خبراء يُسقطون ورقة التوت عن العلاقة بين إسرائيل وكردستان
صورة أرشيفية
لم يكن الدعم الإسرائيلي لاستفتاء الاستقلال، الذي نظمه إقليم كردستان في 25 من سبتمبر الماضي وأعلنت نتائجه اليوم، بتأييد الاستقلال بنسبة 92% من المواطنيين الأكراد، خافيًا عن الجميع ولم يكن يحتاج لظهور برنارد ليفي المفكر الفرنسي المؤيد للحركات الصهيونية في ساحات استفتاء إقليم كردستان العراق لإبرازه.
لكن التدخل الإسرائيلي الواضح في مسألة استقلال الأكراد العراقي، يطرح عدة أسئلة حول أسبابه، ويعيد الحديث كثيرًا حول علاقة شكك فيها الكثيرون من حيث قوتها وعمقها التاريخي المرتبط بآمال إسرائيل التوسعية في المنطقة وتآمرها على المنطقة.
وأكد الدكتور السيد عبدالفتاح، رئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية، أن إسرائيل دولة قائمة على أساس قومي وعنصري، ومن مصلحة اليهود أن يكون هذا النموذج منتشر في المنطقة حتى لا يكونوا هما الوحيدون، ومن أجل ذلك تقوم إسرائيل بدعم الأكراد.
ولفت عبد الفتاح، في حديثه للـ"الوطن"، عن العلاقات الإسرائيلية الكردية التي بدأت منذ الستينات بشكل سري عندما كان هناك صراع مسلح بين الأكراد والنظام العراقي، فقامت إسرائيل بإمداد القوات الكردية بالأسلحة لمواجهة النظام العراقي، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت ترى أن دعمها للأكراد سوف يضعف من العراق مما يجعل لهم مكانة يستطيعون أن يؤثروا بها على وحدة الصف العربي.
وعن نظرة الأكراد للكيان الصهيوني، أوضح السيد عبد الفتاح، أن الأكراد يجدون أنه ليس بينهم وبين إسرائيل صراعات لذا فهم ليسوا مطالبين بقطع العلاقات معهم، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من الأكراد يرون الكيان الصهيوني على أنه مغتصب للأراضي الفلسطينية، بل هناك أكراد كانوا أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وناضلوا بأنفسهم بالسلاح ضد الكيان الصهيوني، والبعض الآخر يرى أن إسرائيل دولة ديمقراطية وحققت نجاحات اقتصادية ضخمة ولكن هذة الطائفة ضئيلة جدًا.
وأتفق معه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العلاقات بين الجانبيين الكردي والإسرائيلي تاريخية، وتعود لعشرات السنين وكانت في 4 نواحي الناحية التدريبية، وهي تدريب العناصر الكردية لمحاربة العراق، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستي بالأسلحة والمعدات كما كان هناك دعم اقتصادي بالإضافة إلى دعم في ناحية رابعة وهي ناحية ليست معروفة بكثرة، مشيرًا إلى زيارة السيد مصطفى برازاني الزعيم الكردي الشهير إلى إسرائيل حيث أسست لعلاقات قوية بين الطرفين الإسرائيلي والكردي.
وتابع "فهمي" لـ"الوطن"، أن الأمر يعيد نفسه حاليًا فمعظم القادة الإسرائيليين الحاليين يدعمون الأكراد في تأسيس دولتهم الجديدة في شمال العراق، لأنهم يرون أن الأكراد من حقهم إقامة دولة لهم، موضحًا أن الأمر لو حدث يعني أن إسرائيل بدأت في مخطاطتها لإقامة تكتونات ودول وكيانات صغيرة داخل المنطقة، فأن إسرائيل سترى أن التجربة الكردية تستلهم التجربة الإسرائيلية من حيث وجود حصار على الدولة الكردية الجديدة.
وذكر "الخبير في الشئون الإسرائيلية"، أن التعامل الإسرائيلي مع الدولة الكردية في أعقاب نتائج الاستفتاء، يمكن أن يتطور لتدخل عسكري كبير ليس لحماية الحدود الكردية فقط بل الضغط على إيران، التي تربطها حدود مع كردستان العراق أيضًا.