«صلاح سالم».. سور قديم وشبابيك تلامس الأرض وفصول مظلمة
حمامات مدرسة صلاح سالم تعانى من الإهمال
تقع مدرسة صلاح سالم الابتدائية، بشارع مزدحم، فى مركز طامية التابع لمحافظة الفيوم، يواجهها عدد كبير من المحلات الشعبية فى الجهة المقابلة من بوابتها الرئيسية، بينما تحيطها بيوت الأهالى من جميع الجهات، سورها قديم، وشبابيك الفصول الموجودة فى الدور الأول تكاد تلامس أرض الشارع، بينما الحمامات كانت فى حالة شديدة السوء، بدت لنا المدرسة بالكامل، كأنها مهجورة منذ فترة.
يقول محمد صابر، أحد طلاب مدرسة صلاح سالم الابتدائية: «نقلونا من فترة، وخلونا نروح مدرسة طامية اللى جنب المركز، و(صلاح سالم) كانت جنب البيت مباشرة، ودلوقتى بامشى ساعة يومياً علشان أوصل لها، وبنروح فترة مسائية علشان طلاب المدرسة بيروحوا صباحى، والمسائى ده بيضيّع لنا اليوم».
وأضاف «صابر»، أن «الفترة المسائية، تكون أصعب بالنسبة للطلاب، حيث يعودون من مدارسهم الساعة الخامسة مساءً، وحتى يصلوا إلى بيوتهم تصبح الساعة السادسة أو السابعة مساءً، وهو ما يؤثر على وقت الطلاب»، موضحاً أن الفترة الأخيرة قبل النقل من مدرسة صلاح سالم كانت تعانى من تدهور كبير فى المرافق، سواء الحمامات أو غيرها، وكذلك الفصول التى لا تدخلها الشمس، بعد غلق النوافذ بالمسامير، بينما لم يتم توفير إضاءة أخرى قوية بها.
تقول «صباح»، واحدة من أولياء الأمور، التى يواجه بيتها مدرسة صلاح سالم: «ابنى كان فى المدرسة دى واتنقل للتانية بمركز طامية، شبابيك الفصول نازلة فى الأرض كده فى الدور الأول، وكان العيال فى الشارع بيمشوا يتلصصوا على العيال فى الفصول، واللى يصفر واللى يزعجهم».
طالب: «لما كان حد بيتحرك فى الفصل اللى فوقنا كنا بنحس إن السقف هيقع علينا»
وتوضح «صباح»، أن صخب الشارع، الذى كان يصل إلى طلاب مدرسة صلاح سالم الابتدائية لم يكن الأزمة الوحيدة، التى أدت إلى صدور أكثر من قرار إزالة للمدرسة، خلال الفترة الأخيرة، مضيفة: «الولد كان بيقول لى يا ماما لو حد اتحرك فى الفصل اللى فوقنا نحس بخطوته، كأن السقف هيقع علينا».
وتضيف أنه كان هناك تكدس كبير فى الفصول، مثلما هو الحال فى جميع مدارس الفيوم، حيث كانت كثافة الطلاب فى الفصل الواحد تصل إلى 70 طالباً، بينما حمامات المدرسة غير نظيفة وغير آدمية دائماً، وتكررت بها الأعطال بصفة مستمرة، وقالت: «العيال ماكانتش بتعرف تدخل الحمامات، من كتر ما هى بايظة، وكل يومين الإدارة تكلم حد علشان ييجى يصلح الحمام، وتكلم نجار علشان الدكك اللى متكسرة خالص، وتكلم كهربائى، العيال ماكانتش بتشوف فى الفصول، لأنهم قافلين عليهم الشبابيك علشان كأنها مرمية فى الشارع، وفى نفس الوقت مش عارفين يركّبوا كذا لمبة فى الفصل».
بينما تضيف جارتها «ماجدة»، واحدة من أولياء الأمور، التى انتقل ابنها أيضاً إلى مدرسة الطامية الابتدائية بقرار إدارى: «بقالنا كتير مستنيين ياخدوا قرار فى المدرسة دى، يهدوها ويبنوها من تانى، وياخدوا مساحة من الحوش ويعملوا توسعة للفصول، أو فصول زيادة حتى».
وتقول «ماجدة»: إن «مدرسة صلاح سالم الابتدائية، تعد من أقدم المدارس فى مركز الطامية فى الفيوم، حيث تخرج فيها أجيال، وبعضهم عملوا كمدرسين فى المدرسة نفسها، وخلال الفترة الأخيرة، تجدّدت شكاوى الأهالى، خوفاً من سوء حالة المدرسة ومرافقها وعلى سلامة الطلاب، وفور فحص اللجنة التابعة لهيئة الأبنية التعليمية للمدرسة، أصدرت قراراً بوقفها عن العمل، وضرورة إزالتها ونقل الطلاب إلى مدرسة طامية.
وتكمل حديثها قائلة: «مدرسة طامية تعتبر معقولة، بس بقى فيه كثافة، مدرستين فى مدرسة واحدة، والعيال بتروح فترة مسائية وبترجع تعبانة، وبيروحوا مشوار ساعة مشى رايح وزيها راجع، الأولاد بترجع ولا قادرة تروح درس ولا تذاكر ولا تعمل حاجة، كانوا الأول فى مدرستهم (صلاح سالم)، بيصحوا بدرى والمدرسة جنب البيت وبيرجعوا يذاكروا».
وتقول «ماجدة»: إن «الوضع الذى اعتبروه استثنائياً وسيتم الفصل فيه، خلال إجازة الصيف، استمر لعدة أعوام، وبقيت المدرسة كما هى، لم تتم فى حقها أى إزالة أو تعديلات، وكأنه تم نسيانها بالكامل، ولا يزال الأطفال يمضون إلى مدرسة طامية، ويسبّبون ضغطاً على بناء تعليمى آخر».
بينما يقول محمد عبدالعليم، أحد أولياء الأمور: إن «كل الناس اللى بيوتها حوالين المدرسة دى، كانوا مدخلين عيالهم فيها، مش علشان المدرسة ممتازة، ولا علشان التعليم ممتاز، إحنا ماعندناش الرفاهية بتاعة الاختيار دى، لأننا فى الآخر بندخل عيالنا مدارس حكومى، الفكرة أن المدرسة جنب البيت».