رائد فن تحريك العرائس، ترك مهنة المحاماة حبا في العرائس والأطفال، وكرّس حياته لخدمة المسارح، حتى لقب بالأب الروحي لفناني العرائس في العالم، إنه فنان العرائس صلاح السقا.
حصل السقا على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس، وعمل في المحاماة، ولم يستمر فيها أكثر من عام، حيث التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير سيرجي أورازوف، الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، ثم حصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج في العام 1969، وقدم أعمالا فنية أثرت تاريخ صناعة الفن في مصر، بينها «حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان، خرج ولم يعد، ومسرحية الليلة الكبيرة».
لم يكتف السقا بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي، بل ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى، مثل «سوريا، الكويت، قطر، تونس، والعراق»، كما أجرى العديد من البحوث على «تاريخ فن العرائس».
تقلد السقا العديد من المناصب الإدارية في المسرح، كانت بدايتها عندما حضر له الرئيس جمال عبدالناصر عرضا مسرحيا في العام 1960، وأبدى إعجابه به بشدة، فقرر إنشاء مسرحا للعرائس يكون السقا مديرا له، وبعد ذلك تولى رئاسة البيت الفني للمسرح، كما تولى رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، كما تقلد منصب وكيل أول وزارة الثقافة.
كان صلاح السقا من أهم العوامل التي ساهمت في نجاح ابنه أحمد السقا، حيث رباه منذ صغره على حب الفن، ودائما يتحدث السقا الابن عن والده وصفاته الطيبة التي زرعها به، حيث كان يقول: «والدي زرع بي الطيبة والجدعنة وحب الغير، وكان كريما جدا لدرجة أن والدته كانت دائما تشتكي من تبذير زوجها، وتقول له (استثمر فلوسك وما تصرفش كل قرش معاك)، وكان يرد عليها ويقول (أنا استثماري الحقيقي في أولادي)».
ومن شدة تعلق السقا بوالده، رثاه عند وفاته بقصيدة شعر عنوانها «أبويا السقا مات» قال فيها: «أبويا السقا مات أبويا السقا راح.. كده يبقوا الأهرامات خوفو وخفرع وبس.. ماعدش فيه صلاح.. ما صلاح السقا مات أبويا السقا مات».
تعليقات الفيسبوك