بعد الأعاصير.. هل تدفع أمريكا ثمن انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ؟
صورة أرشيفية
بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اتفاقية باريس للمناخ في يونيو الماضي، أكد خبراء أن أمريكا الآن تدفع ثمن هذا الانسحاب عقب تعرضها لأعاصير عديدة تسببت في خسائر كبيرة الفترة الماضية.
قال الدكتور مجدي علام الخبير البيئي، إن امريكا تدفع ثمن تدميرها للمناخ، فهي الدولة الأولي في العام التي يصدر عنها انبعاثات ثاني أكسيد كربون بنسبة 28 % من انبعاثات في العالم أجمع.
وأشار "علام" لـ "الوطن"، إلى انسحاب ترامب من الاتفاقية بعد توقيع الرئيس السابق باراك أوباما عليها في عام 2015، بزعم أنها ستلحق الضرر بالولايات المتحدة وتؤدي إلي إفقارها وخسائر كثيرة لها.
وأضاف الخبير البيئي، أن الشعب الامريكي يدفع ثمن الصراعات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مشيرًا إلى أن مستشار ترامب يعتبر من أكبر القيادات في شركات البترول والفحم في امريكا، ودخولهم في هذا الاتفاقيات ستسبب لهم خسائر كبيرة.
وأوضح "علام"، أن ممثلة الولايات المتحدة في اتفاقية باريس لحماية المناخ، قالت إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لدفع مليارات سنويًا في مقابل احتمال ضعيف حدوث أعاصير تسبب خسائر بعض الدولارات نتيجة تغيرات المناخ.
وقال محمد ناجي، محامي ومدير مركز "حابي" للحقوق البيئية، إن أمريكا تتجرع السياسات الخاطئة المتبعة تجاه تغييرات المناخ، وخاصة بعد تعرضها لعدة أعاصير خلال الفترة الماضية أسفرت عن خسائر كبيرة.
وأضاف "ناجي"، لـ "الوطن"، أن القرارات الخاطئة التي تتخذها امريكا تجاه تغيرات المناخ نتيجة سيطرة كبار رجال الأعمال عليها، مشيرًا إلى أن أمريكا لها مواقف ضد هذه الاتفاقيات منذ سنوات طويلة.
وتابع مدير مركز "حابي"، أن دخول امريكا في اتفاقيات تغيرات المناخ سيؤثر علي مصالح كبار رجال الأعمال المسيطرين عليها، نتيجة التخفيض من انتاج بعض السلع وتقليل بعض الصناعات مما يقلل من أرباحهم وتزيد من خسائرهم.
وأوضح "ناجي"، أن أمريكا تتحمل جزءً من الخسائر التي تعرضت لها ولكنها لا تتحمل كل العواقب، حيث أن الظواهر الطبيعية تحدث طوال الوقت وتلعب بها التغيرات المناخية دورا مهما في عدم السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن اتفاقيات تغييرات المناخ تهدف إلى تقليل الانبعاثات التي تؤدي لتغيرات مناخية واحتباس حراري في العالم.
وتعرضت الولايات المتحدة الأمريكية، لعدة أعاصير ومنها إعصار إيرما وهارفي مما أسفر عن خسائر تقدر بـ 290 مليار دولار.
وكشفت شركة أمريكية متخصصة فى شئون الأرصاد الجوية أن أضرار "إرما" وحدها بولاية فلوريدا تقدر بنحو 100 مليار دولار، وهو ما يشكل 0.5% من إجمالى الناتج القومى الأمريكي.
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحب في يونيو الماضي، من اتفاقية باريس للمناخ، قائلًا إن اتفاقية باريس تهدف إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة وإعاقتها وإفقارها، وأن الشعب الأمريكي سيدفع ثمنها، إذ أنها تضر الاقتصاد بشدة، كما أنها تكلف الاقتصاد الأمريكي 3 تريليون دولار في الناتج العام وتقضي على 6 ملايين وظيفة صناعية.