«الجمالية الإعدادية» بدون سور منذ إنشائها والأهالى يضعون أيديهم على أراضى المدرسة
الليثى يشير إلى فناء المدرسة المفتوح على الشارع
باب وحيد يفتح على طرقة طويلة تأخذك إلى مبنى الفصول التعليمية، ومن خلفه كانت قطعة أرض طينية توسطها علم مصر ولم يفصلها شىء عن الأراضى الزراعية من خلفها، فى صورة أظهرت معاناة تعيشها المدرسة ومن فيها بسبب عدم وجود سور خلفى لها منذ أن تم إنشاؤها، رغم أن ملامح التطوير لم تختف من على المبنى الرئيسى نفسه بعد.
المدير: «إحنا هنا مش بنعلم الأطفال إحنا بنجاهد.. ويوم ما بيجيلنا حد من الوزارة بيقولنا الله يكون فى عونكم ويمشى»
بضعة شوارع ضيقة اصطحبنا فيها أحمد الليثى، المدرس السابق بالمدرسة، حتى وصلنا إلى المبنى المنشود، ليشرح لنا فى الطريق أزمة المدرسة التى عانى منها كثيراً قبل أن يتركها: «أى لجنة لما بتيجى بتشوف الوضع اللى المدرسة فيه كل اللى بتقوله: (كتر خيركم)، فى الوقت اللى لو مسكوا عليك خلل أو تقصير ممكن يبهدلوك»، تواصلت إدارة المدرسة خلال أعوام طويلة مع الكثير من الجهات المعنية بهذا الأمر، إلا أن النتائج كلها كانت مخيبة لآمالهم: «المشكلة إن الأرض اللى ورا المدرسة عليها خلاف أصلاً، وبعد ما الناس اتبرعت بالأرض للمدرسة رجعوا تانى زرعوها وخدوها والموضوع بقا معكوك».
مشاهد مبكية ومضحكة فى نفس الوقت عاشها «الليثى» خلال فترة وجوده فى المدرسة بسبب عدم وجود سور، يحكى عنها بنبرة ساخرة قائلاً: «كنا ممكن نبقى واقفين فى الطابور وواحد يعدى من وسط الطلبة شايل على كتفه الفاس بتاعته أو ساحب الحمار وراه، أو ممكن تلاقى واحد الفرخة بتاعته جريت منه ودخلت المدرسة وهو بيجرى وراها، ده غير بقا الكلاب اللى مالية المدرسة».
مكالمة هاتفية أجراها «الليثى» لمدير المدرسة أحمد رفاعى، نظراً لعدم وجوده بعد انتهاء اليوم الدراسى، ليأتى بعد دقائق مرتدياً عباءته الداكنة، شاقاً تلك الأراضى الزراعية كطريق مختصر فرضه عدم وجود سور خلفى للمدرسة، ليحكى تفاصيل أزمة مدرسته قائلاً: «المدرسة ليها 3 قراريط فى المساحة المزروعة فى ضهرها، كان تم التبرع بيهم للمدرسة بعقود موثقة، ودلوقتى واضعين إيديهم عليها ومش راضيين يسيبوها»، قوة من الشرطة تتردد على المدرسة من حين لآخر عندما يتوجه «أحمد» بالشكوى، إلا أن جل ما تفعله هذه الحملات هو إثبات الحالة على أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وحتى عندما أخلت قوات الشرطة الأرض فى آخر حملة لها، لم يمر سوى سواد الليل حتى عاد المعتدون إليها فى اليوم التالى.
حالة من الهرج والمرج تعيشها المدرسة بسبب عدم وجود سور خلفى، وهو ما لا يملك مدير المدرسة حياله أمراً، حسب ما قال: «يوم ما يعدى واحد من وسط الطلاب فى الطابور مابنقدرش نمنعه، ده غير إن الطالب لو المدرس نزله يعمل حاجة ممكن ياخد بعضه ويمشى، وآخر ما زهقنا ركبنا أبواب حديد على السلالم عشان نعرف نقفل على الطلاب»، ليختم «رفاعى» حديثه قائلاً: «إحنا هنا مش بنعلم الأطفال إحنا بنجاهد، ويوم ما بيجيلنا حد من الوزارة بيقولنا الله يكون فى عونكم ويمشى».
ويقول عبدالناصر الدرديرى، معلم فى المجال الزراعى بالمدرسة، إن الوضع الحالى للمدرسة أصبح أمراً معتاداً بعد أن أصبحت المدرسة «مفتوحة على البحرى»، إلا أن الأزمة تبدأ بعد انتهاء اليوم الدراسى من وجهة نظره: «بنيجى الصبح نلاقى المدرسة كلها طوب وطينة من العيال اللى بتدخل تلعب فيها بعد العصر وتعملها سوق».