«التميمى»: 4 ملايين يورو ليست «ميزانية فلكية».. وملتزمون بعدم مشاركة أفلام إسرائيلية
انتشال التميمى
قال انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الأولى، إنه قَبِل دعوة المشاركة فى تأسيس هذا المهرجان بترحاب شديد؛ لإيمانه بأن الإسهام فى خلق كيان جديد أمر مغرٍ، ويحمل قدراً كبيراً من الشغف والتحدى، بحسب قوله.
وأضاف «التميمى»، لـ«الوطن»، أنه كان يعى حجم التحديات التى تنتظره بقبوله لهذه المهمة، التى لا علاقة لها بحداثة مهرجان «الجونة» من عدمها، بحسب قوله، وإنما لميزته فى كونه مهرجاناً وليداً بآفاق كبيرة، متابعاً: رغم شغلى لمنصب المدير الفنى لمهرجان «روتردام» الدولى، ومدير برنامج الأفلام العربية فى مهرجان «أبوظبى»، فإن مهمة إدارة مهرجان كـ«الجونة السينمائى» لم تكن سهلة، لا سيما أن قبول التحدى كان مقترناً بتحدٍ آخر، مفاده ضرورة خلق مهرجان قوى ومتوازن مُطعم ببرنامج فنى جيد ذى آفاق كبيرة وواسعة.
وعن أبرز المعوقات التى واجهته منذ توليه مهمة إدارة المهرجان، رد قائلاً: مسألة الاعتماد على كادرات وظيفية لمهرجان دولى من بلد بعينه كانت صعبة؛ لأن معظم المهرجانات الدولية تلجأ لطاقات تشغيلية من بلدان متعددة، سواء كان مهرجان «دبى» أو «روما» و«فينيسيا» و«روتردام» وغيرها، حيث تجد نسبة الكوادر الأجنبية فيها تصل إلى 60% تقريباً، ولكن قياس رواتب هؤلاء بعملاتهم الأجنبية مع الجنيه المصرى، فهذا يعنى احتياجنا لثلاثة أضعاف ميزانية المهرجان المخصصة له حال استعانتنا بهم.
وأردف: تم الاستعانة بكادر مصرى بنسبة تزيد على 90%، بينما الباقى كان لخبرات عربية وأجنبية، وهنا كان يكمن التحدى فى رأيى، لوجود أشخاص لم يسبق لهم العمل فى أى مهرجانات، ولكننا تغلبنا على هذه الحالة خلال فترة وجيزة، بما أن الشباب كانوا محور اهتمامنا منذ اليوم الأول، وانطلاقاً من هذا الاهتمام أصبح لدينا كادر سينمائى منهم لن يكون مفيداً لمهرجان «الجونة» فحسب، وإنما لباقى المهرجانات السينمائية فى مصر، حيث سعدت بالكفاءات المصرية وروح الحماسة التى تنتابهم، لكونها تشكل حافزاً أتمنى أن يسهم فى تطوير أنشطتنا السينمائية بمصر، لأننى أعتبر نفسى مصرياً، بحكم تعاونى مع مخرجين ومصورين مصريين منذ 25 عاماً.
وعما إذا كان أسهم بدور فى اختيار شعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية» أوضح: قمت بدور فى اختيار استراتيجية المهرجان وطبيعته ونوعيته، وطرحت آرائى فى اللقاء الذى جمعنى بمؤسس المهرجان، المهندس نجيب ساويرس، وأعضاء الهيكل الإدارى للمهرجان، وتبادلنا الآراء آنذاك، علماً بأننا استقطبنا أفلاماً عديدة بسبب توجه «سينما من أجل الإنسانية»، الذى لا أعتبره شعاراً بل توجهاً، ونحن كإدارة المهرجان نتعامل مع معظم الأفلام على كافة أشكالها، ولكننا أسسنا جائزة تُمنح بتصويت الجمهور، بحيث تُخصص للأفلام التى تحمل هموماً إنسانية فى طيات أحداثها، وتبلغ قيمتها 20 ألف دولار تُمنح لمخرج ومنتج الفيلم الفائز، وقد اخترنا الأفلام المعنية بهذا الجانب من برنامج المهرجان، إلا أن أساس الشعار أو التوجه تعود فكرته إلى المهندس نجيب ساويرس.
وعن استعانته بأفلام من مهرجانى «تورنتو» و«فينيسيا» فى دورتهما الأخيرة قال: «المهرجانات تستقطب الأفلام المشاركة فيها عبر قنوات مختلفة؛ منها الطلبات المقدمة من صناعها إلى المهرجان المراد المشاركة فيه، وبالحديث عن الجونة فقد تلقينا ما يزيد على 1500 طلب مشاركة، منها أكثر من 350 فيلماً قصيراً، ما يعنى أن المهرجان ذاع صيته، كما أن علاقاتنا بالشركات الأجنبية وحضورنا للمهرجانات العالمية سهلت من المهمة، وكذلك دور فريق البرمجة بالمهرجان ومبرمجه الأول، المخرج أمير رمسيس، الذى يعد موسوعة سينمائية، خاصة فى الجانب الأوروبى والفرنسى».
واستطرد فى حديثه قائلاً: منذ أن تم الاتفاق معى على تولى مهمة إدارة المهرجان ذهبت إلى مهرجان «تورنتو» فى دورته من العام الماضى، ثم مهرجانات «مالمو» و«القاهرة» و«قرطاج» و«دبى» و«برلين» وغيرها، وشاهدت الأفلام والتقيت بالموزعين والمخرجين واخترنا برنامج مهرجان «الجونة» فى دورته الأولى، ولكن الأمر الجيد أننا نجحنا فى الحصول على مجموعة لا بأس بها من الأفلام قبل مشاركتها فى مهرجانات «فينيسيا» و«تورنتو» و«سان سيباستيان».
وأكمل حديثه: فيلم الافتتاح فى مهرجان «سان سيباستيان»، الذى عُرض أمس، سيتم عرضه فى الجونة خلال 4 أيام، حيث استطعنا بواسطة فريق البرمجة أن نستقطب أهم وأحدث الأفلام الدولية، التى ينتمى أكثر من 70% منها إلى الأشهر الأربعة الأخيرة، فضلاً عن أفلام عُرضت قبل 25 يوماً فقط، حيث تعد هذه المسألة نقطة انطلاقة للمهرجان فى دوراته المقبلة.
وعن حقيقة وصول ميزانية المهرجان إلى مبلغ 4 ملايين يورو، قال: لا أحب التحدث فى هذه الجزئية، لأن الأهم هو وضع الأموال فى مكانها الصحيح، فنحن مثلاً دفعنا قيمة استقطاب الأفلام بنفس المبالغ التى تتكبدها المهرجانات الأخرى الفقير منها والغنى، بل بالعكس، فالمهرجانات الفقيرة تدفع المزيد من الأموال، نظراً لعدم وجود حافز لدى المنتج والمخرج بإرسال الفيلم إليها، ولا بد ألا ننسى تكلفة الانتقالات والإقامة وأجور الموظفين، التى ربما تزيد فى «الجونة» عن باقى المهرجانات بنسبة قليلة، ولكن ميزانية المهرجان نفسها ليست فلكية أو كبيرة مثلما تردد، ولكنها سوف تساعد فى الضغط على كل المؤسسات والجهات فى زيادة ميزانيات المهرجانات السينمائية المصرية كـ«القاهرة والإسكندرية والأقصر.. إلخ»، لأن هذه المهرجانات لن تقدم عملها بشكل جيد إلا إذا كانت تملك ميزانية مرتفعة.
وبخصوص مشاركة فيلم «كباش ورجال» فى المهرجان، رغم اشتراك دولة قطر فى إنتاجه، ما يتعارض مع قرار المقاطعة الذى اتخذته الدولة المصرية منذ فترة، رد قائلاً: «مخرج الفيلم سويسرى من أصول جزائرية، والفيلم قُدم إلينا على أنه إنتاج سويسرى، ولم يذكر مشاركة فرنسا وقطر فى إنتاجه، علماً بأن بعض الجهات تشارك أحياناً بمبالغ بسيطة فى إنتاج بعض الأفلام، وتشترط وضع اسم الدولة على الفيلم، ولكننا كمهرجان لا نتدخل فى الجانب السياسى، ولا يعنينا هذا الأمر من قريب أو بعيد، لأن سياستنا تنسجم مع السياسة العامة، التى تمنعنا فقط من مشاركة فيلم ممول من إسرائيل، أو أن يكون مخرجه إسرائيلياً.