نتنياهو يطالب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران: «آلة إرهاب»
بنيامين نتانياهو
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، من بوينوس إيرس، الدول الكبرى إلى مراجعة أو إلغاء الاتفاق الذي أبرمته في 2015 مع طهران، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال نتنياهو في العاصمة الأرجنتينية، حيث التقى الرئيس ماوريسيو ماكري، إنه يريد تصحيح الانطباع الذي أوحت به وسائل الإعلام مؤخرا، بأن إسرائيل لينت موقفها من الاتفاق.
وأضاف نتنياهو، في المحطة الأولى من جولته بأمريكا اللاتينية: «دعوني أغتنم هذه المناسبة لتوضيح الأمور. موقفنا واضح: هذا اتفاق سيء، إما أن يتم تصحيحه أو إلغاؤه. هذا هو موقف إسرائيل».
وهاجم نتانياهو مرات عدة، إيران، منذ وصوله إلى الأرجنتين أول أمس، في أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي لأمريكا اللاتينية.
واتهم نتانياهو، إيران، بأنها تشغّل «آلة إرهاب تشمل كل العالم، وبتشغيل خلايا إرهابية في عدد من القارات، بما في ذلك أمريكا اللاتينية». وأضاف: «في حالة إيران، ليس الإرهاب فقط هو الذي يقلقنا، بل الأسلحة النووية أيضا التي يجب أن تثير قلق العالم بأسره».
وفي إشارة إلى قلق الولايات المتحدة والقوى الكبرى من كوريا الشمالية، قال نتانياهو: «نتفهم خطر وجود دولة مارقة تمتلك قنابل ذرية».
وقال ماكري الذي استقبل نتنياهو في القصر الرئاسي كازا روزادا، إن الزيارة تشكل «خطوة مهمة» لتحسين العلاقات التجارية بين البلدين.
وتجمع عشرات من الناشطين وهم يرفعون أعلاما فلسطينية مساء أمس، احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بوينوس آيرس، منددين بـ«سياساته الحربية والقمعية ضد الفلسطينيين».
- وفد تجاري -
واتجه نتنياهو إلى ماكري، بقوله «صديقي ماوريسيو»، مؤكدا أن زيارته تشكل «فجر عهد جديد». وقال: «لم نبدأ (الجولة) من هنا معكم صدفة».
وأكد نتانياهو، الذي يرافقه وفد من 30 شخصا من رؤساء المجموعات التجارية والصناعية، أن إسرائيل «دولة ابتكار»، وتأمل في تقاسم الفرص مع الأرجنتين في قطاعات الزراعة والمياه والمعلوماتية والأمن المعلوماتي والصحة.
ووقع نتانياهو وماكري، سلسلة اتفاقات في مجالات الضمان الاجتماعي والجريمة المنظمة والإتجار بالبشر، وتهريب المخدرات وتبييض الأموال والجريمة الإلكترونية، كما وقعت الأرجنتين التي تعيش فيها أكبر جالية يهودية في أمريكا اللاتينية، اتفاقا تجاريا مع إسرائيل، يتيح لشركة الطيران الإسرائيلية «العال»، إقامة خط جوي بين بوينوس إيرس وتل أبيب.
وقدم ماكري لنتنياهو، نحو 140 ألف وثيقة وصورة تاريخية رقمية، تعود إلى ما قبل وبعد الحرب العالمية الثانية. وذكرت إسرائيل، أن هذه الوثائق ستسمح بفهم أعمق لمحرقة اليهود والجرائم ضد الإنسانية.
وشارك نتنياهو، أول أمس، في تكريم ذكرى ضحايا تفجير السفارة الإسرائيلية في 1992، ومركز المصالح اليهودية في 1994. وقتل في تفجير السفارة 29 شخصا وجرح 220 آخرين، بينما قتل في الاعتداء الثاني 85 شخصا وجرح 300 آخرين. لكن عددا من أقرباء ضحايا اعتداء 1994 رفضوا تلبية الدعوة لحضور المراسم.
وقالت ديانا مالامود التي ترأس مجموعة تحمل اسم «الذاكرة الحية» (اكتيف ميموري)، أن «نتنياهو لم يأت لإحياء ذكرى الهجوم بل لتعزيز التجارة».
وأضافت مالامود: «في السنوات الـ23 الأخيرة (منذ الاعتداء)، كانت إسرائيل مراقبا مثل أي بلد آخر، ولم تساعد بنزاهة في البحث عن الحقيقة في هذين الهجومين».
وخلال زيارته لبوينوس آيرس، يلتقي نتانياهو رئيس البارجواي أوراسيو كارتيس، الذي سافر إلى العاصمة الأرجنتينية من أجل الاجتماع.
وبعد يومين في الأرجنتين، يتجه نتانياهو إلى كولومبيا ومكسيكو ثم إلى نيويورك، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
وتتطلع إسرائيل لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول المنطقة، وتبحث عن حلفاء للتصويت لصالحها في مؤسسات الأمم المتحدة، حيث تتعرض باستمرار للإدانة بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية.