العدد: 2250 مركزاً.. والإنفاق: 17٫5 مليار جنيه.. و«مش مكفّى»
مراكز الدروس الخصوصية
تواجه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، صعوبات عدة، قبل بداية العام الدراسى الجديد، الذى بدأ فى 23 سبتمبر الحالى، ومن أهم هذه الصعوبات محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث إن هناك نحو 2250 مركزاً للدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، وأعلنت الوزارة، مراراً وتكراراً عن سعيها لإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، ولكن دون جدوى.
وأشارت إحصائية جديدة، حصلت عليها «الوطن»، إلى أن عدد مدارس التعليم العام والخاص فى مصر بلغ 53 ألفاً و350 مدرسة، تضم نحو 21 مليوناً و500 ألف تلميذ، أما فى مرحلة التعليم الجامعى، فقد بلغ عدد المقيدين بالجامعات 2 مليون و295 طالباً وطالبة، ويصل عدد الجامعات فى مصر إلى 58 جامعة وأكاديمية حكومية وغير حكومية، بجانب عدد متزايد من المعاهد العليا.
وقالت دراسة حديثة إن 42.1% من إنفاق الأسرة فى مصر يذهب إلى الدروس الخصوصية، حيث تنفق الأسر المصرية 17 ملياراً و500 ألف جنيه سنوياً على مراكز الدروس الخصوصية، رغم ارتفاع معدلات الفقر، وذلك خلال 34 أسبوعاً هى عمر عام دراسى، ويدفع الطالب نحو 100 جنيه فى الحصة الواحدة (فى المتوسط)، وقد تصل إلى 300 جنيه فى الثانوية العامة.
ويعتبر الكتاب المدرسى مجرد ديكور، حيث يلجأ الطلاب إلى استخدام الكتب الخارجية التى يضعها نفس الخبراء والمدرسين الذين يضعون الكتب المدرسية، إلا أن الاختلاف فى الشكل والأسلوب يدفع الجميع إلى الإقبال على الكتب الخارجية، رغم أن الدولة تنفق سنوياً على طباعة الكتاب المدرسى 6% من ميزانية التعليم قبل الجامعى.
ويعانى عدد كبير من الطلاب بمختلف مراحل التعليم الأساسى الابتدائى والإعدادى والثانوى، من عدم القدرة على القراءة والكتابة، كما يعانى التعليم فى مصر، واقعياً، من تراكم الهموم، يأتى على رأسها الزحام الشديد، وتكدس الطلاب فى الفصول، لدرجة وصول كثافة الفصول إلى نحو 140 طالباً فى الفصل الواحد، ما يؤدى إلى حرمان المعلم من فرصة الشرح، وحرمان التلاميذ من إمكانية الاستماع والتركيز، كما أن الدروس الخصوصية تحولت من وسيلة لتقوية بعض الطلاب الضعاف إلى إمبراطورية لا يستطيع أحد الاقتراب منها، بل إنها اقتحمت المدارس من خلال مجموعات التقوية التى يحصل كل المسئولين فيها على نسب منها، ولجوء بعض المدرسين إلى إعطاء دروس خصوصية داخل المدارس بالاتفاق مع مديرى المدارس مقابل نسبة معينة، كما تشعبت الدروس لتشمل التلاميذ منذ الحضانة «kg1» وحتى البكالوريوس، وانتشرت ظاهرة «السناتر» فى أحياء مصر ومدنها، حيث يلجأ المدرسون إلى استئجار قاعات واسعة لاستيعاب الطلاب، وتصل الأعداد فى كل «محاضرة» إلى المئات.
كما حصلت «الوطن» على استطلاع رأى من أولياء الأمور فى ظاهرة الدروس الخصوصية، والخاص بإدارة استطلاعات الرأى العام التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، حيث أكد استطلاع الرأى ارتفاع حجم انتشارها فبلغ عدد طلاب المراحل قبل الجامعة فى عام 2006 نحو 60% بينما ارتفعت لتصل إلى 84% وذلك عام 2017، ومن مؤشراتها وفقاً لاستطلاع عام 2017 أن نسبة الطلاب بالمدارس التجريبية بلغت نحو 85% بينما فى المدارس الخاصة والحكومية بلغت نحو (81%، و71% على التوالى).
وبلغت فى مرحلتى الإعدادى والثانوى نحو (88%، و83% على التوالى)، مقارنة بالمرحلة الابتدائية حيث وصلت إلى نحو 73%، بينما بلغت النسبة المئوية لطلاب التعليم العام، والتعليم الأزهرى نحو (83%، و71% على التوالى) مقارنة بالتعليم الفنى حيث بلغ نحو 41%.