«تأخير السكن.. والسماسرة» يحاصران طلاب المدينة الجامعية بالأزهر
محمد عادل
تسود حالة من الغضب بين طلاب جامعة الأزهر فى القاهرة، لعدم استقبال المدينة الجامعية لهم حتى الآن، ما دفعهم إلى البحث عن سكن بديل فى المنطقة التى تقع فيها الجامعة، حيث اصطدموا باستغلال السماسرة، حسب قولهم من ناحية، والارتفاع الكبير فى أسعار إيجار الوحدات السكنية من ناحية أخرى.
وقالت هناء الزغبى، الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: «أنا حاصلة على تقدير جيد جداً، اشتركت ومجموعة من زملائى فى استئجار سكن خارجى بمبلغ ألف جنيه لكل طالبة، خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، بالإضافة إلى تأمين وسمسرة، لحين معرفة نتيجة القبول بالمدينة الجامعية، ولو تم قبولنا بالمدينة، لن نستطيع استرداد مبلغ الإيجار»، مشيرة إلى أن مؤسسة الأزهر اعتادت أن تعلن نتائج قبول الطلاب فى المدينة الجامعية بعد الدراسة بما لا يقل عن ثلاثة أسابيع.
«المتقدمون»: نتيجة القبول لم تظهر ونتعرّض للاستغلال.. والجامعة: تسكين 8 آلاف طالب وطالبة الأحد المقبل
«استغلال» كلمة أطلقها بنبرة حزن إسماعيل العزازى، طالب بكلية الإعلام جامعة الأزهر، واصفاً ممارسات السماسرة وأصحاب المحلات والمطاعم بمدينة نصر، مضيفاً: «اشتركت مع مجموعة من زملائى مكونة من 12 طالباً فى استئجار شقة مفروشة بالحى السادس بمدينة نصر بمبلغ 3500 جنيه، وفوجئنا بالسمسار يطلب المبلغ نفسه سمسرة، رافضاً أن يعطينا ثلاجة ومروحة بحجة أن الشتا داخل».
وأضاف «العزازى»: «أكبر مشكلة نواجهها هى أن الحمام واحد والمطبخ واحد، وعدد السكان فى الشقة 12 فرداً، ما يتسبّب فى الزحام الدائم، والزبالة فى الحى منتشرة فى كل مكان، والمواصلات زحمة وغير متوافرة، بعد ارتفاع أسعارها». وتابع «العزازى»: «لم نستطع هذا العام أن نتقدم للسكن فى المدينة الجامعية، لأنها لا تقبل غير الحاصلين على جيد جداً وامتياز، ولا تقبل غير 5 آلاف من إجمالى عدد الطلاب المتقدمين لها، رغم أن بها أماكن تسع أكثر من 15 ألف طالب، وذلك بحجة الأمن والنظام».
وأضاف محمد عادل، الطالب بكلية الهندسة: «نعيش 10 طلاب بمنطقة المقاولون العرب، فى شقة بمبلغ 2800 جنيه، وهى شقة متوسطة الحال، المشكلة تتمثّل فى إهدار الوقت، كما أن السكن الخارجى لا يحتوى على ما يلزم الطالب، من مكان للمذاكرة خاص به، بعكس المدينة الجامعية».
ورغم حصول على عبدالتواب، الطالب بكلية التربية الرياضية، على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، فإنه يستأجر سكناً خارجياً مع ثمانية من زملائه، بالحى السابع بمدينة نصر، بمبلغ 2500 جنيه، بالإضافة إلى شهر تأمين، ومثله للسمسار لحين استقبال المدينة الجامعية للطلبة، وقال «عبدالتواب» إنه جاء قبل الدراسة بما لا يقل عن شهر حتى يحجز سكناً، ودفع شهراً مقدماً، قبل بدء العام الدراسى، مؤكداً عدم وجود رقابة، أو ضوابط للسكن الخارجى، ودائماً ما تحدث مشكلات بين الأفراد.
واشتكى عبده عطا، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الإعلام من عدم قبول المدينة الجامعية، له قائلاً: لا تقبل الطلاب المستجدين فى بداية العام الدراسى، وتظهر نتيجة القبول، قُرب انتهاء الفصل الدراسى الأول، مضيفاً أن تقديم الأوراق والتنسيق يظهر كل عام قبل بدء الدراسة بيوم أو اثنين، ما يجبرهم على انتظار معرفة التنسيق، حتى يتقدّموا بأوراقهم للمدينة الجامعية.
وتابع «عطا»: «ظهور نتيجة التنسيق مع بدء العام الدراسى جعلنا فى دائرة الرضا بكل ما يعرضه علينا السماسرة، والرضا بسكن غير آدمى، وغير ملائم للطلاب، مشيراً إلى أنه من محافظة المنيا، وحاصل على مجموع 85%، فى الثانوية الأزهرية والمطلوب من الجامعة هو الرحمة.
من جانبه قال الدكتور أحمد حسنى، مستشار رئيس جامعة الأزهر، إن المدن الجامعية بالقاهرة ستبدأ عمليات التسكين من الأحد المقبل، بواقع 4 آلاف طالب بالمدن الجامعية بنين، و4 آلاف طالبة بالمدن الجامعية للبنات. وأكد«حسنى» لـ«الوطن» أن القوة الاستيعابية الحقيقية للمدن الجامعية تشمل 13 ألف طالب وطالبة بواقع 6 آلاف بمدن البنات، و7 آلاف للبنين، لكن هناك عمليات ترميم وصيانة تتم لبعض المقرات، وفور انتهائها سيتم التسكين.
وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر: إن معايير التسكين شملت التقدير الأعلى، ثم بُعد المكان، وتم تنقية المتقدمين، ولن يدخل المدينة الجامعية أى متطرف أو من يميل إلى فكر الجماعات السياسية، فالجامعة والمدينة مكان للعلم وليست للفتنة والتحريض على الدولة، مضيفاً أنه تمت مراعاة الأطعمة والمشروبات الخاصة بالمدينة من خلال التعاقد مع عدة شركات وطنية، وهذا سبب التأخير.