بالفيديو والصور|«حبيس السرير» اتصل بالنجدة علشان المعاش.. «فجابت البوسطة لحد عنده»
مستلقياً على سرير قديم، داخل شقة متهالكة، يؤنس وحدته كرسى متحرك إلى جواره، بعد أن تم بتر إحدى قدميه التى تمكن منها مرض السكر، نظرة عينيه لا تفارق باب الشقة، على أمل رؤية الشارع، هذا هو حال «عم أسامة»، كما يناديه جيرانه، حيث ظل حبيس السرير 3 أشهر، وعاجزاً عن الذهاب إلى البوسطة ليتسلم معاشه الشهرى المقدّر بـ295 جنيهاً.
«عم أسامة»: «أنا جاهز أقابل ربنا»
«أنا جاهز أقابل ربنا ومش عايز غير ثمن البامبرز و الدواء»، هكذا قال «عم أسامة» وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة.
وتابع: «اتصلت بالنجدة لمساعدتى فى الذهاب إلى مكتب البريد لتسلم المعاش، والرائد عبدالحميد ربنا يكرمه جاب لى البوسطة لحد عندى، وقبضت الإعانة، بعد ما كان فى جيبى 5 جنيه».
«تواصلنا مع مدير البوسطة لضمان وصول الإعانة الشهرية إلى (عم أسامة) بشكل دورى، وبمجرد التواصل مع النائب إيهاب العمدة، خصّص له كرسياً متحركاً، وقررنا فى قسم الشرابية جمع تبرعات لمساعدته»، هذا الكلام جاء على لسان الرائد عبدالحميد سالم، رئيس الدورية التى ساعدت «عم أسامة» فى أزمته.
«صرفت فلوس شغلى فى الإمارات على مراتى، بعد إصابتها بالسرطان، وأصبت بالقدم السكرى فتم بترها، وبعدها بـ10 أيام فقط ماتت زوجتى، الدكتور كان عايز يركب لى مفصل، تكلفته 90 ألف جنيه، فقلت له أنا خلاص راضى بأمر الله وهاموت كده»، هذا ما قاله «عم أسامة» لـ«الوطن» خلال زيارتنا له برفقة ضباط قسم الشرابية الذين تلقوا البلاغ واستجابوا للاستغاثة.
لم يتمالك الرجل نفسه، فأجهش بالبكاء، وقال بصوت مخنوق: «نفسى أعرف أدخل الحمام، وأنزل الشارع، ربنا طيب وحنين»، ودفعتنا رغبته فى رؤية الشارع لاصطحابه على الكرسى المتحرك إلى الشارع بصحبة بعض الجيران وضباط القسم، وبمجرد سؤاله «فرحان يا عم أسامة»، أجاب: «النهارده عيد، شكراً يا رب».