وهم وظيفة "كاتب رابع".. المظاهرات مش نافعة والنتيجة في علم الغيب
صورة أرشيفية
بعد شهور من أزمة "امتحان النيابة الإداراية" لوظيفة كاتب رابع، ما زال المتضررون من الأزمة التي وصلت تبعاتها إلى ساحات لجان مجلس النواب الواسعة والمزدحمة، بدون أي وجود بوادر لحل الأزمة التي يبدو إنها دخلت ما يعرف بـ"ثلاجة الأزمات المزدحمة في المؤسسات المصرية".
وتفجرت أزمة طلبات الالتحاق بوظيفة "كاتب رابع" في النيابة الإدارية، يوليو الماضي، عقب تقديم العشرات من المتقدمين للوظيفة باحتجاجات ضد تزوير وانتشار حالات الغش في الامتحانات، قبل أن تعود لتشتعل مجددًا قبل أيام بمظاهرة صغيرة بالإضافة إلى اجتياح المتقدمين لصفحة المتحدث باسم الرئاسة في رسائل لطلب دعمه في قضيتهم.
"أنا مبقاش عندي أمل بس هي مجرد محاولة عشان ربنا هيسألنا يوم القيامة عملتوا إيه عشان الحق يظهر"، هكذا بدأت سما سالم حديثها عن مشوار سعيها للحصول على الوظيفة الذي بدأ منذ عام واحد، حيث تقدمت للوظيفة بالثانوية العامة، وهي حاملة لشهادة ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية.
وتحكي صاحبة الـ29 عامًا، إنها أرملة توفي زوجها عقب 10 أشهر فقط من زواجها وترك لها طفلا واحدًا يبلغ من العمر 3 سنوات، وإنها و70 ألفا آخرين من زملائها تقدموا للوظيفة عقب مشاهدتهم الإعلان الخاص بالوظيفة في الجرائد، مضيفة: "نزلنا من كل المحافظات عشان نقدم واحنا كلنا أمل إن بكرة أحسن".
"كثيرون لغت النيابة قرار تعيينهم، سُمح لهم مرة أخرى بأداء الاختبارات التي شهدت مهازل" وفقا لـ"سما"، وقدمت هي وزملائها مستندات للنيابة تثبت التجاوزات الحادثة بالمسابقة، ما دفع الهيئة إلى سحب النتيجة وإعلان إن الأمر سيخضع للمراجعة مرة أخرى، ومنذ هذا الوقت لم تظهر النتيجة مرة أخرى، وهي في انتظارها حاليًا.
وتروي "سالم"، أنها أرسلت طلبات لوزارة المالية، ولكن الوزارة كانت ترد بأنه لا يوجد ميزانية بزيادة الدرجات المالية للموظفين في النيابة الإدارية: "ملناش غير ربنا".
بحزن شديد تحدث لـ"الوطن" راندا ماهر، إحدى المتقدمات، عن الأزمة التي تم حلها فقط لأهل المحسوبية وأصحاب الوسايط فقط، وهي على هذا الوضع منذ سنة واحدة، وتسمع كل يوم عن أخبار بظهور النتيجة كل شهر ولا تظهر: "كل 4 أشخاص من بيت واحد اتعينوا، واللي بيدفع 10000 الف جنيه بيتوظف".
وترعى رندا ماهر صاحبة الـ27 ربيعًا طفليها عقب وفاة والدهم، مشيرة إلى أنها وزملائها المتقدمين ليسوا لهم ذنب في القرارات المتخبطة من الهيئة التي ألغت وأعلنت النتائج أكثر من مرة، بسبب المظاهرات التي خرجت اعتراضًا على النتائج.
وأكدت أنها لم تتقدم لأي وظيفة أخرى بدلًا من الوظيفة في النيابة الإدارية، بسبب عدم وجود أي وظائف أخرى أمامها تقدم فيها، قائلة: "هتطلع الوظايف من تحت الترابيزة مثلا".