بين الاغتيال والسجن والمرض.. لعنة «كرسي المرشد» تلاحق قيادات «الإخوان»
صورة أرشيفية لمرشدي الإخوان
ثمانية مرشدين تعاقبوا على المنصب الأهم والأكبر بالجماعة المحظورة، منذ إنشائها على يد حسن البنا في عام 1928، إلا أنه رغم تميز مقعد «المرشد العام للإخوان المسلمين»، إلا من تقلدوه لقوا مصائر على النقيض تمامًا من ذلك، فتنوعت نهاياتهم بين الاغتيال أو السجن والوفاة خلف القضبان، لتسجل آخر تلك الحالات أمس.
ففي الساعات الأخيرة من مساء أمس، أعلنت «علياء» ابنة المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» مهدي عاكف، وفاة والدها عبر حسابها على «فيس بوك»، وكتبت: «أبي في ذمة الله، إنَّا لله وإنَّ إليه راجعون».
وعلى مرّ 89 عاما، سعت الجماعة الإخوانية بكل طاقتها الوصول إلى حكم البلاد من خلال مرشديها الثمانية، الذين لقوا نهاياتهم بسبل مختلفة.
حسن البنا، مؤسس «الإخوان المسلمين»، ومرشدها الأول، الذي وضع على عاتقه مهمة تكوين وإرساء قواعد الجماعة وضم الإخوة لها، كان «الاغتيال» مصيره، في 12 فبراير 1949، حيث تم إطلاق النار عليه في أثناء خروجه من مقر جمعية الشبان المسلمين، القائم في شارع نازلي سابقا رمسيس حاليا، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى القصر العيني.
خلفه بعد ذلك الحادث، حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان، وفقا لترشيح البنا قبل وفاته، ويصفه الجماعة بأنه «المرشد الممتحن» لكونه تولى إرشاد الجماعة في أثناء فترة الخلاف مع رجال الثورة وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وشهدت تلك الأثناء مقتل ومحاكمة العديد من شباب الإخوان، إلى أن طالت يد النظام المرشد نفسه، وتم سجنه آواخر عام 1954 وصدر ضده حكمًا بالإعدام ثم خُفف إلى المؤبد، وتم نقله من السجن للإقامة الجبرية في منزله فيما بعد، وأعيد اعتقاله بأغسطس 1965 للمرة الثالثة، إلى أن توفى في 11 نوفمبر 1973 بمنزله، عن عمر يبلغ 82 عامًا.
المرشد العام الثالث، هو المنصب الذي تولاه عمر التلمساني، عام 1973، حيث أعاد تنظيم أفراد الجماعة بعد خروجهم من السجون في أثناء حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، للبلاد، ولكنه توفي في 22 مايو 1986، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 82 عامًا.
محمد حامد أبو النصر، أعقب «التلمساني» بعد وفاته، واستمر في منصبه لـ10 أعوام، عاصرت خلالهما الجماعة أحداثًا بارزة على الصعيد السياسي، أبرزها تغلغلها في العديد من النقابات المهنية، ونوادي التدريس الجامعية والجمعيات الأهلية، وخوضها الحياة النيابية تحالفة مع عدد من الأحزاب حينذاك، توفي في القاهرة فجر السبت 20 يناير عام 1996، عن عمر ناهز 83 عامًا.
مصطفى مشهور، المرشد العام الخامس ومؤسس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في أثناء هروبه خارج مصر لفترة قبل أيام من اعتقالات سبتمبر 1981، وتم سجنه لعدة مرات، وتوفي 14 نوفمبر 2002، بعد غيبوبة إثر نزيف في المخ دام أكثر من 15 يومًا، عن 83 عامًا.
منصب المرشد العام السادس، كان فيما بعد من نصيب محمد مأمون الهضيبي، ابن المرشد الثاني حسن الهضيبي، ولكنه كان الأقل حظًا بين المرشدين، فلم يشغل ذلك المنصب سوى عامين فقط، ووافته المنية سريعًا إثر تعرضه لمشاكل صحية بالمعدة متعددة، وتوفي في 27 نوفمبر 2002، عن عمر 82 عامًا، وكان رئيسًا لمحكمة غزة عام 1956 ولكنه اعتقل في 1965، وتم إقالته إثر ذلك من منصبه، وقدم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس سنة، وجدد اعتقاله لمدة 5 سنوات بعد انتهاء مدة الحبس إلى أن أفرج عنه في 1971، وعاد إلى القضاء ليصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة حتى أحيل للمعاش، ودخل انتخابات البرلمان عن دائرة الدقى بالجيزة 1987.
محمد مهدي عاكف، السابع في تلك القائمة، وتولى المنصب من 2002 وحتى 2010، الذي توفي أمس في مستشفى قصر العيني، عن عمر ناهز 89 عامًا، وكان محبوسًا على ذمة إعادة محاكمته في قضية مكتب الإرشاد، التي صدر فيها ضده مسبقًا حكما بالمؤبد، وكان قدم للمحاكمة العسكرية عام 1996؛ في قضية عُرفت بـ«سلسبيل»، وحُكم عليه بـ3 سنوات، خرج من السجن عام 1999، ورفض إعادة انتخابه مرشدا لـ«الإخوان»، ليكون بذلك أول من ينتخب مرشدًا آخرا وهو على قيد الحياة.
محمد بديع، آخر مرشدو الجماعة، وهو المرشد العام الثامن، حيث انتخب في 16 يناير 2010 خلفًا لـ«عاكف»، يعتبر أكثر من وجهت إليه اتهامات بين قيادات الجماعة في أعقاب «ثورة 30 يونيو»، حيث يتم محاكمته في 9 قضايا، ولكن لم يتم صدور حكم نهائي ضده سوى بالسجن المؤبد في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب، بينما كان قد صدر مسبقًا ضده حكمًا بالإعدام شنقا في 3 قضايا، ولكن يجرى إعادة محاكمتهم به الآن، وهم القضايا المعروفة إعلاميا بـ«غرفة عمليات رابعة، وأحداث العدوة بالمنيا، واقتحام السجون»، فيما يتم إعادة محاكمته أيضا بـ5 قضايا صدر ضده فيهم مسبقا أحكاما بالمؤبد، وهم «أحداث مسجد الاستقامة، وأحداث مكتب الإرشاد، وأحداث شارع البحر الأعظم، والتخابر الكبرى، وأحدث قسم شرطة العرب ببورسعيد».