«التمارزة».. مدرسة «المنحة الأمريكية» محرومة من التطوير
مبنى مدرسة التمارزة ومن خلفه خزانات المياه
شروخ وتصدعات تتنشر فى جدران مبنى المدرسة، مقاعد متهالكة، نوافذ تتخللها الثقوب، أشياء تؤرق أهالى طلاب مدرسة التمارزة الابتدائية والإعدادية بمركز الحسينية، قبل استقبال العام الدراسى الجديد. وبالتجول داخل المدرسة تبين وجود مديرها، الذى رفض الإدلاء بأى تصريحات صحفية، بينما قال أحد العاملين، رفض ذكر اسمه: «تم إنشاء المدرسة عام 1987 بمعرفة هيئة الأبنية التعليمية ضمن منحة أمريكية تم تخصيصها لبناء عدد من المدارس آنذاك»، مضيفاً أن المدرسة تضم 12 فصلاً دراسياً منها 6 فصول للمرحلة الابتدائية و6 فصول أخرى للمرحلة الإعدادية وتتراوح كثافة الفصل الواحد ما بين 50 و55 طالباً وطالبة، لافتاً إلى أن إجمالى عدد الطلاب يبلغ نحو 650 طالباً.
وتابع: «طوال السنوات الماضية لم يطرأ على المدرسة أى تطوير أو تجديد على الرغم من مطالبة هيئة الأبنية التعليمية والتربية والتعليم بإدراجها ضمن خطة التطوير دون جدوى»، مشيراً إلى أنه تجرى بعض أعمال الصيانة بالجهود الذاتية. ويضيف «هانى أبوالفتوح»، أحد الأهالى، أن المدرسة لا توجد بها مياه شرب صالحة، فالمياه الموجودة تم سحبها من الترعة المواجهة للمدرسة، التى تبعد عنها مسافة قريبة جداً، بوسطة مواسير تم توصيلها بخزانات تقع داخل الفناء، لافتاً إلى أن هذه المياه تستخدم فى الحمامات وأعمال النظافة.
«حمادة»: الأهالى امتنعوا عن إرسال أبنائهم للمدرسة للضغط من أجل ترميمها.. والإدارة تجاهلتهم
وتابع: «الطلاب يصطحبون معهم زجاجات المياه من المنازل، والتى يقوم الأهالى بشرائها أيضاً بالجراكن، نظراً لعدم وجود مياه صالحة للشرب بالقرية من الأساس، بعد انقطاع مياه الشرب عنها منذ 4 سنوات». وأشار الرجل الأربعينى إلى أن لديه 3 أبناء بالمدرسة بالإضافة لـ10 من أبناء أشقائه وعمومته، ومضى قائلاً: «المدرسة مبانيها متهالكة والمقاعد غير صالحة بخلاف أن عملية التدريس لا تجدى نفعاً، حيث لا يجرى شرح المناهج بشكل يساعد الطلاب على استيعاب المادة العلمية، ما يضطرهم فى النهاية للاعتماد على الدروس الخصوصية، وتحمل الآباء نفقات زائدة».
والتقط «حمادة محمد»، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق، أحد أهالى القرية، طرف الحديث، قائلاً: «كنت طالباً بالمدرسة بالمرحلة الابتدائية والإعدادية.. المدرسة مهملة منذ سنوات طويلة ولم يطرأ أى تطوير عليها سوى إصلاحات بسيطة منذ كنت طالباً فيها وحتى الآن حيث كانت المقاعد بالية والفصول تفتقر لعوامل التهوية والإضاءة بخلاف طفح الصرف الصحى». وتابع: «المفروض المدرسة يتم إزالتها لأن الأساسات متهالكة بسبب تسرب مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية ومرور سنوات طويلة على إنشائها»، مضيفاً أن الجدران تملأها التشققات والتصدعات وتظهر بشكل لافت فى السقف، وفى العام الماضى امتنع الأهالى عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة فى محاولة للضغط على الجهات المسئولة لإزالتها وإعادة بنائها إلا أن ذلك قوبل بالتجاهل من المسئولين واضطر الأهالى لإرسال أبنائهم للمدرسة.