«صفقة تاريخية مع العراق».. السيناريو الأقرب لكردستان بعد الاستفتاء
بعض الجنود يرفعون علم إقليم كردستان في احتفالية باستفتاء الانفصال
بعد عدة أعوام من ارتفاع الأصوات المطالبة بالانفصال، شهد إقليم كردستان، أمس، الاستفتاء الخامس في تاريخه للانفصال عن العراق، وكشفت النتائج الأولية مشاركة واسعة وصلت لنسبة 80%، وفقا لتقارير محلية، الأمر الذي دفع بالمفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في كردستان لتمديد التصويت ساعة إضافية انتهت عند السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
أما النتائج الأولية فقد صبت غالبيتها لصالح الانفصال، وبرز ذلك في مدن "دخوك وبردرش وزاخو"، حيث قاربت نسبة المؤيدين حاجز 99%، أما النسب الأدنى فسجلت في "بشدر" 71%، بينما تجاوزت حاجز 80% بكل من كلار وسيد صادق وجمجمال، حسبما نشره موقع "سي إن إن"، اليوم.
وجرى الاستفتاء وسط رفض إقليمي وعربي ضخم، وهو ما يطرح عدة سيناريوهات للأحداث المقبلة بعد إعلان النتيجة الرسمية، ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إنه سيكون هناك تداعيات إقليمية ضخمة أكثر من الدولية خلال الفترة المقبلة، من جانب تركيا وإيران والعراق وإسرائيل، الذين سبق أن وجهوا رسائل استراتيجية تحذيرية.
وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، أن أبرز السيناريوهات المطروحة خلال الفترة المقبلة هو الإعلان العسكري والاستراتيجي من تركيا وإيران والعراق ضد الدولة الكردية في حال إعلان الانفصال، وهو ما لن تتمكن من الصمود أمامه لفترة طويلة، مشيرا إلى أنه توجد مخاوف ضخمة من عسكرة الأزمة والدخول في مواجهات عسكرية، وهو ما سيكلف جميع الأطراف خسائر بالغة.
وتابع قائلا إنه يمكن للإقليم الكردي الدخول في صفقة تاريخية ضخمة مع العراق لإنهاء تلك الأزمة أيضا، مشددا على أنه في حالة حدوث الانفصال لن يكون هنا تأييد كبير بكردستان في المحافل الدولية.
وفيما يخص النطاق العالمي، أكد فهمي أن أمريكا تراوغ في فكرة رفض الاستفتاء لحين اتضاح الأمور، بينما يحظى الأمر برفض شديد في المنطقة العربية، لكونها تنذر بخطر بالغة سيؤدي إلى تفكيك في عدد من الأقليات بالمغرب وتونس وسوريا.
وأيده في الرأي الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، بأن الانفصال سيكون مقدمة لتفتيت الأكراد في سوريا وإيران وتركيا، قائلا إنه هناك 4 سيناريوهات للأحداث خلال الفترة المقبلة، أقربها للواقع هو إتمام صفقة الدولة الاتحادية، بأن تظل كردستان دولة مستقلة في شؤونها الداخلية على أن تكون تابعة للنطاق الفيدرالي للعراق.
وأضاف سمير أن السيناريو الثاني في أولوية الحدوث هو نجاح الانفصال بالفعل لدعم عدد من الدول الأجنبية له، على أن يكون الأمر الثالث المتوقع هو نشوب الحرب الأهلية بين الأكراد من ناحية، والعراق والتركمان من ناحية أخرى، في مناطق النزاع وعلى رأسها مدينة كركوك، بينما السيناريو الأخير هو الخناق الاقتصادي من العراق وتركيا وإيران على المعابر التجارية والبحرية والمدنية لكردستان.