سألوه: «تروح الغردقة ولا شرم؟» فأجاب: «الاستاد عشان أشجع مصر»
«كريم» على عجلته المتحركة حاملاً علم مصر
وجهه بشوش يبعث على الأمل والحب والتفاؤل، قدماه صغيرتان لكنه يشعر ببراح الدنيا أسفلهما، ما إن وطئ بكرسيه المتحرك أرض مدينة برج العرب، حتى تهللت أساريره وانفرجت شفتاه عن ضحكة صافية. كريم عراقى (11 سنة)، طالب فى الصف الأول الإعدادى، دفعه حبه لوطنه وعشقه للمنتخب الوطنى لكرة القدم إلى الإصرار على الذهاب لاستاد برج العرب بالإسكندرية لمؤازرة الفريق فى المباراة المؤهلة لبطولة كأس العالم.
جاء قرار حضور المباراة عقب فوز «كريم» فى مسابقة «أجمل صورة لطفل» مع شركة سياحية، عرضوا عليه وقتها الاختيار بين رحلة إلى شرم الشيخ أو الغردقة أو العين السخنة، لكنه طالب الشركة بأن تكون الرحلة إلى استاد برج العرب حيث مباراة منتخب مصر مع الكونغو: «منذ ليلة أمس الأول وأنا أحتفل فى الشارع مع والدتى، اشتريت أعلام مصر وألوان لتزيين عجلتى الخاصة كما اشتريت تى شيرت المنتخب الوطنى».
حب «كريم» لمصر وانتماؤه لها يجعله دائماً يسعى إلى أن يكون مواطناً سوياً ناجحاً ومؤثراً، لافتاً إلى أنه بطل على مستوى الجمهورية فى تنس الطاولة وحصل العام الماضى على لقب أفضل ناشئ، ويستعد فى شهر ديسمبر المقبل لبطولة الجمهورية. يتمنى أن يصبح طبيب عظام ماهراً يستطيع أن يواجه أى عجز قد يلحق بأى طفل ويجعله عاجزاً عن الحركة: «أنا راضى بحالى وبقدر ربنا وبإذن الله ستكون إعاقتى دافعاً لتفوقى الرياضى».
الغريب أن والدته «ولاء» قالت إنها تستمد كل طاقتها من ابنها «كريم» وتعتبره رجل البيت لها ولشقيقتيه، وتراه سندها فى الحياة، مؤكدة أنه خضع لما يقرب من 14 عملية وفى كل مرة لا ينتابه خوف أو قلق لدرجة تدهش الأطباء: «حالة كريم نادرة ليس لها مسمى علمى، لكن عمرها ما عطلته عن حلمه فى أنه يكون طبيب وبطل رياضى».