«العنانية الابتدائية 2».. المدرسة اتهدت وتحولت إلى أرض مهجورة
أرض المدرسة الابتدائية المهجورة
منطقة مسطحة مهجورة، تحولت من مدرسة ابتدائية إلى أرض مليئة بأكوام من القمامة، محاطة بسور من الخارج، هو آخر ما تبقى منها دليلاً على أنها مدرسة، عليه لافتة حديدية مكتوب عليها «الهيئة العامة للأبنية التعليمية»، إنها مدرسة «العنانية الابتدائية رقم 2»، تم هدمها منذ نحو 3 سنوات، وأصبحت ملجأً للحشرات والحيوانات الزاحفة، حسب تأكيد الأهالى الذين يطالبون ببناء مدرسة للتعليم الأساسى فى منطقة العنانية تُخفّف عن الطلبة وأولياء أمورهم الكثير.
حمادة فودة، 35 عاماً، أحد أهالى العنانية، يؤكد أن تلك المدرسة تم هدمها منذ فترة طويلة، قائلاً: «كنت شايفها كويسة ومش محتاجة تتهد فى الوقت اللى اتهدت فيه، لأنها كانت دور واحد، وكان قبلها بسنة عاملين لها ترميم ومبلطين السقف من فوق، وكان ممكن تكمل طالما ماكانش فيه إمكانية إنها تتبنى تانى، وماكانش فيها خطورة على الطلاب، ولما جه قرار إزالتها قالوا إنها هتتبنى مرة تانية خلال سنة، لكن اتهدت، والحاجة اللى فيها اتباعت، والموضوع خلص على كده».
«فودة»: الثعابين والفئران بتطلع علينا من المدرسة.. و«أبوالعينين»: طالبنا كتير بإعادة بنائها ومحدش عبرنا
وأوضح «فودة» أن الطلاب اتجهوا بعد هدم المدرسة إلى مدرسة العنانية رقم 1، والبعض الآخر التحق بمدرسة الشهيد فرحات، مضيفاً: «الشهيد فرحات دى مدرسة لازم تركب لها، وواحد من أهل الطالب يبقى معاه، لأنه مش هيعرف يروح لوحده، والمسافة مش طويلة، لكن لازم تمشى من وسط أرض زراعية، ومفيش أب هيرضى ينزّل ابنه أو بنته لوحدها تروح المدرسة دى».
وتابع: «كل فترة نلاقى مجموعة مهندسين راكبين عربية ويدخلوا مكان المدرسة ويقولوا هنشتغل ونبدأ الشغل وبيمشوا ومفيش حاجة بتحصل، وهى مجرد تهدئة للأهالى هنا، مش أكتر، من خلال الوعود ببناء المدرسة مرة أخرى، ومن سنة تقريباً جابوا ماكينات مجسات وحفروا فى الأرض وبعد كده بردو ماحصلش حاجة».
وعن حال أرض المدرسة بعد إزالتها يقول «فودة»: «اتحولت المدرسة لمنطقة مهجورة بيطلع علينا منها الفئران والتعابين اللى بتطلع للبيوت المجاورة لها عن طريق الحوائط، ومابقيناش بنعرف نفتح الشبابيك ولا نفتح أى حاجة ندخّل منها الهواء للبيوت، ده إحنا ساكنين فى البيت المجاور للمدرسة المهدودة، ولو فتحت الشباك وسبته تدخل علينا الحيوانات الزاحفة، وحصل عندنا قبل كده ودخلت عندنا كذا مرة فئران وتعابين، ومش عندنا بس، ده عند الجيران كلها، وبقينا بنجيب على حسابنا جرارات علشان تشيل أكوام الزبالة من المدرسة دى، أهو بنحاول علشان ننضف المكان ده شوية، ومفيش أى مسئول بيقول لنا الحقيقة»، مشيراً إلى أن تلك المدرسة تم بناؤها دون سور، وأنه تم بناؤه منذ نحو 6 سنوات فقط، وأن ذلك السور هو الشىء المادى الوحيد الذى حافظ على حدود المدرسة حتى الآن.
محمود أبوالعينين، 78 عاماً، أحد أهالى العنانية يقول: «المدرسة دى جالها إزالة بقالها 3 سنوات تقريباً، ومن ساعتها محدش جه ولا سأل فيها ولا عمل فيها حاجة، وطالبنا كتير بإعادة بنائها، ومحدش سأل ولا عبرنا، والعيال بتتبهدل علشان تروح مدارس تانية، واحنا محتاجين مدرسة هنا ضرورى، والمدارس الفترتين دى بهدلة على العيال»، مؤكداً أن مكان المدرسة تحول إلى مقلب قمامة كبير يرمى فيه الأهالى مخلفاتهم، مما جعل الأرض مصدراً للحشرات والحيوانات الزاحفة والفئران، مشيراً إلى أن المسئولين جاءوا قبل نحو عام وأزالوا القمامة، لكن لم يأتوا بعدها مرة أخرى.
محمود بصل، 50 عاماً، أحد المدرسين بهذه المدرسة قبل هدمها، يقول: «اتهدت من 3 سنين تقريباً، لأنه جالها إزالة من هيئة الأبنية التعليمية، والمهندسين لما وصلوا المدرسة علشان يعملوا ترميم وصيانة رفضوا، لأن العمدان والسلم بايظين، وجت لجنة من هيئة الأبنية وأقرت بالإزالة، ومن ساعتها ماتبنتش تانى، وأحد المقاولين، تبع هيئة الأبنية، قال لنا إنه هينقل المعدات من مدرسة تانية اسمها مسعد الباز الإعدادية، على بُعد كيلو من هنا، يتم ترميمها، للأرض دى فى أول شهر يناير اللى جاى علشان تتبنى».
ويؤكد «محمود» أن المدارس أصبحت فترتين (صباحى ومسائى)، نتيجة زيادة الإقبال عليها، وأصبح الوقت المخصّص للطلاب ضيقاً للغاية، نحو 5 ساعات لكل فترة، متابعاً: «إحنا محتاجين مدرسة هنا، خصوصاً لو كانت مدرسة للتعليم الأساسى، حضانة وابتدائى وإعدادى، وأنا شوفت النموذج بتاع المدرسة اللى هتتبنى، ولو فعلاً النموذج ده اتنفذ هيبقى حاجة كويسة جداً»، مشيراً إلى أنه يتنظر بناء المدرسة مجدداً بعد أن تحولت إلى مكان مهجور للحشرات والفئران والثعابين.
..وأحد الأهالى يتحدث لـ«الوطن»