«نجع الجامع الإعدادية»: فصول من الخشب والصاج عمرها 50 عاماً
بوابة نجع الجامع وتظهر أعلاها اللافتة المتهالكة
تقع على ممر صغير يوازى طريق مصر - أسوان الزراعى بمركز دشنا، كُتب أعلى بابها بخط لم يعد ظاهراً من كثرة التهدمات من حوله: «مدرسة نجع الجامع الإعدادية»، الإهمال يضرب المدرسة من الخارج والداخل، سورها مبنى من الطوب الحجرى الأبيض، مدخلها متر واحد أو يزيد قليلاً، مكونة من طابق وحيد به 8 فصول وحوش من الناحية الشمالية.
مجرد الدخول من باب المدرسة الرئيسى «المفتوح على البحرى» تقع العين مباشرة على فصل مسقوف بالخشب والصاج، وعلى اليمين غرف متهالكة مغلقة أمام ركام أسمنتى، ومن يسارها ممر بجوار السور يقودك إلى فناء أرضه من التراب الناعم، تجمع فيه عدد من الأطفال جاءوا فى «ساعة العصرية» يلعبون كرة القدم حيث المكان الخالى فى القرية بعد انتهاء العملية التعليمية.
«مبارك»:«مستعدون بالتعاون مع الحكومة لشراء الأرض.. و«عبدالحميد»: «لما طلبنا منهم مدرسة جديدة ماردوش علينا»
بنيت مدرسة نجع الجامع منذ ما يقرب من 50 عاماً، حسب ما قال أسعد نافع، أحد أبناء قرية السمطا المهتمين بمشاكل القرية والتى تضم نجع الجامع، حيث كانت المدرسة تبرعاً من خلال أحد كبار القرية، عندما أجرها للإدارة التعليمية لتظل المدرسة على نفس وضعها منذ أن تم تأجيرها وحتى الآن، نظير 100 جنيه فقط لا غير إيجاراً شهرياً، موضحاً أن الدراسة فى المدرسة تكون على فترتين نظراً لصغر مساحتها حتى تستوعب أكبر عدد من طلاب نجوع قرية السمطا.
مع تزايد عدد الطلاب فى السنوات الأخيرة داخل مدرسة «نجع الجامع» تم بناء فصل فى فناء المدرسة من خلال الجهود الذاتية، حسب ما أوضح «نافع»، إلا أن هذا الفصل تم بناؤه من الحجارة وكان سقفه من العروق الخشبية، وهو الأمر الذى جعل مسئولى هيئة الأبنية التعليمية يقررون هدم الفصل دون بناء غيره.
ويقول مبارك على، أحد أبناء نجع الجامع وولى أمر طالب بالصف الثانى الإعدادى، إن المدرسة متهالكة وضربت الرطوبة جدرانها ومن ثم فهى لا تحمل قواعد السلامة المهنية والأمن الصناعى، فهى لا يوجد بها حنفيات إطفاء حريق أو غيرها من معدات الإطفاء، مشيراً إلى أن أهالى القرية مستعدون بالتعاون مع الحكومة لشراء الأرض من مالكها وزيادتها من الأراضى المحيطة بالمدرسة لتصبح مساحتها كبيرة فتكون مهيأة لبناء مدرسة أكبر، حيث تخدم مدرسة نجع الجامع 5 نجوع أخرى داخل قرية السمطا وهو الأمر الذى يسبب مزيداً من الكثافة الطلابية بها.
شكاوى متعددة تقدم بها أهالى القرية، حسب ما قال عبدالحميد أحمد، أحد أولياء الأمور، طالبوا فيها بإعادة ترميم المدرسة من جديد حتى لا تنهار على من فيها، إلا أن أحداً لم يستمع لهم من المسئولين، وفق قوله، بحجة أنها مؤجرة: «ولما طلبنا منهم مدرسة تانية جديدة لقرية السمطا ماردوش علينا»
ومن بين من كانوا يلعبون كرة القدم داخل فناء المدرسة، وقف على رمضان، طالب بالمدرسة، يتحدث عن معاناته فى تحصيل المادة العلمية بالمدرسة التى لا تصلح للتعليم، من وجهة نظره: «الفصول والتخت متكسرة ومفيش فيها مراوح ولو موجودة مابتكونش شغالة، ولا فيه ميّة شرب حتى».