بعد وصف الشيخ «يعقوب» الفنانين بـ«أهل الباطل».. عاصفة من المبدعين ضد السلفيين
أثار هجوم الشيخ السلفى محمد حسين يعقوب على الفنانين أثناء خطبة الجمعة الماضية كثيراً من ردود الفعل، وذلك بعد أن وصف الفنانين بأنهم «أهل باطل» متهماً الأعمال التى يتم تقديمها فى رمضان بأنها تتسبب فى انصراف الناس عن العبادات والتقرب إلى الله، حيث رفض عدد من المبدعين هذه التصريحات، واعتبروها امتداداً لمرحلة الهجوم على الفن والفنانين.
المخرج مجدى أحمد على تحدث قائلاً: «المشكلة الأساسية تكمن فى الإعلام الذى أتاح الفرصة لمثل هؤلاء البشر المعادين للثقافة والعلم والحضارة، فوجدوا فرصة لبث أفكارهم السوداء الكارهة للحياة، ليجعلنا هذا فى النهاية نعيش حالياً فى أوساط جاهلية متخلفة، فنجد خطباء مساجد يقدمون هذه الآراء الرجعية بشأن الفن الذى لم تجرؤ السعودية حتى على منعه أو تحريمه بهذا الشكل، ولكننا فى مصر الآن نعيش أسوأ مراحل الانحطاط الإنسانى».
وأضاف: «التساهل فى السماح بطرح هذه الأفكار من البداية هو ما دفعنا لما نحن فيه الآن، ولا يمكن وصف هذا بالاختلاف فى الرأى، وإنما ينبغى عزل هذه الآراء المتطرفة الرافضة للحياة، وحتى لو شعر هؤلاء حالياً بشىء من الانتصار فلن يطول هذا فى اعتقادى لأن مصر أكبر منهم بكثير».
ومن جانبه قال المخرج داود عبدالسيد: «هذا أمر غير مفاجئ، وهذه وجهة نظرهم من البداية، وأنصحهم بعمل تجربة لمنع عرض المسلسلات والبرامج والمواد الترفيهية فى رمضان فى أى سنة، ولننتظر رد فعل الجمهور على هذا، ليدرك من وصف الفنانين بأنهم «أهل باطل» حجمه الحقيقى وأهميته وأهمية حديثه فى مقابل أهمية الفن عند الجمهور، ولا أتصور أنهم يملكون تطبيق هذا سوى فى التليفزيون الرسمى، ووقتها لن يشاهده أحد».
أما سيد درويش، المنسق الفنى بحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فقال: «بعيداً عن حديث الشيخ محمد حسين يعقوب، أنا أرى أن الفن مهم وضرورى فى الحياة باعتباره «القوة الناعمة» المؤثرة فى توجيه الوعى وتشكيله فى الشارع المصرى، ولا يصح وصف الفنانين بأنهم «أهل باطل» فأغلبهم يملكون رسالة ودوراً من خلال فنهم، وهم فى النهاية أدوات لصناعة الوعى، وبالنسبة لجماعة «الإخوان» فنحن لنا منهج واضح فى الفن يعتمد على الدراما الهادفة التى تحمل قضية ومضموناً يساهم فى بناء وتنمية ونهضة المجتمع، وبالنسبة لرمضان فهو شهر للطاعة، وأعتقد أنه من الأفضل اختيار أوقات لإذاعة المسلسلات والبرامج، بحيث لا تتعارض مع أوقات العبادات مثل صلاة التراويح».
أما السيناريست وحيد حامد فقال: «ماذا ننتظر من الشيخ محمد حسين يعقوب؟ هذه أفكارهم وآراؤهم من البداية، وهذا خطابهم الذى يوجهونه، ولا أرى أية أمارة لأن يكون محمد حسين يعقوب شيخاً من الأساس، ولكن للأسف هذا زمانهم».
وأخيراً قال سامح الصريطى، وكيل نقابة المهن التمثيلية: «هذا اتهام مرسل لا يليق برجل دين أن يطلقه، وليس من الإسلام فى شىء أن يتم اتهام قطاع كبير يحمل رسالة سامية تدعو للحق والخير والجمال، وإذا كان قد أطلق هذا الاتهام بالفعل فأعتقد أنه يوضع فى ميزان سيئاته، وأدعو الله أن يغفر له ويعفو عنه، وأحب أن أذكره أن عملاً فنياً واحداً مثل فيلم «الرسالة» جعل الكثيرين ممن شاهدوه يؤمنون بالإسلام أكثر من أى خطيب يقف على منبر».
وأضاف الصريطى: «مثل هذه التصريحات تسىء للإسلام بنفس القدر الذى تسىء به بعض التصرفات الفردية لبعض الكاذبين الذين ينتمون لتيارات دينية، ويقومون بأفعال فاضحة فى الطريق العام أو يجرون عمليات تجميل ويكذبون».