«داعش» يبدأ مرحلة «حرب الاستنزاف»
هجوم لاس فيجاس
بدأ تنظيم داعش، مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع الدول التي يتواجد فيها، حفاظاً على مكاسبه في الـ 3 سنوات الماضية، لتحقيق أهدافه المتمثلة في حلم "دولة الخلافة".
وفي دراسة لمركز سوفان، المتخصص في متابعة الحركات الإرهابية، قال إن داعش له ولاءات فيما يقرب من 81 دولة.
ويعتمد "داعش" في ظل خسائره، على ما يمكن تسميته بـ"حرب الاستنزاف" أملا في البقاء في وجه أزماته.
ويشهد التنظيم، خلال الفترة الحالية، العديد من الخسائر على مستوى البنية التنظيمية من خلال الانشقاقات وكذلك على مستوى الأرض التي يخسرها بشكل يومي، أمام قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري والجيش العرقي.
ومنذ عام 2014، سيطر تنظيم داعش على ما يقرب من 50% من مساحة سوريا و25% من مساحة العراق، لكنه خلال العام الماضي والأشهر القليلة الماضية خسر مدينة سرت الليبية في ديسمبر 2016، والرمادي في العراق في فبراير 2016، والموصل – ثاني أكبر مدن العراق - في يوليو 2017، كما أن معاقله الأخيرة بالرقة في شمال سوريا وغيرها على وشك السقوط.
ويعاني التنظيم داعش، في الوقت الراهن، من خلافات قد تفضي إلى تصدعه في النهاية، بين جناح "الحازميون" نسبة للسعودي أحمد بن عمر الحازمي، المحبوس حاليا في المملكة العربية السعودية و"تيار تركي البنعلي"، المفتي السابق للتنظيم والذي قتل خلال العام الجاري.
وتشير كافة التحليلات إلى أن أبو بكر البغدادي، لم يظهر في تسجيل صوتي، إلا بعدما اعتقل غالبية تنظيم "الحازميون"، الذين يكفرونه لعدم تكفيره لأيمن الظواهري وغيره من قيادات الجهاد العالمي.
وقال حسن أبو هنية الخبير الأردني المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، إن أبو بكر البغدادي، أعاد هيكلة التنظيم، لبدء حرب استنزاف مع الدول التي تستهدف معاقله.
ودعا البغدادي، عناصره خلال التسجيل الصوتي، الذي صدر الخميس الماضي عناصره في كل مكان لتنفيذ عمليات في كل مكان، علاوة على أنه دعا، لأول مرة، لاستهداف المفكرين والصحفيين.
وفي أعقاب كلمة البغدادي، التي وصلت مدتها لـ46 دقيقة، دشنّ مقاتلو التنظيم حملة باسم "غزوة الشيخ أبو محمد العدناني المتحدث السابق باسم التنظيم"، لتنفيذ عمليات إرهابية حول العالم.
وسبقت كلمة البغدادي، العودة لتكتيك حروب العصابات، من قبل عناصر التنظيم، حيث شنّ هجوماً على بعض أحياء مدينة الرقة واستعادها من يد قوات سوريا الديمقراطية، وشن هجوما الأسبوع الماضي أيضا على القوات العراقية أسفرت عن استشهاد عدد من الجنود العراقيين في مدينة الأنبار.
وتبنى التنظيم الأحد الماضي، حادث الطعن الذي وقع بمحطة قطار مارسيليا وأسفر عن مقتل امرأتين ذبحاً وطعنا قبل قيام قوات الجيش بتصفية منفذ الاعتداء.
وكان رجل يحمل سكينا قتل امرأتين بعد أن صاح "الله أكبر"، بحسب شهود عيان، داخل محطة القطار الرئيسية بمارسيليا (سان شارل)، فيما أوضحت مصادر بالشرطة أن المعتدي طعن الضحية الأولى وذبح الثانية قبل أن تقوم دورية من قوة (سانتينال) العسكرية بإطلاق النار عليه.
وتبنى التنظيم أيضا، بالأمس، مسؤوليته عن حادث لاس فيجاس في أمريكا، ال ي راح ضحيته 50 أمريكيا وعشرات المصابيين، بعدما أطلق مسلح النار بشكل عشوائي على عدد من الأمريكيين كانوا في حفل في ملهى ليلي.
وأظهرت العملية الأخيرة، جزءً من الارتباك الذي يعيشه التنظيم، إذ تضاربت بيانات وكالة أعماق الإعلامية التابعة لداعش، إذ أنها أصدرت بيانا تقول فيه إن منفذ الهجوم اعتنق الإسلام قبل 3 أشهر، ثم أصدرت بيان يليه، تعلن فيه أن المنفذ من جنود التنظيم، وانتهى الجدل بإعلان التنظيم نفسه بيانا يؤكد تبعية المنفذ له.