«كارت ميموري قيمته لا تتعدى 100 درهم»، كانت سببا في جريمة بشعة بالإمارات، حيث تجرد شاب من مشاعر الإنسانية، وضرب شقيقه حتى الموت، بسبب الكارت.
صحيفة «البيان» الإماراتية نشرت كواليس القصة، حيث فُجّعت سيدة (40 عاما)، بمقتل ابنها على يد شقيقه، في الساعات الأولى من اليوم، بسبب ضياع ذاكرة كاميرا، لا تتعدى قيمتها 100 درهم، ولفظ المجني عليه أنفاسه، بعد ضربة وجهها له شقيقه على رأسه، أدت إلى نزيف حاد وتهتك في جدار الجمجمة، وتوفي الشاب بعد نقله إلى مستشفى الشيخ خليفة.
الأم المكلومة حاولت إخفاء معالم الجريمة، كي لا تخسر ابنها الثاني بدخوله السجن، بعد أن خسرت الأول بالموت، لكن رجال الشرطة والنيابة العامة فكوا طلاسم الجريمة، واعترف الجاني بجريمته.
كان الشاب (24 عاما)، يقيم في إمارة عجمان، ويعمل موظفا في شركة، عاد منتصف ليل 21 فبراير الماضي إلى غرفة والدته، وأيقظها وسألها عن «كارت ميموري» كان في غرفته، فأجابت بأنها وجدت قطعة صغيرة سوداء ورمتها، وأنها ستبحث عنها صباحا، لكن الجاني لم يتوقف عن الصراخ، حتى استيقظ شقيقه وقال إن الأمر لا يستحق الصراخ في وجه والدته، وتعهد بشراء كارت جديد له.
بحسب «البيان»، احتدم النقاش بين الشقيقين، حتى وصل إلى شجار وعراك بالأيدي، وحاولت الأم وابنتها التي كانت نائمة معها في الغرفة ذاتها فض المشاجرة، إلا أن الجاني غافلهما والتقط «مقص» كان موجود في الغرفة، وطعن المجني عليه في الجهة اليمنى من جبهته، ما أدى إلى كسر في الجمجمة وتهتك في أنسجة المخ وحدوث نزيف ضاغط على سطح المخ، وتوقف عمل المراكز الحيوية.
وتفيد الشهادة الأولى في تحقيقات النيابة العامة، وهي شقيقة الجاني والمجني عليه، بأن المشهد بعد ضرب الجاني شقيقه كان أليما، حيث نزفت دماء غزيرة، وتحدثت إليه الأم، لكنه فقد القدرة على الكلام، وحاولت رشه بالماء لكنه لم يستجب، فاتصلت والدتها بشقيقها الذي جاء مسرعا، وحمل المجني عليه بمساعدة الجاني إلى مستشفى بعجمان، وبعد مرور ساعة اتصل خالها بأمها يخبرها بأن الأمر قد يصبح قضية وتتدخل الشرطة، إلا أن الأم رفضت الأمر، قائلة: «لا أريد لابني الدخول إلى السجن، الرجاء مساعدته بشتى السبل، حتى باختلاق قصة تفيد بأنه سقط بالحمام».
وأضافت الشاهدة، أنها ساعدت أمها في كسر باب الحمام، وخلع عدد من الأنابيب، كي يظن رجال الشرطة أن الحادث مجرد سقوط داخل الحمام، ونظّفت الأم المنزل بمطهر من الدماء، وأخفت أداة الجريمة «المقص» برميه في سلة المهملات.
واعترف الجاني بتفاصيل الجريمة، وكذلك الأم، بنفس ما ذكرته ابنتها في تحقيقات النيابة العامة، قائلة إن ما فعلته كان لحرصها على حماية ابنها الجاني من الدخول إلى السجن، وكما اعترف الخال وتراجع أمام رجال الشرطة بعد وفاة المجني عليه من أقواله الأولى، بأنه سقط في الحمام، وأن الجاني ضرب شقيقه، وعليه تم توجيه تهمة القتل العمد للمتهم، وإحالة أوراق القضية للمحكمة.
تعليقات الفيسبوك