حالة من الانتعاشة تشهدها محال تصليح الأحذية قُرب موسم الدراسة، فارتفاع الأسعار جعل الكثير من الأهالى يكتفون بإصلاح الأحذية القديمة كحل بديل لعدم قدرتهم على شراء أحذية جديدة، خصوصاً من لديه أكثر من طفل، رافعين شعار «القديمة تحلى وإن كانت وحلة». سارة إبراهيم، أم لطفلين قرّرت أن تجمع كل أحذية طفليها القديمة لتعيد إصلاحها من جديد: «الجزم برة غالية جداً والكوتشيهات أسعارها خيالية، خاصة لو ماركة.. أنا جمعت الكوتشيهات اللى فيها قطع وقررت أوديها تتصلح».
15 جنيهاً هو سعر تصليح الحذاء الواحد، وهذا ما فوجئت به «سارة» عند ذهابها للمحل المتخصّص فى ذلك: «اللى بيصلحوا الجزم بياخدوا اليومين اللى قبل المدارس موسم ليهم، وده اللى اتفاجأت بيه، بس برضه الفلوس دى ماتتقارنش بأسعار الأحذية الجديدة فى أى محل». وقامت «سارة» باستعمال منظف للأحذية وبعض من الورنيش الأبيض والأسود والبنى لمحاولة تجديد الأحذية، واستطاعت أن توفر أكثر من 500 جنيه قيمة شراء أحذية جديدة: «الفلوس اللى وفّرتها دى ممكن تساعد شوية فى مصاريف الأدوات اللى هتقطم وسطنا».
جولة صغيرة على محلات الأحذية جعلت روضة حسنى، تُقرر الإحجام عن الشراء، حتى لا تُرهق ميزانيتها المحدودة بأعباء جديدة، استقرت على جمع كل الأحذية البالية الموجودة فى خزانتها الخشبية وإصلاحها وتلميعها لتبدو جديدة: «أنا عندى 3 أولاد، وكلهم فى مراحل ابتدائى وبيجروا كتير، والجزم بتبوظ منهم بسرعة.. ففكرت أستفيد بالفلوس بدل ما أجيب جديد ويبوظ». ترى «روضة» أن شراء الجديد كل عام دراسى يعتبر نوعاً من الدلع: «زمان أهالينا كانوا بيشتروا لنا جديد كل فين وفين.. إحنا اللى ربينا عيالنا على الدلع شوية».
ورغم وجود إقبال كبير على الإسكافى هذا العام، فإن ملاك فتحى أحد أصحاب محلات تصليح الأحذية فى الدقى، يصف الموسم بأنه ضعيف بالنسبة له: «فيه زباين بتيجى، بس العدد عمره ما يتقارن بزمان، أنا ماكنتش بالاحق على كميات الشنط والأحذية من كترها دلوقتى ماشية بالزق.. الزبون اللى معاه فلوس هو اللى بقى يصلح»، حيث إن غلاء أسعار مستلزمات التصليح أجبر «ملاك» على أن يرفع سعر الخدمة التى يقدّمها للزبائن: «السعر طبعاً بيكون حسب الحالة، بس أقل حاجة دلوقتى 12 جنيه لتصليح القطعة الواحدة، وياريته عاجب الزبون، ده بيجيب لى الحاجة بعد ما تكون اتقطعت من كل الاتجاهات.. أما زمان فكان التصليح بشياكة».
تعليقات الفيسبوك