سيبك من المحتوى والألوان: نكتة وكاريكاتير تلاقى الملزمة اتباعت
المدرسون بالمدرسة لا يقومون بواجباتهم التعليمية
بعد انتهاء العام الدراسى من كل عام، يستعد مدرسو وأصحاب مراكز الدروس الخصوصية، بالاتفاق مع المكاتب والمطابع، لبدء إعداد الملازم وحملات الدعاية والإعلان للموسم الجديد، لجذب أكبر عدد من الطلبة للحصول على دروس خصوصية، تحت شعار «احضر أول محاضرة ببلاش.. بندور على مصلحتك»، سواء كانت هذه الإعلانات ورقية توزع فى الأماكن الأكثر ازدحاماً، أو ملصقة، أو مرسومة بواسطة خطاط على جدران الشوارع.
بيزنس موازٍ يديره أصحاب المكتبات لتقديم عروض على طباعة الملازم والملخصات
وفجأة تتحول «المكاتب» من مكان لبيع الأقلام والكراسات إلى مكاتب للدعاية والإعلان وطباعة الملازم، ويبدأ مدرسو الثانوية العامة العام بالإعلانات التى تكون عبارة عن نبذة صغيرة عن المدرس، تعكس للطلبة قدرته على توصيل المعلومة ومعرفته لجميع أنظمة الامتحانات، مع إضافة رقم التليفون وميعاد بدء الحجز وإغلاقه، وفقاً ليوسف صلاح، صاحب أحد المكاتب فى منطقة السيدة زينب.
«يتم الاتفاق على شكل الإعلان مع المدرس أو أحد مساعديه»، حسبما يضيف «صلاح»، و«المدرس مبيهتمش بشكل الإعلان وتصميمه قد ما يكون فيه كلام يعبر عن أهميته ونجوميته، وبقعد على رواقة لتحديد الكلام وشكل الإعلان، ومن خلال برنامج «الوورد» يتم تصميم الإعلان وإرسال الشكل المبدئى للمدرس قبل الطبع للموافقة عليه، ويحتاج المدرس من 2000 لـ3000 نسخة لتوزيعها قبل بداية موعد الدروس الخصوصية، ويتم محاسبته على الطباعة، بالنسبة للأبيض والأسود 15 قرشاً للنسخة، وللألوان 20 قرشاً، ثم يبدأ بتأجير بعض الشباب لتوزيعها، مشيراً إلى أن المدرسين غير المشهورين هم الذين يهتمون بطبع الإعلانات، لكن المشهورين يطبعون مواعيد الحصص فى بداية الترم ومواعيد المراجعات النهائية».
«مدرس»: «باضحك مع طلابى وعندى جاذبية.. وباعمل عروض وتخفيضات لحد 20 جنيه»
وبعد توزيع الإعلانات يتم التحضير للملازم وكتابتها، حيث يتعامل مصطفى مجدى، صاحب أحد المكاتب، بمنطقة حلوان، مع 3 مدرسين ثانوية عامة، و7 مدرسين للمرحلة الإعدادية، جميعهم يحضرون الملازم مكتوبة يدوياً قبل بدء الدروس بأسبوع، ليقوم هو بكتابتها وتصميمها على برنامجى «الوورد» و«الفوتوشوب»، ويتم محاسبتهم على كتابة الورقة بـ5 جنيهات بجانب تكلفة التصميم والطباعة.
ويشير «مجدى» إلى أن مدرسى الثانوية العامة، خاصة الشباب، يهتمون باستخدام الألوان والرسوم الكاريكاتيرية وبعض «الإفيهات الكوميدية»، وعمل لوحة شرف فيها صور للطلبة الأوائل داخل الملازم، لتشجيع الطلبة على المذاكرة، ومن الممكن أن يصل سعر الملزمة لـ150 جنيهاً، والمدرس يعتبر الملزمة نوعاً من أنواع الدعاية وواجهة له، ويبدأ بطباعة 100 نسخة فى أول أسبوع، وفى حالة زيادة عدد الطلاب بعد ذلك يطبع نسخاً أكثر، علماً بأن المدرس يضيف 10% على سعر تكلفة الملزمة قبل بيعها للطالب.
ويختلف الوضع فى مكاتب «بين السرايات» التى تطبع لطلبة الجامعة، فطباعة الملازم وتحضيرها يبدأ مع بداية العام الدراسى، وأحياناً بعدها بأيام، فهى مرتبطة بحضور الطلبة للمحاضرات، «وكده كده طالب الجامعة مبيذاكرش غير فى آخر الترم»، وفقاً لحسين محمد، صاحب أحد المكاتب، الذى يعتمد على عمل الدعاية لمكتبه من خلال بعض الطلبة داخل الجامعة الذين يقومون بحضور المحاضرات وتسجيلها ثم بيعها للمكتبة، وهو يبيع ملزمة المحاضرات بـ5 جنيهات.
«الدعاية الورقية أسهل فى التوزيع وقدرتها على الانتشار كبيرة، بعكس المرسومة على يد خطاط حيث تستغرق وقتاً، ومن الممكن أن يتم القبض على الخطاط أثناء رسمه على الحيط، لكن الورق الزق واجرى»، قالها شريف عبدالحميد، صاحب مطبعة، مشيراً إلى أن «المدرسين يفضلون طباعة الملازم مع المكتبات عشان المطبعة بتعمل حد أقصى للطبع 1000 نسخة».
«مكاتب» لكتابة الملازم والدعاية للمدرسين و«فيس بوك» أرخص وسائل الترويج
ويضيف «عبدالحميد»: «لكن المكتبات لا تستطيع طباعة الإعلانات التى تلزق فى الشارع أو أغلفة الملازم لسماكة نوعية الورق، فمن الممكن أن يحتفظ المدرس بعدد من الأغلفة للعام المقبل لكن لا يستطيع ذلك مع الملزمة لتغير محتواها دوماً، والشائع الآن الأغلفة الكاريكاتيرية بين المدرسين، حيث يضع المدرس صورته على شكل كاريكاتير، ويتكلف سعر 3 أغلفة منها 100 جنيه».
أما عن تكلفة الإعلانات، فيشير إلى أن الألف نسخة لون واحد تتكلف 1000 جنيه، والأربعة ألوان 1500 جنيه، وأن هناك خصماً 10% فى حالة ارتفع عدد المطبوعات عن ألف نسخة، مضيفاً: «المدرسين شغلهم كتير بس متعب، وعلى طول مستعجلين، وبيفاصلوا، عايزين أحسن حاجة بأقل سعر مع إن الطالب اللى بيدفع فى الآخر».
«إحنا بنساعد المدرس المبتدئ عشان يشتهر والطلبة تعرفه»، كانت هذه وجهة نظر محمد البديوى، خطاط، الذى يعتبر أيضاً هذا النوع من الدعاية ملوثاً بصرياً للبيئة، رغم عمله فيه، إلا أنه مضطر مع ذلك للعمل فيه بدافع «لقمة العيش»، حيث لم يجد «البديوى» بديلاً للعمل سوى الرسم على جدران الشوارع، بعدما بدأت الناس تعتمد على الكمبيوتر فى الكتابة بدل الخطاط.
ويشير «البديوى» إلى أن تكلفة رسم الحائط 50 جنيهاً، وهناك من يطلب رسم من 5 إلى 100 حائط فى المنطقة الواحدة، يقوم برسمها ليلاً خوفاً من القبض عليه، لقيامه بعمل مخالف، لافتاً إلى أن فكرة الرسم على الجدران جاءت بسبب تقطيع موظفى الأحياء اللافتات القماش المخالفة لإزالتها، ومن ثم ظهرت الدعاية على الجدران لصعوبة إزالتها، علماً بأن نسبة عمل الدعاية على الجدران انخفضت أيضاً بنسبة 50% لشدة رقابة الأحياء، على حد قوله.
وفى «كفر الشيخ»، لجأ بعض المعلمين للدعاية لأنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك قبل بدء العام الدراسى، كوسيلة لجذب الطلاب للدروس الخصوصية، حيث استخدم بعضهم صفحاتهم الشخصية عبر «فيس بوك» مبكراً لبدء الدعاية وحجز الدروس.
وتضمنت الإعلانات عروضاً مغرية للجذب منها تخفيضات للطلاب فى بعض المواد، ودعا عبدالهادى محمد سليم، مدرس الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع للثانوية العامة والأزهرية، فى مدينة سيدى غازى، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، طلابه لبدء الدروس الخصوصية لديه، فى الأول من أغسطس.
ودوّن المعلم، عبر حسابه على «فيس بوك»: «إن شاء الله ستبدأ دروس الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع للثانوية العامة والأزهرية، يوم 1/8/2017 وبالتوفيق للجميع».
ووضع المعلم «بوستر» يقول: «احجز دروسك من الآن، وسلسلة «الهادى» لا يخرج عنها الامتحان»، كما وضع صورة شخصية له ورقم هاتفه للتواصل وحجز الدروس.
واستخدم الحسينى بدوى، معلم إنجليزى، أحد مواقع الإعلانات عبر الإنترنت لجذب الطلاب له، رغم أنه يمتلك «سنتر» للدروس يعج بالطلاب، حيث يتجاوز عدد الطلاب فى الحصة الواحدة 70 طالباً، وادعى المعلم أنه جنرال اللغة الإنجليزية.
وأكد محمد الجميل، أحد معلمى الدروس الخصوصية، أنه لجأ لعمل دعاية لجذب طلابه عبر فيس بوك لأنه يعد أرخص وسيلة، حيث أسس صفحة وخصص لها سكرتيرة تقوم بنشر العبارات الرنانة لجذب الطلاب، قائلاً: «الطلاب بيروحوا عند الأكثر شهرة، وبقوم بضم طلاب المدارس على الصفحة، وتقديم عروض لهم، مثل تخفيض الثمن عن الآخرين 10 أو 20 جنيه، وفى ظل ارتفاع الأسعار يلجأ الأهالى للأرخص والأسهل، وبضحك مع طلابى وعندى جاذبية علشان كده المجموعة الواحدة بتعدى الـ50 طالب، وبدى بـ180 جنيه فى الشهر، وغيرى بيدى بـ200 جنيه».
لافتة لأحد المدرسين معلقة فى المشارع
صورة لإعلان أحد السناتر عن الدروس