رحلة الطالب الجامعى: نقاش أو مبلط سيراميك من أجل «عربة الفول»
طالب جامعى يبيع على «عربة الفول»
شمر عن ساعديه، وهو يرص حاويات السلطة ويشق أرغفة الخبز يعدها لطالبى السندويتشات، مبسملاً ومبتسماً فى أول أيام عمله على مشروع العمر، هكذا وصفه وهكذا سعى له.. وقت كبير صرفه فى التدريب على تقليب القدرة وسرعة إعداد السندويتش، يستمع إلى عبارات الإشادة من زبائنه، ووصفهم لطبقه بأنه «زى الزبدة»، فيزيد انتشاؤه وفرحته بإنجازه، حاملاً مشاعر العرفان لذلك الصنايعى الذى استعان به لإعداد الفول، مكتفياً هو بالملكية المشتركة مع صديقه، وبالعمل المتناوب على العربة.
8 آلاف جنيه الميزانية التقريبية لـ«العربة»
لهذه الأحاسيس قصة، ورحلة صعود، لا يخفيها الطالب الجامعى عن زبائنه، يرويها بمزيد من الفخر، فيزيد حماسهم له، يكفى أنه يعمل فى أوقات فراغه من المحاضرات، إذ لا يزال خالد عصام طالباً فى كلية التربية النوعية بالمنصورة، فكر فى إنشاء عربة فول بمدينة طلخا، كمشروع يساعده على توفير نفقات الدراسة، ولحين التخرج وإيجاد عمل مناسب، لكنه فى سبيل هذا عمل فى مجال النقاشة طيلة 3 سنوات، منذ كان طالباً فى الثانوية العامة».
8 آلاف جنيه ميزانية تقريبية للعربة، شاركه فيها راضى ناصر، الطالب بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، يبتسم وهو يجيب عن سؤال أصدقائه بالجامعة «اشمعنى الفول؟»، ويجيب بما يراه منطقياً: «هو فيه حد فى مصر ما بياكلش فول»، فيتحمسون لمشروعه ويبادرون بمزيد من الأسئلة لعلهم يسيرون على خطاه ويقلدونه، يتذكر راضى تلك الأيام التى قضاها فى العمل مبلط سيراميك «خدت خبرة كويسة، بس الفول مكسبه أحسن، وبنبدل أنا وخالد على العربية حسب وقت المحاضرات».