العمال هربوا إلى التكاتك فأغلق المخبز أبوابه
اللافتة التى علقها «ممدوح» على باب المخبز
«المحل مغلق.. نعتذر عن عدم الاستمرار»، لافتة علقها على باب محله، معلناً إغلاقه ليس بسبب ارتفاع الأسعار تلك الأزمة التى يعانى منها الجميع، ولكن لسبب غريب لم يكن أحد من زبائنه يتوقعه، وهو هروب العمال من المحل وتفضيلهم للعمل فى قيادة التوك توك عن العمل فى المخبز. كان ممدوح زهيرى، صاحب المخبز، يشعر بأنه فى ورطة بسبب العمال، فكلما استقطب عدداً من العمال وعلمهم ودربهم على كيفية العمل فى المخبز، تركوه بسبب إجهادهم وعملهم فى درجة حرارة مرتفعة، حتى اكتشف أن معظمهم يستدين لشراء توك توك أو يؤجره ليعمل عليه، ما عرضه لخسارة كبيرة، وجعله عاجزاً عن سداد المصاريف الأساسية من الكهرباء والغاز وأدى فى النهاية إلى إغلاق المخبز رغماً عنه: «بقالى 30 سنة شغال عمرى ما شفت صنايعية بالشكل ده». حالة الاستهتار التى تسربت إلى الصنايعية، هى أكثر ما أثار استياء وغضب الرجل الستينى واضطرته إلى إغلاق مصدر رزقه رغم موسم المدارس: «العمال مبقوش زى زمان عايزين يشتغلوا.. عايزين الرزق يجيلهم على الجاهز من غير شقا»، كان «زهيرى» يتفنن فى عمل المخبوزات التى كان يقدمها، وهو ما جعله أحد أشهر وأقدم المحلات بمنطقة المنيرة: «الناس دلوقتى زعلانة إنى قفلت وبيطلبوا منى افتح تانى عشان كانوا ضامنين المنتجات اللى بقدمها ونضافتها وطعمها الحلو». دونتس وإكلير وكورواسون أشهر ثلاثة أصناف من الحلوى كان يجذب بها صاحب المخبز أقدام زبائنه: «كنت بحاول أقدم مخبوزات مختلفة عن أى محل موجود فى المنطقة». يستغرب صاحب المخبز من العامل الذى يفضل العمل طيلة النهار على عربة بثلاث عجلات يتجول بها وسط الشوارع بالموسيقى الصاخبة عن العمل فى «وردية» بمرتب ثابت كل شهر: «لولا إن هروب العمال خلانى مش قادر أوقف المحل على رجله، مكنتش قفلت».