الحاجة مديحة وحدها، لكن امرأة سبعينية أخرى كانت تستلقى على أحد الأسرة بالمستشفى، تقبض بيديها على ماسك جهاز التنفس الصناعى الذى أعطتها إياه إحدى الممرضات فور وصولها مصابة بأزمة تنفس، تقول ابنتها: «من ساعة ما جينا ومفيش دكتور جه بص عليها إدوها الماسك ده ومشيوا ومش عارفين إيه اللى هيحصل بعد كده وحتى مش عارفين إذا كان الجهاز شغال صح كده ولا لأ».
مديرة المستشفى: كل المستلزمات الطبية متوافرة.. ولم أبلغ بأى نواقص فى الأدوية
«الكشف هنا فى المستشفى عبارة عن سين وجيم» بتلك الكلمات وصف أحمد حلمى الوضع داخل العيادات الخارجية بالمستشفى قائلاً: «محدش بيكشف عليك بجد، هو الدكتور بيسأل سؤال وانت تجاوب عليه وبعدين خلاص كده شكراً مع السلامة»، ويتابع: «أنا عندى مشكلة فى الفك الدكتورة قالت لى ممكن تحتاج عملية، وكتبت لى ورقتين واحدة الدوا اللى هشتريه من بره المستشفى عشان هى عارفة إنه مش موجود، وورقة تانية أروح بيها على صيدلية المستشفى وكاتبة فيها مسكن، والغريب إن لقيت ناس كتير مكتوب لهم نفس المسكن وكأنهم معندهمش غيره». وقالت الدكتورة نادية العيسى، مدير مستشفى منشية البكرى، إنها تستقبل 2000 حالة يومياً فى العيادات الخارجية والاستقبال، وإن الخدمة الطبية التى يقدمها تغطى مناطق كبيرة، بداية من الكيلو أربعة ونص وصولاً إلى العباسية ومروراً بالمطرية وعين شمس والألف مسكن والمطرية، ونفت «العيسى» لـ«الوطن»، عدم توافر المستلزمات الطبية وشراء المرضى لأى منها من خارج المستشفى، وعن واقعة طلب الطبيب لرباط ضاغط، تقول: «المستشفى يوفر كل المستلزمات، وقلت هذا الكلام إلى العاملين فى قسم العظام، ولكنهم قالوا لنا احنا بنتصرف».
طبيب يخرج من «العمليات» ليطلب من الأهالى إحضار «رباط ضاغط».. وسيدة تجلس بجهاز تنفس فى انتظار الطبيب
وعن شكوى المرضى من عدم توافر كل الأدوية فى صيدلية المستشفى، قالت «العيسى»: «كل الأدوية متوافرة، وإذا لم تكن متوافرة فبدائلها موجودة، ولم يتم تبليغى بأى نواقص فى الأدوية»، أما عما قاله أهالى بعض المرضى عن عدم وجود أطباء بجانب الحالات الحرجة، قالت «العيسى»: «الأطباء موجودون باستمرار والحالات الحرجة يتم استقبالهم فى غرف انتظار لحين وجود غرف رعاية مركزة».
ممرضة أعطت مُسنة جهاز تنفس وتركتها