«البنا الإعدادية».. فيلا مستأجرة من 50 سنة.. والورثة يعرقلون الترميم
مدرسة «ورورة» بلا أسوار تحمى الطلاب من الكهرباء
فى أحد شوارع مدينة كفر شكر الضيقة تقع مدرسة كفر شكر الإعدادية بالقرب من ضفة نهر النيل الشرقية، ومبناها عبارة عن فيلا سكنية مكونة من 3 طوابق، على مساحة كبيرة جداً، ويرجع تاريخ إنشائها إلى نحو 80 سنة، ولا يظن زائر المنطقة أنه مبنى دراسى إلا عند مشاهدة لافتة المدرسة وعلم مصر، والمدرسة القديمة التى تم تأجيرها من أحد أثرياء المنطقة قبل 50 عاماً محاطة بسور قديم، يحيط أيضاً بفناء المدرسة الفسيح، الذى يتم استخدامه كملعب كرة قدم خماسى، لكن على أرضية ترابية، وليست عُشبية.
«فوزى»: المنطقة فى حاجة إلى استمرار خدمات «الإعدادية» لكن طلاب «المهنية» صداع فى رؤوسنا بسبب سوء سلوكهم
حالة المبنى من الخارج والداخل تبدو متهالكة، وتحتاج إلى ترميم عاجل، لكن أحد الموظفين بالمدرسة يقول إن حالة المبنى جيّدة، بعد إجراء عمليات صيانة محدودة فى السنوات الماضية، وتعمل المدرسة فترتين، الأولى صباحية، وهى خاصة بطلاب المرحلة الإعدادية، والثانية مسائية وتضم طلاب التعليم المهنى، وسور المدرسة من الخارج يبدو قديماً جداً، والشروخ تظهر عليه بوضوح مثلما تنتشر داخل فصول وطرقات الفيلا التى تم تحويلها إلى مدرسة منذ عقود، وهى غير مؤهلة إنشائياً لاستقبال عدد كبير من الطلاب، عكس فناء المدرسة المتسع، الذى يسمح بممارسة الأنشطة الرياضية.
ويخشى أهالى المنطقة من هدم المدرسة فى الوقت القريب وعودة ملكيتها إلى الورثة رغم انزعاجهم الشديد من سلوكيات بعض الطلاب، من أجل التفكير فى مستقبل أطفالهم الذين سيحتاجون إلى مدرسة إعدادية مستقبلاً، فى وقت يندر فيه إنشاء مدارس جديدة.
يقول أحمد فوزى، من سكان شارع البنا، الذى توجد به المدرسة: «طلاب الإعدادية كويسين، مابيعملوش أى إزعاج، لكن المشكلة كلها فى طلاب المهنى، خناقات واشتباكات وألفاظ خارجة، ومستوى تعليم هذه المرحلة معروف للجميع، بسبب تدنى مجموعهم ورسوبهم أكثر من مرة فى التعليم المنتظم».
ويضيف «فوزى»، قائلاً: «حالة التعليم داخل المدرسة الإعدادية جيد جداً، حيث تخرّج فيها عدد كبير من المهندسين والأطباء، وهى قديمة جداً، وإحدى أبرز علامات المنطقة، لأن طرازها المعمارى مميز، ورغم محاولة الورثة استرداد المبنى من الإدارة التعليمية فإنه لا يزال بحوزة مديرية التعليم حتى الآن».
من جانبه، قال مصدر مسئول بإدارة كفر شكر التعليمية إن هذه المدرسة التى يطلق عليها مدرسة «البنا» مستأجرة منذ 50 عاماً، وهناك منازعات قضائية بين الورثة والإدارة فى هذا الشأن، لرفض الورثة إجراء أى ترميمات، أو عمليات إحلال تجديد للمدرسة لوجود شرط فى عقد الإيجار، ينص على الرجوع إلى المالك الأصلى عند إجراء أى ترميمات».
وأوضح المصدر أن «هيئة الأبنية التعليمية تقوم بمراجعة المبنى من حين إلى آخر، وتؤكد التقارير الهندسية أن المدرسة حالتها جيدة، ومبانيها لا تمثل أى خطورة على الطلاب، لكن المشكلة تكمن فى سور المدرسة القديم، حيث يشير التقرير الهندسى إلى إمكانية سقوط السور، لذلك نجرى مفاوضات مع الورثة منذ عدة سنوات للسماح بترميمه، لكنهم يرفضون، وتم رفع مذكرة إلى محافظ القليوبية ومديرية التربية والتعليم، لحل هذه المشكلة».
من جانبهم، طالب أولياء أمور الطلاب بالمدرسة بسرعة إخلائها بسبب تدهور حالتها الإنشائية وخطورتها على حياة الطلاب، فالسلالم متهالكة ودورات المياه حالتها سيئة والمقاعد تحتاج إلى تغيير شامل.