«إدكو»: هدم مدرستين خلال 8 أشهر.. وتوزيع طلابهما على «فترات مسائية»
أحد الأهالى يشير إلى كشك الكهرباء المتسبب فى مقتل عامل
قبل بداية العام الدراسى بثلاثة أشهر فوجئ أولياء أمور مدرسة «إدكو الإعدادية بنات»، بهدمها وتحويل الطلاب إلى مدرسة إدكو الابتدائية ليلتحقوا بالفترة المسائية، وهو الأمر الذى أدى إلى استغراب عدد كبير من الأهالى، حيث إنه لم يتم بناء أى جزء منها.
لم تكن هذه الواقعة الأولى التى يتم فيها هدم مدرسة وتحويل طلابها إلى مدرسة أخرى، حيث هدمت هيئة الأبنية التعليمية مدرسة إدكو الإعدادية بنين منذ 8 أشهر لتتحول إلى أرض فضاء لم يتبق منها سوى كشك لبواب المدرسة فقط، ليجد الطلاب أنفسهم بلا مدرسة وتوزيعهم إلى المدارس المجاورة.
طلاب «إدكو التجارية» يطالبون بنقل كشك كهرباء تسبب فى مقتل عامل منذ عامين.. و«الأهالى»: «للأسف محدش من المسئولين بيتحرك غير لما تحصل كارثة»
أحمد محمد مصطفى البنا، أحد أهالى المنطقة، ويعمل فى مجال التعليم منذ 30 عاماً، أكد أن عمليات هدم المدرستين الإعداديتين البنين والبنات بداية لتنفيذ قرار إزالة لـ12 مدرسة، مشيراً إلى أن عمليات الهدم تمت منذ فترة، ولا يعرف المعلمون متى سيتم بناؤهما لعودة الطلاب إليهما، خاصة مع وجود مشاكل كثيرة يتعرض لها طلاب المدرستين المتهدمتين من قبل المدارس التى تستضيفهم، والذين يعاملون الطلاب على أنهم «عالة» وليس لهم الحق فى تلقى خدمة تعليمية جيدة بل ويحملونهم أى تخريب يحدث.
مشاكل كثيرة تتعرض لها العملية التعليمية فى مركز إدكو، بحسب المعلم الخمسينى، الذى يأتى على رأسها وجود عجز فى المدرسين فى كافة المراحل التعليمية فى الإدارة، وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً على المعلمين، مرجعاً السبب إلى توزيع المدرسين الجدد على مراكز بأعينها رغم اكتفائها الذاتى مثل المحمودية وكوم حمادة ودمنهور وكفر الدوار.
أولياء الأمور: أعمال الصيانة تبدأ مع الدراسة.. ونعانى من وجود عجز فى «المدرسين» وعمال النظافة
وأوضح «البنا» أن نتيجة العجز فى أعداد المدرسين يتم توزيع حصص المدرس الواحد على مدرستين حتى يتمكن من سد العجز، وهو ما يشكل عبئاً على المعلم الذى يتنقل بين مدرستين طوال عمله: «مدرس واحد يشتغل فى أكثر من مدرسة والتوقيع بتاعه يكون فى مدرسته الأساسية، يعنى لو عنده فى جدوله 21 حصة بيدى منهم 15 فى مدرسته وباقى الـ6 حصص فى أقرب مدرسة مجاورة له».
ولفت إلى أن المدرسين يجدون صعوبة فى صيانة المبنى المدرسى، خاصة أن الصيانة تكون تابعة وتحت إشراف هيئة الأبنية التعليمية، التى لا تبدأ فى صيانة المدارس إلا بعد دخول العام الدراسى، على الرغم من وجود إجازة صيفية طويلة للطلاب، يمكن خلالها أن تقوم بعملها، لاسيما أن أعمال الصيانة التى تتم وقت اليوم الدراسى قد تسبب مشاكل للطلاب.
على بعد خطوات قليلة من مدرسة إدكو الإعدادية بنين، تقع مدرسة إدكو الثانوية التجارية التى تعانى من مشكلة كبيرة تتمثل فى وجود كشك كهربائى داخلها، الذى تسبب قبل عامين فى وفاة أحد العاملين أثناء قيامه بإصلاحه، بحسب كلام ياسر البنا، أحد أهالى المنطقة الذى أكد أن الكشك ما زال داخل المدرسة، ولم يتم نقله بالخارج، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن عند سقوط الأمطار بشكل كبير وتراكم المياه فى المنطقة التى يصل ارتفاعها إلى نصف متر وعدم وجود صرف لها ووجود تخوف اختلاط المياه بالكهرباء، وحدوث كارثة داخل المدرسة، مردداً: «للأسف محدش من المسئولين بيتحرك إلا لما تحصل كارثة».
ولفت «ياسر» إلى وجود مشاكل كثيرة تتعلق بنظافة المحيط المدرسى، خاصة أن أغلب المدارس تحاصرها القمامة مثل مدارس كوم الطحين التى تضم المرحلة الإعدادية صباحاً والمرحلة الابتدائية مساءً ومدرسة المعارف الإعدادية، مشيراً إلى أن المدارس تعانى نقصاً فى عدد عمال النظافة، وهو ما يجعل المدرسين يطلبون من تلاميذهم تنظيف فصولهم وساحة المدرسة حتى يعوضوا هذا النقص ليتحول الطالب إلى «عامل نظافة».