وثائق أرشيفية: هتلر أنقذ "ضابطه اليهودي" في الحرب العالمية الأولى
كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن وثائق أرشيفية تعود إلى فترة الحرب العالمية الأولى، تشير إلى أن هتلر تدخل بشكل شخصي للدفاع عن قائد يهودي كان أحد قواده في الحرب العالمية الأولى.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الوثائق تم الكشف عنها بـ "الصدفة"، وبدأت الدورية الشهرية "كول يهودي مجرمانيا"، التي تصدر في برلين في نشرها. والوثائق هي خطاب كتبه قائد القوات الخاصة هاينريك هيملر، وتم إرساله لمرؤسيه. وجاء في الخطاب أنه بعد طلب القائد الأعلى، هتلر، تم إلغاء قرار طرد أو اضطهاد أو مطاردة القاضي اليهودي إرنست هس، الذي خدم في الجيش الألماني مع هتلر في فترة الحرب العالمية الأولى.
وقالت المؤرخة الألمانية سوزانا ماوس "عثرت على هذا الخطاب بالصدفة، في إطار بحث كنت أقوم به مؤخرا"، وتضيف "في الأرشيف القومي لبلدة نورد راين- ويستفليا غرب ألمانيا، وجدت نحو 70 ألف وثيقة للجستابو (البوليس السري) المحلي. بحثت فيها عن كل ما يخص القضاة والمحكومين اليهود في هذا الوقت. ولكن أدرك اختفاء ملف القاضي اليهودي إرنست هس من بين تلك الملفات".
وتتابع "هاآرتس" الإسرائيلية "على الفور أدرك ماوس أنه في يديها كنز أرشيفي من النوع الذي يبحث عنه المؤرخين أحيانا طوال حياتهم، وثيقة مكتوبة ومختومة تثبت أن القائد الأعلى، أدولف هتلر، الذي بادر بقتل ستة مليون يهودي، منح الحرية والحصانة لواحد من أكثر من كان يكرههم على الإطلاق".
وتضمنت الوثائق التي عثرت عليها ماوس خطابين مثيرين للاهتمام ومهمين جدا، الأول كتبه هاينريك هيملر في أغسطس 1940، جاء فيه إصداره أوامر للحكومة بمنح الحصانة والحرية وعدم المساس بـ "هس"، بأي شكل من الأشكال، وأن هذا هو أمر القائد الأعلى.
وتابعت ماوس "لا أعرف عن أي مستند أو وثيقة أخرى يتضح منها أن هتلر تدخل بشكل شخصي للدفاع عن يهودي. ربما لم يكتب هتلر المستند بنفسه، ولكن لا يمكن التصديق أن هيملر استخدم اسم هتلر دون معرفته، فقد كتب تفصيلا أن هذا هو قرار القائد الأعلى، وهو ما لا يمكن فعله دون تصريح وإذن مسبق من هتلر".
أما الوثيقة الأخرى التي عثرت عليها ماوس، كتبها هانس هاينريك في نوفمبر 1940، حيث كان مديرا لمكتب هتلر فيما بين 1933 و1945. وقد أرسل الخطاب مباشرة إلى هس، وجاء عنوانه "يستخدم فقط عند الضرورة"، حيث كان بمثابة حصانة من هتلر تستخدم عن الضرورة.
وترجع ماوس السبب الأساسي وراء عفو هتلر عن هس، بأنه شاءت الأقدار أن يتشارك الاثنين في نفس الوحدة في الجيش الألماني قبل صعود النازيين للحكم.