«القرنة ووادى الملوك».. ترميمات غائبة وصيانة لا تكتمل
الصيانة تغيب عن المعامل
سور خارجى واحد يجمع بين مدرستين: «القرنة الابتدائية» و«وادى الملوك الابتدائية»، لم يفصل بينهما من الداخل سوى تلك الأسلاك الحديدية المفتوحة من طرفيها، يعبر المارة من خلالها بين هذه المدرسة وتلك.. هم واحد يجمع بين المدرستين، حيث إن أعمال الترميم بالمدرستين كان يفترض أن تنتهى فى منتصف سبتمبر الماضى، إلا أن إدارة كل مدرسة رفضت تسلم المبانى من المقاولين لعدم إتمامها بالشكل المطلوب.
وثمة وضع خاص لأحد أجنحة مدرسة وادى الملوك عانت منه إدارة المدرسة لأعوام طويلة، حيث إن «الجناح الشرقى مبنى بطريقة غلط، لأن بناءه تم من المحليات وليس هيئة الأبنية التعليمية، وكل شوية يتعمل له ترميمات من غير فايدة، وبالتالى كل ما يتعمل ترميم له بيزيد شروخ أكتر»، هكذا بدأ عياد محمود، مدير مدرسة وادى الملوك، حديثه، موضحاً أن عمليات الصيانة العادية بالجناح كان يفترض أن تنتهى قبل بداية الدراسة، إلا أن رداءة الترميم جعلته يرفض تسلمها: «الشروخ فى الحيطان زى ما هى، وكل اللى عملوه إنهم داروا شوية منها بالدهان وخلاص».
الأمر بالنسبة لهذا الجناح الشرقى فى مدرسة وادى الملوك يتخطى مسألة الصيانة العادية، حسب ما قال «محمود»، وهو الأمر الذى جعله يتقدم بالعديد من الشكاوى موضحاً فيها أن هذا الجناح متهالك: «بعت لهيئة الأبنية أكتر من مرة وطلبت منهم يعملوا له إحلال وتجديد عشان كثافة الطلاب فى المدرسة، وكل مرة نشتكى فيها يقولوا لنا ده مبنى ملحق»، فضلاً عن عدم وجود غرفة لأفراد الأمن بالمدرسة الذين اتخذوا من «بير السلم» مقراً لهم، حسب «عياد».
إحلال وتجديد الجناح الشرقى لمدرسة وادى الملوك بات أمراً لا مفر منه، وفق قول محمد أبوالحجاج، مسئول الصيانة بالمدرسة، حتى يمكن التغلب على الكثافة التى تعانى منها الفصول، والتى وصلت إلى 65 طالباً: «الجناح بقاله 6 سنين فيه مشاكل وممنوع يتحط عليه طوبة واحدة، رغم إننا محتاجين نزود عدد الفصول فى المدرسة عشان تستوعب الكثافة اللى موجودة، ده غير إن المدرسة حاصلة على الجودة أصلاً ومفروض كثافة الفصول فيها ماتكونش أكتر من 40 طالب».
مدير «وادى الملوك»: «الجناح الشرقى مبنى بطريقة غلط وكل ما يترمم بيزيد شروخ».. ورئيس قسم المبانى بـ«الإدارة»: المقاولون يستخدمون أردأ الخامات
وفى مدرسة «القرنة الابتدائية» كانت الترميمات همّاً على من فيها، فهى لم تصلح ما فى المدرسة من مشكلات، وإنما جاءت بنتائج عكسية وضعت إدارة المدرسة ومعلميها وطلابها فى أزمات لا يعرفون طريقاً لحلها، حسب وصف منتصر الأباصيرى، مدير المدرسة، فرغم مرور شهر كامل على موعد تسلم المدرسة، إلا أن عملية التسلم لم تتم بعد: «كل حاجة بايظة، وصرف الحمامات مش راكب صح، ولما بنفتح المحابس الدنيا كلها بتغرق عشان كده لاغيين الميّه فى الحمامات كلها»، مد «منتصر» يده إلى أحد المحابس وما أن فتحه حتى تدفقت المياه من المواسير المحيطة به، ليغلقه مرة ثانية مسرعاً قبل أن يخرج من دورات المياه متحدثاً عن بقية المشكلات التى يعانى منها: «معظم الشبابيك كان الزجاج فيها سليم ولما عملوا الصيانة كسروه ومركبوش غيره».
فى الطابق الثانى من المدرسة، وقفت طفلة أمام باب الفصل تريد الدخول إلا أن مقبض الباب كان متعطلاً، ليمد أحدهم يديه إلى الباب ويدفعه بقوة ليفتح، ليكمل «منتصر» حديثه قائلاً: «مقابض أبواب الفصول كلها بايظة، يا إما مش عايزة تشتغل، أو بتتكسر وإحنا بنفتحها، وفوق ده كله رفعوا مننا ميزانية اللامركزية عشان المدرسة دخلت صيانة، فبالتالى إحنا مش معانا نعمل حتى اللى المقاول بوظه».
من جانبه، قال محمد عباس، رئيس قسم المبانى بإدارة القرنة التعليمية، إن عمليات الترميم التى تمت فى هاتين المدرستين، وغيرهما من المدارس، لا تتم بالشكل المطلوب، حيث يتبع المقاولون سياسة تغطية الشروخ والتصدعات فى الحوائط فحسب دون معالجتها بصورة صحيحة: «همّا اهتموا بس بالمظهر الخارجى وجابوا أردأ الخامات، وفوق ده كله إحنا عندنا عجز صارخ فى مقاعد مدارس الإدارة كلها، وفيه مدارس أول السنة دى جمعنا لها تخت من باقى المدارس عشان تبدأ الدراسة».