«دانيال»: المسيح صلى من أجل أعدائه.. والعنف يهدم اللوحة التى صنعها الله لخليقته بكل حب
القس مكاريوس فهيم
أكد عدد من رجال الدين المسيحى ضرورة تعزيز قيمة السلام وترسيخها فى أذهان الصغار، لنستطيع صناعة عالم يسوده الحب والسلام، مؤكدين أن تعاليم السيد المسيح حثت على الصلاة حتى من أجل الأعداء، والعمل على نشر قيم التسامح فى شتى بقاع الأرض.
وقال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما: إن الأديب نجيب محفوظ له قول مأثور: «إذا فهمت عدوك درجة أحسنت محاربته، وإذا فهمته درجتين أحسنت مسالمته»، وأضاف لـ«الوطن»: «لا يوجد ما يدعو للعنف الذى انتشر فى العالم كله، ولو عرف المجرمون يوماً من الأيام نتيجة فعلتهم هذه من دمار فى النفوس، لماتوا رعباً أمام المسئولية التى سيطالبهم الله بها، لأنهم مذنبون وقتلة فى نظر السماء والإنسانية».
وتابع: «العنف والحرب يهدمان اللوحة الرائعة التى صنعها الله لخليقته بكل حب، ولذا ينبغى تجنّب العنف والقتل والحرب، نحن بحاجة إلى تطهير عقلى وذهنى وقلبى». واستشهد بالماهاتما «غاندى» معتبراً إياه صاحب مبدأ اللاعنف، عندما قال: «كنتُ أتجرأ وأضع ثقتى فى خصمى، حتى لو خذلنى عشرين مرة، كنتُ مستعداً أن أمنحه الفرصة الحادية والعشرين».
وأشار «دانيال» إلى أن بعض الناس قد يعتبرون التسامح ضعفاً وخنوعاً، ولكنه قمة القوة والقدرة، لأن مقاومة الشر بالخير هى عمل من الله، لافتاً إلى أن مَن يقرأ التاريخ يجده مليئاً بالأشخاص الذين سفكوا دماء ملايين من البشر ودمّروا بلاداً وشعوباً ومع ذلك يُطلق عليهم العظماء، والمنتصرون، والأبطال، وغير ذلك من الصفات، أما السيد المسيح فقد غيّر هذا المفهوم الخاطئ منادياً: «طوبى لصانعى السلام، لأنهم يُدْعَون أبناء الله».
وقال القس مكاريوس فهيم، راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس، إن تعاليم السيد المسيح تتمثل فى التركيز على ضرورة وأهمية السلام بالنسبة لسلوك المؤمنين، أفراداً وشعباً، وإنه يطلب منا السلام، والصلاة من أجل أعدائنا وأقربائنا على حد سواء، ويقول: «حب قريبك كنفسك»، و«أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم».
وأضاف: «المسيح شدد على ضرورة الصلاة من أجل الحكام والولاة، لأن سلامتنا من سلامتهم، كما قال الكتاب المقدس»، متابعاً: «سلوك السيد المسيح فى حياته على الأرض كان يتسم بالسلام مع الجميع، حتى الأعداء، وكنا نجده يهرب من مواجهة شر (هيرودس) الملك، عقب ولادته مع السيدة العذراء مريم ويوسف النجار»، مؤكداً أن رحلة هروبهم إلى مصر واستقرارهم فيها لنحو 3 سنوات منحتها بركة ومكانة كبيرة. ولفت «فهيم» إلى ضرورة التمسك بقيم السلام فى الأسرة الواحدة، موضحاً أن التعاليم المسيحية نصت على ضرورة الصلاة من أجل سلام العالم كله، بغض النظر عن العقيدة أو الانتماء أو الأصل.
وتابع رئيس لجنة الحوار بمجمع القاهرة الإنجيلى: «إن تربية الأجيال على قيم المحبة والسلام هى مسئولية ومهمة كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، ومنظمات المجتمع المدنى، والأسرة، والمؤسسات التعليمية، ومراكز الشباب، والسينما، والمسرح»، مؤكداً أنه إذا توافرت العناصر السابقة فبدون شك سيتحقق السلام الذى يمثل ركيزة أساسية فى حياة وأفكار السيد المسيح.