حتى الدرس الخصوصى بقى بالـ«إنترفيو»
صورة أرشيفية
تبدأ الأسر المصرية كل عام استعداداتها للثانوية العامة للعام الدراسى الجديد بالحجز المبكر للدروس الخصوصية عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، مستعينين بوسطاء ومعارف لدى المدرسين من أجل قبول أبنائهم. «النهارده بقى الدخول عند أى مدرس مشهور محتاج واسطة ومحسوبية وناقص يعملوا كشف طبى»، كلمات عبرت بها مروة سمير، ربة منزل، عن معاناتها مع الدروس الخصوصية، لافتة إلى أن نجلها طالب فى الصف الثالث الثانوى، وليس من السهل الحجز عند المدرسين المشهورين دون معرفة ووسطاء، قائلة: «أنا دُخت ولفيت الدنيا عشان أحجز الدروس لابنى، بنصرف دم قلبنا على أولادنا، وكمان المدرس بيفاضل بين الطلاب»، موضحة أن سعر الحصة وصل إلى 60 جنيهاً خلاف سعر الملزمة.
وتسرد الأم حكاية ابنها «محمد» فى مشوار حجز الدروس، حيث تقول: ذهبت إلى مدرس الفيزياء فى أواخر شهر يوليو عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة لحجز مواعيد الحصص، ووجدت المدرس ويدعى «ك. ع» يقول: «معلش اكتفيت»، وكانت تلك الكلمات بمثابة الصدمة، وتتابع الأم حديثها قائلة: «لفيت الدنيا عشان يقبل ابنى عنده، ورحت لوسايط ومعارف كتير، وفى الآخر لجأت إلى عضو برلمانى وكلمه وفعلاً بعد محايلة وكلام كتير وافق إنه يقبله عنده فى الدرس»، واختتمت الأم حديثها: «هما ليه بيعملوا كده فينا بتوع الدروس الخصوصية، هما لا بيرحموا ولا بيسيبوا رحمة ربنا تنزل».
الواسطة تعرف طريقها لحجز المراكز والمدرسين.. وتفوق الطالب يرجح كفة اختياره والحجز المتأخر عقوبته «حصة بعد منتصف الليل»
يارا منصور، إحدى طلاب الثانوية العامة سابقاً، أكدت أنها كانت تحصل على الدروس الخصوصية فى كل المواد ولم تكن تذهب للمدرسة إطلاقاً، وتأخذ دروساً خصوصية شهرياً بـ3 آلاف جنيه، تسرد «يارا» حديثها عن مشوار حجز الدروس الخصوصية قائلة: المدرسين المشهورين بيبقى عليهم إقبال كبير من الطلاب وأنا كنت عاوزة «المستر» يراجع لى آخر 3 شهور فقط فى المنزل، رُحت أنا وبابا له السنتر قابلتنا السكرتيرة، وقالت كلمة عمرى ماهنساها للأسف مفيش مواعيد وآخر ميعاد تم حجزه الساعة 1 صباحاً، وتستكمل الطالبة حديثها قائلة: «حسيت ساعتها إن مستقبلى ضاع وأغمى عليا ولولا تدخل أحد أقاربى «مدير إدارة تعليمية» مكانشى المستر وافق يدينى مراجعة، وفعلاً فى اليوم التالى بدأت المراجعة مع زميلتى عشان مفيش مواعيد تانية»، مبينة أنها سعدت بموافقة المستر ودفعت شهراً مقدم حجز 500 جنيه.
لمياء الجمال، إحدى طالبات الصف الثالث الثانوى المقبل، استعانت بمأمور ضرائب يتوسط لها عند مدرس الكيمياء: «ذهبت لمدرس مادة الكيمياء، ولم أجد مكان فاضى فى المجموعات، وظللت أكثر من نحو شهر فى قائمة الانتظار على أمل أن يلغى أحد الطلاب حجزه، إلى أن ذهبت والدتى إلى المدرس وطلبت منه نقلى إلى مجموعة خاصة، غير أنه رفض أيضاً بدعوى مفيش أماكن»، لافتة إلى أن والدها استعان بزميل له يعمل مأمور ضرائب وبعد محايلة استمرت أيام وافق المدرس. مشيرة إلى أنها تحصل على دروس خصوصية فى كافة المواد، وأنها فضلت بدء المذاكرة والتركيز مبكراً، مستنكرة فكرة إلمام المنهج فى آخر شهرين قبل الامتحانات: «اللى بيذاكر من بداية السنة تسهل عليه المواد ولا تقابله عراقيل أو صعوبات»، لافتة بقولها: «الصعوبات والعراقيل مابقتش فى المذاكرة والمناهج بقدر ما بقيت فى الحجز عند مدرس مشهور».
«مروة» لجأت لنائب برلمانى لقبول نجلها فى الفيزياء و«يارا» استعانت بمدير إدارة تعليمية
أحمد سعد، موظف بوحدة تراخيص السيارات، استعان بعمله من أجل موافقة مدرس اللغة العربية على قبول ابنته الطالبة فى الصف الثالث الثانوى عنده فى السنتر: «انتهت بنتى من حجز كافة المواد، وتبقى مادة اللغة العربية واكتشفنا أننا تأخرنا فى الحجز وعدد من المدرسين أغلقوا استقبال أى حجز جديد فى هذه المادة». ويستطرد الأب حديثه: «لفيت على كل مدرسى مادة اللغة العربية المشهورين كعب داير وملقتش حد سائل فيا، لغاية ما وجدت مدرس شهير قابلته بالصدفة فى عملى بوحدة ترخيص السيارات، ويرغب فى ترخيص سيارته، قمت بالتعرف عليه ومساعدته فى إنهاء إجراءات الترخيص بالشكل القانونى لكن فى أقل وقت ممكن، وكان رد الجميل لى قبول ابنتى فى السنتر عنده».
وقالت سالى شاهين، من مدينة قطور: «غالبية مدرسى الثانوية العامة يرفضون الكثير من الطلبة فى الدروس الخاصة بسبب الإقبال الكبير وعدم وجود مواعيد أخرى»، مشيرة إلى أنها قامت بدور الوسيط لطالب فى الثانوية العامة عند مدرس مادة اللغة الفرنسية من أجل قبوله، وبعد محاولات كثيرة للتواصل مع المدرس وافق على إعطاء الطالب درس خاصاً فى المنزل فى الواحدة صباحاً مرتين أسبوعياً، بمقابل مادى 70 جنيهاً للحصة الواحدة.